غلاف ديوان الخطو على مدارج المدينة القديمة للشاعر علاء الدين رمضان ، الصادر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 1993م

الخطو على مدارج المدينة القديمة (هذا الكتاب ) قصائد لشاعر عربي مصري معروف ، مسكونة بالحنين إلى ماض آفل جميل ، يصعد جرحه القديم على سلم الروح ، متطلعة إلى مستقبل مشرق جميل ، من خلال أسلوب مزدان بالصور الشعرية البهية الموحية ( اتحاد الكتاب العرب ، دمشق 1993 ) .
 علاء الدين رمضان
 
ضع إعلانك هنا


علاء الدين رمضان
                الخطو على مدارج المدينة القديمة
شعر
منشورات اتحاد الكتاب العرب
دمشق
1993
حقوق الطبع والترجمة والاقتباس محفوظة

الإهــــــــداء

 
                إلى صباح القاهرة
                من يا فاطمية يزين الهروب له .. من جنانه .. ، ـ إلى عتبات البيوت القديمة ـ         ليدخلك ؟ 
هذا بكاء يملؤه ملح النصر على الضحكات المشتبكة والروح ؛
                 فليس سوى ألم الفطرة ينبت في ذاكرتي ..
                سيذكرني الحزن بدمعتك المخنوقة في زاوية المقهى .. ، وبنصري ..!
                يوم سيجيء .. ، يذكرني بـ .. الحزن ..
                يقذفني نحو مدارج المدينة القديمة ؛ لأخطو إلى فاطميتها .. ،
                فيصعد على  سلم الروح جرحها القديم .. ، يحفر في الروح قداس الجنون ، ثانية .. ،
                في آخر العمر المنسي .. بزاوية الروح  .. !
                                       علاء الدين رمضان          
            
القاهـــرة 
15 / 10 / 1992        

    

·        بــــــــــوح ..

 

أنت ..

تبوحين به :

صاخباً .. ،

ومثيراً .. ،

فواريه عن دهشتي ..

تعالي قليلاً إلىَّ .. ،

فثمار الجسد التائه بين الذاكرة وأشلاء الروحْ

أعطبها الترحالُ ..

.. .. .. .. ..

.. .. .. .. ..

( لن يدخلَ ..

ـ وأنا أغرقُ في بحر اللهفةِ ـ

طفلٌ 

آهةَ ميداني .. ،

فيعلقنا بجناحيه .. ،

أو يرسل سهماً

من قوس الذاكرة .. ،

يصيب المسلوب

الناضج

في هذا التائه ..

بين الذاكرة .. ،

وأشلاء الرو.. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. )

يتحول في الذاكرة

حريق الصمت

إلى : موت .. ، ورماد .. ..

 

كاد يلف المقهى ..

يقذف بصخور حديقته في النيل .. ،

.. .. ..

.. .. ..

.. .. ..

وأنتِ ،

تبوحين به :

          صاخباً .. ،

          ومثيراً .. ..

فـــواريـــه

          عـــــــــــن

                   دهشـتي ..

 

·     نـافــــــذة في الـــــــروح

 

أية قادمة

تقلق دخلتها الروحَ .. ؛

فتفتح في نوافذها غاية للجسد المظلم ..

يأخذ من سجن تفسخه الخوفَ ..

ويتخلى عن أحلام الأحياء

المطمورة في جب الأمل..

تراوده عن وجع اليأسِ

نجومُ الأيامِ ..

وقادمةٌ ..

تطلق في سحر اللحظة

هذا الكون ..

يراوده الحرصُ

على عطش الطرقات

المبتلة بدماء الأوقات الباردة

وجرعات البكيا

تسترخي في القلب

على دَرَكَاتِ النفس ..

.. ودرجات الروح  

ينبض فيها ظل العالم

كرؤوس تملؤها النشوة

تتمايل في ضجر ..

صامتاً .. ..

سوف أشعل أجساد المدن الباردة ..

وأحتضن السعي بلا خوف

حتى أتخذ الروح

نافذة لي ..

سوف تقطر أثداؤها

كــــــــوخــاً :

يذهله التل المعتم

من تحته .

وطــــــريـقـاً :

ينـفـــــــــــذ

من قطر الروح

إلى ميدان القلعة ..

يخنقه هرج العسكر

والأســـــــوار .. ..

أو تقطر

فوق براح الذاكرة :

بقايا أردية العشب ..

وأعواد القلب..

وأشجار الحب ..

وكدح السعي إلى أحلام القديسين ؛

ومسغبة العيش

لأطفال يقتلها الجوعْ ..  

سأظل على طرف الغابة ..

حتى يتجاوز دمعُ الليلِ

سحاباتِ الهم ..

وأبعاده .. 

أو تتضاءل في ناجود المدن ..

حَــبَاباً

فتبعـثره الريــحُ

أو تلملم أقمارُهُ ضوءها ..

ثم تترك للأرض

عُـرْيَهَا الحُـــــرَّ .. /

براءتها الناصعة ..

وتظل معلقة في نوافذها

أغـنـــياتـي

التي تقلق الروح ..

أدنــــدنــها للجياع ..

وللخائفين ..

وللنائمين على سلب الموتى ..

ولغربة أرواح المقهورين ..

وللاجئين

إلى ظل الوطن

المسلوب ..

أغنية ..

