ها أنا ذا امسكُ بالقلمِ من جديدْ

  اخطُّ بهِ جراحاً ليستْ تهدأ

  والحمدُ لله على نعمةِ القلمْ

  والحمدُ لله على نعمةِ الجراحْ

***

  ها أنا ذا أرثيكَ من جديدْ

  مرثيةً من ألف بيتٍ وبيتْ

  مرثيةٌ لا تريدُ أن تنتهي

  وسطورٌ لا تريدُ أن ترحمْ

  هو ذا أنتَ تموتُ معي .. في كلِّ يومٍ ألفَ مرة

  يا من متَّ ذاتَ يومٍ في أحضاني

  متى ينتهي مسلسلُ موتكَ المدبلجْ

  ومتى تسافرُ قوافلُ حزني بعيداً

  وتنطلقُ وحدتي كأسرابِ الطيورْ

  وتذوبُ وحشتي كالسكرِ في الماءْ

  وتنتهي جموعُ الرحيلْ ..

***

  يا أنينَ الحياة .. يا وجعَ السنينْ ..

  وصمتَ السنينْ ..

  ووحشةَ السنينْ ..

  وظلمةَ السنينْ ..

  وقلماً ينزفْ ..

  وصوتَ اشتباكِ الزهرِ في شوكِ اليدينْ

  ونوراً وناراً .. وحلماً دفينْ

  وسيفاً ووعداً .. وظلماً مهينْ

  وكلمةْ .. وأخرى تنادي .. وأخرى تدينْ

  وأخرى تعانقْ .. وأخرى تصارعْ .. وأخرى أنينْ

***

  ألمٌ ترى هذا الذي يسكنُ عندي من عصورٍ قديمة

  ألمٌ ترى هذا الذي يغتالُ روحي بسكْينِهْ

  ألمٌ أم ثورةٌ

  في دمعتي .. في قلقي .. في عطر روحي

***

  إني يا رب أعاني فارحمْ البشر المذنبينْ

  اغفرْ ليْ الدمعَ .. اغفرْ ليْ ثورتي

  وأملأ يا ربّ وحدتي وآنس وحشتي

***

  سأصبرُ حتى يقالَ أني صبرتُ

  وأباهي أنني في الملأ الأعلى ذكرتُ

  وأباهي إنني يا رب .. من أجلكَ َالقلبَ صلبتُ