كلمة حائرة

افراح الكبيسي

  ليلٌ .. وكلمةٌ حائرةْ .. وسطرٌ فارغْ

  وحسرةٌ أحسُ بها ولستُ أسمَعُها

  وكأنْما الزمانً قد انتهى ومضى

  وكأنني انظرُ منْ مجهولٌ إلى قدريْ

  إلي سحابةٍ نسجتُها بيديْ

  فلما أمطرتْ .. أمطرتْ في ارضِ غيريْ

  فلا ملكتُ السحابَ كالملائكةْ

  ولا ملكتُ الزرعَ كالأشقياءْ

  تبخرَ عطرُ وردهْ عبرَ ظُلمةِ الليلْ

  ما زلتُ أحسُ بهِ ولستُ أشمهُ

  ماذا أصابَني .. هلْ صرتُ روحاً لا تستطيعُ مساسَ الأشياءْ

  أحسُ بومضهْ .. لستُ ادري ما هيَ

  اجريْ خلفها

  ألفَ ميلٍ .. لمْ اصلْ .. ألفا ميلٍ .. لمْ اصلْ

  كمْ ميلاً جريتُ .. أخرجتُ عداديْ .. وجدتهُ قدْ تعطلْ

  ما زلتِ بعيدةً أيتها الومضةْ

  وأنا ما زلتُ في نفسِ مكانيْ

  نفسُ الأرضِ تحيطُ بي .. نفسُ الأشجارْ .. نفسُ الطريقْ

  مرتْ بي بضعةُ أشباحْ

  كأنني كنتُ اعرفُ هؤلاءِ القومْ سابقاً

  أحسُ بذلكْ .. ولكنني لستُ اذكرهُ

  ألمْ اجرِ قبلَ قليلٍ اكثرَ من ألفي ميلْ .. لمْ اعدْ ادريْ

  نظرتُ إلى السماءْ

  فيها كوكبٌ وقمرهُ صديقان لي .. انهما ليسا في مكانهما

  إذنْ لقدْ مرَ الوقتْ

  أخرجتُ مرآتي .. نظرتُ إلي بصماتِ الزمنِ في وجهي

  نعمْ لقدْ مرَ الوقتْ .. دونَ أنْ أحسَ بهِ

  عجباً تُرى لماذا الزمنُ فقطْ أذكرُ أنني مررتُ بهِ .. أو هوَ مرَ بيْ ..

  دونَ أنْ أحسَ بذلكْ

  لقدْ عدتُ إلى عالمِ البشرْ .. عالمِ الأشقياءْ