تطلق الكون المحموم

إلى ركن الصمت .. .. ،

فيهدأ .. .. .. ! .    

تثمر أغصان العالم أثداءً .. ،

فتريح الأرضُ نوافذها .. ،

المثقوبة في جسد الأسوار .. ،

المشرقة على صحراء الكون .. ،

وتخلع جدراناً تصقل في البشريين الخوف .. ،

وتسجن في درجها الروح .. ،

خلف سياط القوى :

بالسلم .. ،

وبالجوع .. ،

والحرب .. ،

والحقد .. ،

والكره .. ،

والكفر .. ،

والصمت .. ،

والموت .. ،

ليس الذي في النوافذ

أو في المراثي

انقـــــــــــــــــلابٌ ..

ولكنه حاجة .. ،

قد تفرح بالروح خطواتها .. ،

أو تعلق أثداءها في فم الجائعين ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

أية قادمة ..

سوف تفتح الروح للخائفين .. ؟

أو تطلق الثدي للجائعين .. ؟

وتلقي الحياة إلى آمنين .. ؟

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

أية قادمة

سوف تفتح في الروح نافذة

.. .. .. .. .. .. .. .. ..  لتنير .. .. ؟

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. فتنير ؟!

 

·     الخطــو على مــدارج المــدينـــــة

 

طريق منيف الخطايا .. ..

يكاد يفك المسافة عنه .. .. ،

ويلقي بتاريخه

عند سفح البنايات ..

تدهسه الأمكنة .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. ..

( ففي أي يوم

يمر الضياع الحميم ..

بهذي الزوايا .. .. .. ؟ )

يمر .. .. ..

يُقَسِّمُ

ـ في حقبة الميث ـ

ناجود غربها .. ،

فاطميتها .. .. ،

رسم تاريخها .. .. ،

بين حاراتها .. .. ،

أو

يقسمه .. ..

: مرة

في المساء .. ..

( تضــلله بالحـياة : المدينةُ .. .. ،

بالطرق : الناشياتُ .. .. .. ،

فيفجأُهُ في الزوايا الضجيجُ ..

ويسخر منه بريق الصخب .. )

: وثانية

في الصباح .. ،

فيصحو على هسهسات المريدين .. ،

يأتلهُ الموتُ..

ينمو على حافة الخطو

ظـل الطــريـق

الحـــزين ..

لينقش

في فـجـــوة الــروح رائـية للتـواصـــل ..

بــين الحـــــــياة .. ،

ونافــذة الشافعي .. ،

وبين الحَمَـامِ الذي حَـطَّ

فوق براح المصلى .. ،

وفي الجـامـــع

الأزهـــــــــــــــري .. ،

وبـين الحِــــمَـامِ

 الـــــــــــــذي

حَــــــــطَّ ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

لقــــد طـــــــال

صمــت الـزمــن .

وسلب الجراج

معلقة عند باب الوطن

وكـل نبــوءاتـها الآن

تهوي ..

وينمو على ظل هذي الدروب ..

الصنم ..

وينبت فينا .. 

صنم .. ..

فيترك فينا

بقايا الصراخ ..

وظل العدم .. ..

هوت

كل أشيائنا

باتجاه الجحيم الذي عاث في قرعة الروح

يخدشها

كفره المؤتدم .. ..

أي شيء .. ؟

سوى أن

خلف المدينة .. .. .. ،

خلف البنايات .. .. .. ،

خلف الضمائر .. .. .. ،

خلف المقاهي .. .. .. ،

وفي الذاكرة .. .. ..

بقايا

ص

ن

م 

.

.

!

 

 

·     الجـنــة

 

جوهر الكون في عزلتي

بسمة

فوق أكتاف الصوت العاري

تتيبس

في دفق الرغبة

في صحراء اللوح المرقوم

لعين الشمس المغمضة على أحزاني ..،

.. .. / إخناتونْ

اسحب مطرك من كف سكوني .. ،

واسكت ..

ماذا في نهديها

غير مراثيك .. ،

وقمصان خطيئتك .. ،

وأغلالي ..؟

تتشهى

أمراض الزهر .. ،

وأشباح القلعة .. ،

والندماء .. ..

الشطار .. .. ..

وحدة .. .. ..

لاقترابي تلوح ..

مـــا بــين كـف .. ،

وقنينة

في مساء السكارى .. ،

تبللني العاصمة بنسوتها ..

.. .. ، اللاتي تساقطن

وراء الجسد المتعب ..

كبروق الوجع المتدلي ..

من صحن الموت ..

لذاكرة الترحالِ ..

.. .. ، محالٌ :

أن أذكر موتكِ

في أحضان القلعة

حين تُــدِرُّ عليَّ سحائبك

الـوحـــــــــــــــــدةَ

في حضرتك .. ،

وتنعـــــدمـــــــــينْ

فانكشفي  .. .. .. ،

أو زولي .. ..

يدخلني خطوي ..

من قدم القاهرة .. ..

وينأى بي

من ( عابدين )

إلى ( حلوان ) .. .. ..

بعض الشوق .. ..

يَحِــــــنُّ تِبَاعاً

ليغادر قنديل الناهضة ..

يرش التعب على أيامي .. ،

يسترخي

في أفياء سنين الطرقات ..

المالحـــــــــــة ..

على صدر القاهرة ..

ويرتاح !!

لا تزعج عورتك بأطلال الذاكرة ..

