حين هاجمني حبك

افراح الكبيسي

  حينَ هاجمني حبكَ كالحمى .. فررتُ

  وحينَ جلدني بالسياطِ عقاباً على فراري .. عدتُ وفررتُ

  حينَ وجدتُ اسمكَ محفوراً على كلِّ الشوارعْ .. حبستُ نفسي في غرفتي

  وحينَ اختنقتْ .. وأردتُ أنْ أشمَّ هواءَ الحرية ..

  فتحتُ نافذتي .. وجدتُ حبكَ خارجها ..

  فأغلقتها وفظلتُ الاختناقْ على أنْ اسجنَ في زنزانةِ حريتكْ

  حينَ ادمنتكَ كالأفيونْ .. أدخلتُ نفسي المصحةَ جبراً

  وحينَ صارَ وجودي معكَ كشربِ الخمرْ .. أتلفتُ كلَّ أشجارِ الكرومْ

  وحينَ ظننتُ أنني بذلك أكونُ تحررتُ من أغلالِ حبكْ ..

  وجدتُ نفسي ما زلتُ سجينةَ حبكْ ..

  ولم اقدرْ على التمردِ اكثرْ ..

  وثواري سقطوا جميعاً قتلى في ساحةِ داركْ ..

  ومنشوراتي التي وزعتها ضدكْ .. وجدتُ فيها غلطاً مطبعياً ..

  فبدلَ أنْ يكتبوا: هذا مهلكُ الحبْ

  كتبوا: هذا ملكُ الحبْ

  وأجدني الآن مجبرة أنْ أبقى سجينة ..

  حتى إشعارٍ آخرْ