كلنا تتداخل
الحواس فينا فنميل نحو التضامن والحب وقد يبتديء عالمنا المحيط يتشكل
بجمالية افضل تحت روعة تأثير مسارات الحب وقد نترك عواء الجنون
والهذيان في دياجي انفسنا الغير قارة ونتفتح على صبح لطافة التعامل مع
اوراد الحدائق ونسق خصر الحبيب ولفتاته المغرية تحت موسيقى ارقى عاطفة
انسانية سامية الا وهي الحب ومن خلال معرفة حدودها وقياساتها الغير
مرئية تتم معرفة الصدق واوزانه والانسان الشاعر تكون اشجانه صادقة
ويكون على مقربة من لذة السعادة سواء كان فاشلا في هذه العاطفة الراقية
او كان منجذبا وناجحا حينما يكون في الشعر ،
يبحث في مفردة الحب وتتعالى اعماقه في بحثه عن ارقى الكلمات كي تمتص
التوتر والانفعال وقد يصيبه دوار الاضطراب في غياهب اللاوعي ليذوب هناك
قطرات ندى بقبلة صباح باكر على وجنة الحبيب ، لكن يأتيه الوعي تاليا
فيستخرج نفسه من مقاييس الضياع الى لذة الاكتشاف وهذا بحد ذاته يصور ان
الانسان الشاعر انسان مضطرب قلق ..
ومن هنا ارى الشاعرة افراح الكبيسي تقع من خلال قصيدتها (حين احببتك)
في المحضور لولا لحظات الوعي تاليا كما اسلفت والتي توجه مسار عقلانية
خجلة في استنطاق المقدمات عسى ولعل ان تصل الكبيسي الى مرحلة البوح
الواعي … تقول :
(حين احببتك … الغيت كل المقاييس من حياتي)
(حين احببتك … ادركت باني اقامر)
(حين احببتك … صهرت قلبي من الالم)
(حين احببتك … تعلمت ان اكون)
من هذه السلسلة المنطقية وجدنا الشاعرة تعيش في خضم الخسارات عزائها
الوحيد انها احبت بصدق ..
(وتعلمت كل مفردات الحزن)
(وسافرت كل وديان الغربة)
لتؤكد اشاريا من بث فوقي للمفردات الى ان الحب ولع بالالتزام حد الموت
بمعنى الانتقال من مرحلة الحياة الى مرحلة صمت الموت بمعنى اخر من لغة
ناطقة الى لغة صامتة وهي ملحمة الحضور بصدق في ساحة الحب بدليل ان
الشاعرة اثبتت الكينونة بقولها :
( تعلمت ان اكون …)
وتركت فراغ لم تملأه دل عن المسكوت عنه داخل الاسطر ..
تقول: (.. ووحيدة .. كقلبي المسكين الذي احبك)
توصلت الكبيسي بقصيدتها الى تشابك الخيوط البائسة حول مباهج الحياة
ودللت عليها باقوالها:(ثم مت) و(حزينة كالموت) لكن هل انطفأت شعلة
الحياة عند الكبيسي هنا بالموت … ابدا صحيح انها رسمت مسار الخسارات
المتعددة في (حين احببتك) ولكن المقابل كان نقاء الحب المطرز بالامها
اللذيذة .. وهي نجحت الى حد ما في هذا … فهل نجحت انا المتلقي في
احتواء ارهاصات الشاعرة المبدعة اقف بحياد على الحدود لاطوف في حدائق
الشعر لاكون وسط الجمال لا اقول الا كلمة( ربما) ….