ستظل

بقايا جـســــدك

عالقة بمرايا القلعة ..

ستظل سقيماً

في جناتك ..

تقتات الغول

المـتــــــــدلـي

من أشجارك .. /

تذكارات القلب

المتعلق

كالحنظل ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..  

.. ، ( كـيــف ..

غرست الحنظل ..

في جناتك .. ؟ !

اخــــرج مـنــها

مــــــــذؤومـاً

مـنـدحــــــراً .. !! )

 

·     مـــوال لقـلبي الفـطــري

 

لغربتي ..

موال موت

يتمه حشائش الخراب في بحيرة " الياسنت "

خذي نُبُـوَّتي التي

ــ لو يهرب الخروج للساحلِ

أو لقلبي الفطري

من عراء غربتي هنا

من سحنة الحلم الذي تخنقه

أشجار ليلي

حين أمشي واحداً

يدخلني رجعك ،

حين ترجعين لي

روائحك .. .. ــ

قاسمها الموال هيبة الضجر

 

لمقلتي .. 

موالُ موتٍ .. / …

جثةٌ  ..

تسجن في بحيرة العشاق

حلمها الكبيرَ ..

أبـــكـمَ ..

يمرُّ ..

في جلاله ..

على فراغ ضيقه ..

يجاوز السهول ..

فاتحاً لموته

ترانيم العتاب

التقيا ..

في جرحه .. ،

إذ فجأة

خطاه دمرته

ــ في حانَتِهِ الضيقةِ .. ،

الـوقـــــــــتُ ..

على سُـمَّارها

منكفئ

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

( عـتـمـتــــــهم ..

في عطشي .. ،

نزف شراييني .. /

اشتهيتك ..

الهـــــــــــوى .. /

المــــــــــــوت

الذي يقتلني .. )

لِمَوْتِهِ .. 

رائحة تشبهني ..

لموته

رائحتي ..

أشعلت نزفي ..

في جنوني .. ..

انفجري فيّْ . 

أو فتشي عن سر موتي ..

كيلا تضـمنا

معاطف الموات ..

تزرفنا

نحو المساء

غيمة النسيان :

من فم الجراح

من جديد .

تفصح عن سر عصافيري .. ،

أسمي وهمها :

" القاهرة " .

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

فقد يضيء عتمة القناص

في تجواله .. .. 

تُــرْقِــصُ

ــ شـهـــوةُ الحـــــريـــقِ ــ

بيــننا ..

: أبخرةُ القهوة

ــ إذ تخنق ريحُ الغضب .. ــ

: احتمالَ يتم هذه العواصم .. ،

التي تضمنا ..

تحتضن الموال في ارتباكة السكوتِ .. ،

قد يموتُ صمتنا .. ،

وقد

نموت .. 

 

لغربتي

موال موت

باتساع الحب

في عطر العذارى .. /

شهوة الحزن ..

وشهوة الكآبة التي تشرد الوطن

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

لم أختر الروح التي اشتهت لنا رجع المساء .. ،

كنت طيباً .. ،

على رماد بوحي القديم ..

أرتمي ..

 

أتعبتني ..

جاوزت دفقة النهار .. ،

فامنحيني راحتي .. ،

إذ أتشهى الآن

موالاً لمقلتي .. ،

تحـــــــــــــيةً ..

لموتي الجليل

أو عودة ..

لصحوتي ..

 

·     بحـــــيـرة اليـاســنـت

 

جوقة

من الياسنت

تسمو على درجات الروح

فتلبسها براءة الأشباح

ظمأى ..

تحت قباب الجسد الراكد ..

تتشهى لو أزجت الريح أطمارها

فأرخت السحب للميث أحلامها

واستهلت ..

لترسل أشرعة نوافذها

حول بداوة الوهج ..

المتدلي

في كف الماء ..

تتقرى ــ متعبة ــ

أزهار قصائده ..

في صمتها

لا يلتقي الهسيس النازف ..

بالخوف ..

ولا وتر القلب المشدود

على أحزان القلعة ..

بالأسوار ..

لمن

سوف ينزل هذا الجرح أوجاعه

يثير الماء الميت

فينتفض الياسنت

يغني

لروائح الطيبات

ويتلو على موته / الرأس ..

حين يذوب على شفة النور ..

أو ما يجيز الربيع من الصبح ترتيله

إذ يحط على رعشة الأرض ..

( آتون ) .. .. ..

يلم الموات .. ..

فيقذف بالروح

فجوة النبع المبارك

.. .. ، بعفاف البلد المهيأ للخراب

يقذف النبع الآسن

بمناياه المحدقة

حكايا الياسنت

القلقة

ويرد تحية هذا الغامض

لشباكه

قلقاً ..

سيعود .. ،

يخيم فوق قواميس الريح

المنثورة في أوجاع الزمن المقطوف ..

ألقاً ستمر به أوراق الأشجار الخائفة ..

يبللها الموت

المقفول

على هدب الجزع المجتث ..

مرتبكاً

سيمر بها ..

أو يغرق فيما بين تشابك أفنان الزمن المحدق بالياسنت ..

.. . .. .. ، ورواد المقهى !

سيطوف ..

يفسر غربته ..

يخرج جوقته ..

يبني

في ظل القلب بقايا سحنته ..

ثم ..

يقتله

الظمأْ ..

 

·     العـصــافــــيـر

 

العصافير ..

تفض مناديلها عن نساء جميلات

تغمرني 

نغمات القلب

الظامئ للخيل .. ،

يوزع غربته

في الطرقات النائية .. ،

فيخفي نهراً

.. ، وحريقاً

خلف قناديل الرغبة 

حين تطل عليها أغصان الفرحة

من فجر الذاكرة

البـكـــــــــــر .. /

الخضــــــــــــراء

تحصي نافذة ..

وغديراً ..

كان يُطَوِّفُ حول المساء

نشيد تلاطمه الرعويّ .. ،

ويدنو .. .. ،

يغمس

في حضن تدافعه الرحلةَ ..

ناصيةً ..

يصدع صمت مراياها

الليلُ .. ؛

صفيرُ القطار الذي يقطف القلب ..

ويدخلني ..

ناصيةٌ ..

تدخلني ..

وتغني مواويلها للقطار الذي ناولني غربتي .. ،

( أعطني وردة كالنار ..

وصحوة حلم ..

وفراغاً ..

أمنحك امرأة .. ..

وبقايا ذاكرة .. ..

ومدينة موت يقضمها خنجر .. .. !! )

مللٌ .. ..

يتسرب في الذكرى

لنخيل الرعشة ..

يفجأُها بسؤاله ..

كم فضت على أسوار هذي البلاد امرأةٌ .. ؟؟

طالعة …

في كف الدفء ..

غزالة ثلج مقدسة .. ..

وحريق .. .. ؟؟ !!

فضتها عصافير

تغرس صوت مدينتها في الطفولة ..

ــ عاودها الطير ــ

مبللة بالقرنفل .. ،

والحلم .. .. ،

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

 لك الآن ..

أن تبدأ الخطو نحو البلاد التي أقسمت باغترابك .. ،

من ذا يقود ارتحالك .. ؟ !

فرح ..

يتقاسمه

ــ في بقايا الفؤاد ــ

اغترابك ..

أم مساؤك ..

ــ إذ تحمله

فوق أزاهير الوهن ــ

المتهالك .. ،

حين يَمُــــــرُّ

على وطن الرغبة ..

ليل المرتحلين .. / العـشاق .. ؟

تـــنـزف أرواحهم أغنية ..

للتي علقت قلبها في قصيدك ..

:  بلـــدة .. ، بلــدة .. .. ..

   وردة .. ، وردة .. .. ..       

والعصافير .. ..

تحفظها ..

في حطام المناديل ..

المسكوبة فوق بقايا الطفولة ..

.. .. .. ،

.. .. .. ،

فمتى يخلع التائهون عصافيرهم ..

يحفظون القائد في صدع أسرارهم

غــــربــة .. ..

للمــداخــــــل ..

.. .. .. ، والطـــرقات

.. .. .. .. .. .. ، النـائيـــــــة

.. .. .. .. .. .. .. .. .. ، الخضراء !!    

·     طــــــرف المــدينـــــــــــــة

 

أضيئوا لهذي الفتاة

قناديلها الواقدات .. ،

تهز بقوتكم ضوءها .. ،

أو تراقص

في حضنكم نزفها .. ،

أو تبعثر حزن الفتور على ضفة من مواردها الصافنات ..

ولا تطلقوها إليه .. ،

فكم ساقها الجرح حزناً إليه

تلاطف أحلامه .. ،

أو تطل عليه .. ،

نوافذها التائقات .. ..

فكم كان شوق انتظار الفتاة كثيراً

وكم كان حجم انكسار القلوب كبيراً  

وكم كان بون النثار بعيداً .. .. ..

إذا بعثرتها يداه

فلا ترجعوها إلى مبتغاه .. ..

ولا ترجعوها إليَّ ..

ولا ترجعوني ..

.. .. .. .. ..

.. .. .. .. ..

سأبقى على طرف هذي المدينة ..

قيد انتظار الذي يفرح الروح .. ..

يبني قصائده :

غابة للخلاص

وللدندنة

فيحطمنا مرة ثانية

قـطــــــــــــــــــار ..

يجر على صمتنا صوته ..

ثم يخطفنا من توحدنا
لالتئام الفراغ

فأبقى على سالكات الفؤاد

كما الوردة الشاحبة ..

أظل على طرف هذي المدينة

كيما أجمعها

من نثار الذي يهجر القائمين على دمه .. ،

ما لهذا الذي شق لون القصيدة

بالصور الهائمات ؟!

.. .. .. .. ..

.. .. .. .. ..

لأنت الذي كنت في الروح

تجرحها

أنت أرهقتني يا صديق

فخذني إلى نزف أشعارك الوارفات

وأرجع إلى أغنياتي البريق ..

ودعنا .. نضيءُ التناسي ..

على الذكريات الحزانى .. ،

أعدني ..

ولكن إلى شمم الزاهدين .. ..

 

·     عم مواتاً يا وطن

إلى رنيم ميسور

 

لم

تدخل

القلب الحميم

.. .. .. .. .. .. .. نبــــــوءتك !

لقد استحال بقاؤك المرجو في كفيَّ ..

إذ رنت بخاطرتي خطوطك .. ،

مر بي موت قديم

ــ كنت تدركه ــ

وخان .. ،

فعم مواتاً يا حبيب

إذا نزلت بعتمتي

نوراً مهيضاً

في عيوني المتعبات ..

فليس صمتي غير رأس ..

ــ من قصيد ــ

يكتمل .

أزواجه العليا

تحاصر أسطرهْ .

 

مــا كـان في خــرسي حنـينــــك للرحيل

   وللقـصائــد

مهدراتٍ .. ..

نشوة ..

تلقى ضياع الحلم في زخم السوامد .. ،

ما به همت .. ،

فهمَّ بها .. ،

وهمّْ .. ..

فتمزقت أثوابها

ولغت ثغاءً ..

بانتشاء

 

وطن

محاصر

أهدر القصاد في دار الخطيئة .. ،

واستجار برقة الورقاء

حزنٌ شارك الجسد .. /

   القصــــــــيد ..

برجفة
ــ في الموت ــ

هبت

من خطوط النار

كفراً بالوطن ..

لم تلق نداً للنشيد جراحها .. ،

فاخضر في الرؤيا الخروج

وعادني كرنيمَ رجعُ الآفلين .. ..

وعادني كرنيمِ رجعِ الآفلين ..

وصد عن جسر المدينة .. ،

صد عما عادني فيه

انحسار خطوطه

عن روح أيامي . . . ،

.. .. .. فَــقَـــــــرّْ

قد مـــر في حلمي .. ،

وفر ..

أو راقه وجعي ..

فعن لي الهوى وطناً .. ،

أكاد أجن

مَــنْ

مِـــنْ موتك المسقوف بالنسيان

عَــــنّْ .. ،

.. .. ..  جحيمه دمك الذي ينثال ،

.. .. .. مَـــنْ

قال القصيدةَ للبلاد إذا انتهت للشعر أرحلها .. ..

لدي .. .. ،

قد سرها أن يسمع الشعب القصيدة

والوجوهُ المُشْـــرَعَاتُ

ــ رؤوسُها قد أُهْطِعَتْ ــ

.. .. .. ، فعنت

لا أنت .. .. .. ،

أنت .. … .. ..

ولا القصائد أسعدتك

إذا استقامت في طواحينك ..

فامدد على النفس المحطم

قسوة الخطوات .. ،

واشغل في جراح الخارجين

ــ بزهـــــــــرةٍ ــ

عرشَ المدينة .. .. ..

عرشُ المدينة .. .. /

مجدك المحفور في شفة الصراخ .. ،

يترجم الموت المقدس

 .. .. .. .. فــــــــــيَّ

ذاكرة تحن

لترتمي ــ عبر الغبار ــ

هوامشاً

.. ركنت جراحك للنزيف

كهوفُها

لم يدخل القلب الحميم

خراب أحلام الضجيج

.. / نبوءتك .

لقد استحال بقاؤك

ــ المرجو ــ

في كفيَّ ..

إذ رنت بخاطرتي خطوطك ..

مر بي موت قديم

ــ أنت تدركه ــ

وخان .. ؛

فعم مواتاً .. .. ..

يا وطن .. !!

 

·     صــباح المــدينــــــــة

 

وأي النساء التي قاسمتك انشطارك

تذكر أنك ما زلت تذكر .. ،

أي البلاد التي تشتهيها : تريدك ..

أي الذي أنت فيه : إليك ..؟؟

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

( فلا أنت قاسمتها هجرتك ..

ولا أنت أعطيتها روعتك .. !! )

 

لماذا أضأت مصابيحك الآن .. ؟

ما ذا عساك ترى اليوم بعد ارتحالك ..

ترى تستقي الحلم ــ حلم المساء القديم ــ

.. .. .. .. ؟؟

فهذا هو الليل يندب حلمك

يكرر ( أغنية الذكريات )

.. ، عليك .. ،

التي هجرتك

فتلتف حولك .. ،

تقفز كل الأكاذيب .. ،

تجرح أناتك القاسيات

تجادل قلبك في جرح هذا " المساء " القديم .. ،

الذي كان يحلم ــ مبتسماً ــ بالولادة .. ؛

يحلم ــ مبتسماً ــ بالبقاء .. ،

تكلم قلبك في أمر هذا " المساء " .. ،
الذي بح صوتك عن أغنياته

…………………………….

…………………………….

صباح المدينة  .. .. .. .. ..

ــ تلك التي هجرتك ــ

سيلتف حولك بعد ارتحالك منك

وإن كان يرجع بعد انشطارك عنك

…………………………….

.. .. .. ؛ برغم ظلام المدينة

ستحكي له

كل ما قلته في منامك

تعيد عليه انفعالك.. ..

( حلمت بأني .. ..

وأنكِ .. .. ..

في حلبة الرقص ..

كنا ندور .. ..

نلف .. ..

فراشاً طروباً .. ..

يلف ..

يرفرف

.. فوق انتشائك .. ! )

وتهمي دموعك .. ،

هل وقتها تبتسم .. ؟ !

.. .. .. أم الآن تذكر أنك باعدتها عن طريقك ..

أتذكر أنك خاسرتها روعتك .. ؟

فلا أنت أعطيتها أغنياتك ..

و لا أنت قاسمتها هجرتك .. !  ،

……………………" ســــــتـذكـر

أنك ما زلت تذكر .. ! "

لماذا أضأت مصابيحك اليوم

ماذا عساك ترى الآن

بعد ارتحالك منك .. ؟

فقم ..

أطفئ الليل ..

ثم التحف ذكرياتك ..

……………… نم

……………………………. !

 

·     هجــــران المقــــــاهــي

 

إلى جبل من وميض سنهجر هذي المقاهي ..

لليل يدس الظلام على حافة الذاكرة ..

إلى رغبة الخوف .. ، يغمر أعضاءنا ..

إلى نشوة ..

.. .. .. .. ..

أو نتابع حلم الجريح .. ، يجرب

كيف يكون مضيئاً .. ،

ليشرق في ليلها

نجمة وارتحالاً ..

إلى جبل ..

من وميض ..

سنهجر هذي المقاهي .. !

مقهى 1

 

.. .. .. وقال :

( سأشكو إلى الله هجرانك القلب في لحظات اللقاء .. ،

وأصرخ :

يا نساء النبي .. ..

قلن لأرواحنا

ينتظرن أرواحنا المثقلة

يمنحننا ليلة من سباط القبيلة

عند نخلة الذاكرة

بالله عليكن يا أمهات

كن لأبنائكن

قلن لزوجاتهن

يعاودن نسغ القلوب

برغبة الاحتراق

يذوبن في رقعة الروح

تمر الخزانة

ما لامسننا ..

.. .. .. .. .. يذوبننا !! )

كان يتقدم من سجنه

عارياً .. ،

يرتدي

تحت حطام أضلعه

ثياب الانفجار

ويدعوك مساً ..

ــ تحت رقية ذاك النشيج .. ــ

لكي يرتقي المس فيه

إلى عمد التائبين ..

فيدخل

( قوسيه )

إذا ما دنا منهما طوره

أو يَصَّـعَّــــدُ في فجوات الروح

فيندحر .. ! 

 

مقهى 2

 

تحت صهيل الجرح ..

تهرب أمجاد الصوت المتشرد

بين نثار المقهى ..

( يا وجوهاً تشابه .. ، يا دياراً تشابه ..

لولا قرب المسافة ؛ ما اختفينا وغبنا

ما تطول المسافة ، والمداخل كآبة

إن ركضنا وصلنا وإن وصلنا تعبنا ..

كل غابة تدز الروح في وجه غابة

ولين عتم نهار أعماقنا ما هربنا .. )

صوت من الشعر اللهجي للشاعر السعودي : محمد صلاح الحربي

أي مقهى .. ؟

يعيد إليه بكارة أعماقه ..

/ بللها الجدب

في انقباضة الفؤاد

تحت حوافر المدينة /

تئن في صمته كوابيس الخطو

إلى رحلة الليل .. .. ..

يتلو ما تيسر من جراحه .

.. .. .. .. ..

أنتِ .. ..

شاركته الفرح .. ..

       ــ [ لكنك استسلمت للاشتباك في شراك صمته

حين افترشت عتمة ( مــيرت )  

: عاديات الفراعنة .. .. ..

وعيون الأربعاء .. .. !

فاشتعلت .. .. ،

وانطفأتِ .. !! ] ــ

أنتِ ..

خَـلَّـصْـــتِـهِ .. ،

و ..

خَـــــــــــ 

لُـــــــــــ

  صْ 

 

مقهى 3 

 

!

هو

الذي

لا يتعاطى

أبناؤه الريح

أو يضمدهم بأسها في ركام الطفولة

يشتري خراب النصوص المعلقة :

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. بأجساد الشعراء /

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. المرتحلين /

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. العشاق /

وينثرها في وجوه المدينة

قرباناً

لامرأة تغزل أزمنة القلعة

: عشقاً ممحولاً ..

  تاريخاً منحولاً .. 

وتغني .. .. ..

في وجه الوطن المتآكل :

( هذا الطريق .. /

هوَّ الطريق .. !

هذي الخطى ..

نفس الخطى ..

واللي تغير بالطريق

شكل العيون ..

واسم الرفيق .. ! )

  صوت من الشعر اللهجي ، للشاعرة السعودية : تنهات تبوك

 

ــ [ نحن نكتب بأغانيهم

     سورة الحلم التي كبلتنا

    " فيسقط قرب قوس النصر مهزوم .. ،

    يبارزنا بأحزانه "

    فاكتب " تواريخ اللهاث "

         حين اجتهدت الخروج إلى قلبك الفطري

         أنهكتك المرافئ على نافذة الاغتراب

    فهل تسجد للعتمة …

    حين أعريها بين يديك .. ،

    وأخفيها في حمام القلعة

    ……………….

    شاهدتك ..

    حين تسللت من سجن فؤادك

    ممتلئاً بملح أصابعك

    عاثت في الجسد المضطرب

    استوت في دروب اكتمالي .. /

    استظمأتني ..

    أصابعُ .. شقت الروح في مطلع الاغتراب .

    ……………..

    ثم جئتَ

    أغلقت أحاديثك النزف في طقوس الأغاني ..

    وفَــرَّدْتَ مشيئتكَ .. ..

    .. .. .. : تباركتْ

عين شمس

تباركتَ

إخناتون .. ! ]

 

مقهى 4 

 

كله فاسد

كأسه أسلمت خطوتيه لطير القصائد

كأسه أحرقته .

حين عاد منكسراً إلى بيته

تركع في عينيه " الطيباتُ "

كان جزؤه فاسداً

حتى تشهى جوهرَ الكأسِ

نهدُ الطريق إلى سِـــرِّهِ 

في غمرة الدندنةْ ..

والوجوه اللصيقة .. ..

والأقنعة .. ..

فانتفضَ جمر المقاهي في عيون الصباح

قهوة للأيام المزعجة .

وانثال امتثال الهواجس

في حرقة الليل للواحدين ..

كأسه أسلمته ..

صار فاسداً ..

كله .. ،

: حين أيقن

أن الشمس آفلة

لم يقل للريح .. ،

والبلد المتيبس في صمت المقهى

: " لا

       أنا

        لا أحب

           الآفلين .. "

صار فاسداً كله .. ،

واندحر .. !!

 

·     توحد الأضلع المثقلة .. !

 

ما من عين تتوحد في دهشتك الآن ..

تنير .. .. .. 

أو سياج يبقى هناك .. ،

ليحفظ خطوات رأس تحطمه رقية الانسحاب .

فاختبئ ..

خلف سقيا يطاردها صمت موت قديم

بين ماء تسلل في رعشة الانكسار

لنار البكاء وقيد الوجل ..

يلوح للأضلع المائلة .

فتبعثر أحلام طيف الموات ..

بحلم الخجل .

.. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. ..

حين كنا على السفح حنجرة

حاولت سفك لحن النشيد الأخير

خلال صخور العذاب .. ،

بماذا اكتفوا في فراغ الأغاني ..؟

·        [ قيل :

تسلق نافذة الوقت في غابة الدندنة

فبماذا ؟

سوى طعنة في سواد البنايات .. .. ..

والذاكرة ! ]

v    ( ستجردني خطواتي  ــ نحو الملح .. ،

        ونور العالم ــ مني ..

        فطوبى لكم

        ما نزلت إلى سجنكم من جبال المواعظ ..

        طوبى لكم  )

*   " قالت :

أجيئك .. ..

أطلق سراحي .. ،

لأنجو

بعيداً ..

بعيداً ..

إلى سجن هذا الوطن .. "    

شفك الموت

حين

ــ إلى غربة القوم ــ

جاءك ..

سوراً يبلل

صرخة هذا التعب

متكئاً نحو السقوط الثقيل

على مرفأ الريح

ــ ما بعثرت في ذبول الأماكن أطمارها ــ

جسد مر إلى منتهى ذكريات النشيد

فاقترب بي .. ..

إلى حلم هذي المرايا ..

وساعات هذا الغضب ..

لم يزل فيك جرح البنايات

صهللة المنشدين لهذا الخواء ..

وحمى الخروج لدعوى احتراق الحقب

فابتدئ .. .. .. ..

من مداخل أزمنة العقم ..

ناراً

يمطرها في اختمار الضجيج

الثغاء .. .. ،

ترتل نغمات ورد الخـرس .

مدي يا " خواطرك " السكوت ..

إلى نصف هذا الرحيل ..

ودع للغياب بقايا الصمم

ثم عد في محاذاة أشيائك

ــ ( ساورك الخوف ) ــ

إلى جزء ذاك الجنون

لذاكرة تدرك فيك اختناق البقاء

لتذكر في بهجة الليل

:   ضوء الموات .. .. ..

    ولون الغضب .

ثم تعبر عن حزن هذا الجسد ..

( آن أن يستريح ..

يبلله عبء هذا السأم .. ) 

فانتظر في جموح العواصف

صحبتك .. / النازلين إلى مقعد الذاكرة ..

عند موت يكرره

ألف خوف .. ،

       وجــــرح

جــديــد .. !

 

·     ســـــــــــــــأم .. !

 ( 1 )

 

سأم ..

يغمر اللون المتحجر

في صفحات الفؤاد

ناصية .. ..

تسترخي ــ فوق انفجار نتوءاتها ــ

رقية ذاك الطريق .. ،

فـتـومـض في جرح كآبته

سنوات الأغاني .. .. ،

/ عذابات طين الهموم .

 

( 2 )

 

تثقلني ..

آفات المدن الضامرة .. ..

السوداء ..

تشهر في وجهي الموت .. ،

فأجري ..

وتجري العواصم خلفي .. ،

تجردني من رماد الصليل ..

وتفتح للبرد نافذة في ضموري .. ،

وتلبسني

ثوب هذا الجنون

ــ وهذي الرياح ــ

المكحل بالموتى .. ،

والرصيف ..

ترى ..

 أي البلاد التي ترتجيها تريدك .. ؟!

 

( 3 )

 

يا عراك الطفولة ..

مقصلة سوف تربض في روضة أزمنتي :

تاريخاً .. ..

يتسول دمع القبائل في أمسيات البكاء .

والرقى ..

غاية من هزائمهم /

ــ صمت الموتى .. ــ

الرقى .. ..

نازلة عند حد اللعنة /

تطلقها أمنيات الرحيل ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

أنتَ في قبو الليل

مكسوٌ بالرماد المعاد

إلى غرفة يسكنها الخوف

والانكسار ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. 

  

( 4 )

الليلة ..

يا فوضى التاريخ المنقسم / العاري .. .. ..

لا أملك في قش همومي ذاكرة تطلقني لانتحاري .. .. ..

فهيئ ــ في رقيتي ــ

مجمرة ــ يا رفيق ــ ..

وناياً ..

واتبعني

ــ في انسحابي ــ

إلى المقصلة ..

.. .. .. .. .. .. ..  !!

  

( 5 )

 

(أ) كاد يشاكسها بغبار الروح ..

(ب) ستجدد أحزانها عند نافذة من جسد .

***

يا

صباحات

هـذا القـرنفـل

قد هزني شجر اللعنة

حـين تسـلـقت الشبـــــــهات

إلى جـســد من بوح .. ، وحريق .. ،

امــــــرأة مــن يــــــــــأس .. ، ورمـــــــــــاد

فنـبــذت تـواريخــي .. ؛ وبــذلك .. قد سولت لي نفسي

فكـفـــــــــرت بفــــــوضـى القــــــذى العـبـثــــي عـلـى شـــرفـاتي .

  

( 6 )

 

قــال ليــــــــلي :

" أشرق السرُّ على مقصلة الروح .

فاستبق بالفراغ إلى مسلك في الأصابع .. ،

ثم انحدر نحو جدار الخطيئة .

ــ يتكسر فوق أباطيل هذا الحلول " .

فاتحدت بورد الخلود .. ،

أنرت لرغبتنا كوة .. .. ،

وبقيت بذاكرتي .. ،

يغمــــــــــــــرني

ســـــــــــــــــــأم

اللــــــــــــــــــون

المـتـحـجـــــــــــر

فــــــــــــــــــــــي

الــــــــــــــــروح

.. .. .. .. .. .. .. ! .

 

·     قداس السفر

 

لم

يبق

سوى قداس

فما عدت أحب الوطن الشاحب

إذ يكشف سوءته للشمس ..

يلوثني بالحدائق ،

والأغنيات .. ،

.. .. .. مواويل ( الزولو )

حول قصور اللهب المتصاعد

نحو ظلام الغربة

في لون الليل ، وأغصان الأحلام .. ،

وعري الأمكنة المسكونة

بالموت ..

والاحتراق .. ! !

ما بين فمي .. ، والجنون ..

يلثمني الدفءُ .. ،

فينبت

في صحرائي السكوتُ

ضجيجاً 

يسكبني في اقتراب الحلم إلى جسد الترحال .

تعرف رعشتنا الطرقات /

.. .. تمزقنا :

خطوة .. .. ،

خطوة .. .. ،

خطوتان ..

تضمهما أغنيات الرياح /

وآثام الطرقات /

البنايات .. /

الجسد المنهك .. .. ..

ــ ( آن

         له الآن

         أن يستريح

         .. .. .. قـليـــــــــــلاً ) ــ   

أغرق في قمصان شياطينها الموحشة ..

: " إننـــــي …

شـائـك .. ..

يخـتـبــي الجــرحُ

في صـمـــــته .. " .

ما الذي يتبقى .. ،

ــ سوى طعنةٍ ــ للجريح .. ؟

سيدخلها غاضباً .. ، كي يبعثر فيها أغانيه .. ،

تبعثره دندنة في أناملها ..

فارغاً .. ..

ستدحرجه غيمتان

إلى خطوتين .. ..

على دفة الأمسيات .

موجع قلق الطرقات /

المقاهي .. /

فمن يرقب الداخلين إلى القلب ..

يكتبهم أغنية للمساء ..

   وللرحلة القادمة .

من يجاورني

عندما يخجلني الخطو نحو اعتمار الوداع ..

ومركبة الارتحال ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

نحن

لا نلتقي دائماً

في انفجار الصفو .. ،

وفوضى الأغنيات القديمة .. ،

 

هذا

شيء

يشبه همس الترحل ..

لم

         يـبـــــق

       ســــــــواه

                عـلى عـتـبات

   الجسد المنهك .. !!

 

·     نُـثــــــار الـروح .. نُـثـــــار الـذاكــــرة

ثـلاثـيـة      

( 1 )

ورجعت ترسم خطوتين على طريقكما القديمْ

ونقشت زنبقة .. ، وأغنيةً .. ، ونهراً .. ،

من ضفائر شوقك المذبوح

فوق مدارج الحلم

الــــذي

       لا ..

يذكرك .

 

( 2 )

قد كان

ما بين المساء .. ،

وبينها ..

وطن الصهيل

على شبابيك المقاهي .

يمتد فيك .. ،

لتدركا أن الغرام على طريقكما القديم ..

خطى فسيحة

 

( 4 )

.. .. ،

ومن كان يعرف أن المدينة تخلع ثوب الهوى كل حين .. ،

تفرق عشاقها في بلاد الصعيد .. ،

وفي القاهرة .. .. .. .. .. .. ؟!

فيأخذك الخطو نحو انفعالك .. .. ؟

.. .. ، يأخذك الخطو نحو مدارجها من جديد .. ؟

 

·     ذاكرة للأصابع .. !!

      ( 1 )

 

اقتربي

من آخر فرحٍ

سقط حزيناً

بين خفايا الخطوة

والترحال   ..

      ( 0 )

[ ليـســــت

للأصابع ذاكرة .. ،

تخرج الرائحات

إلى المقهى ..

فنحن إليه .. ]

      ( - 1 )

 

لا

تقتربي

من آخر فرح

.. سـقـــط حــــــزيناً

بـين خـفـــــايـا الخـطــــوة

والـــــتـرحـــــــــــــــــــــــــــــــــــال .

 

·     رنيم

كان ضجيجك مزدحماً بالفراغ .. ، فغادره

في حلة موت تبهج موسمك .. ،

وأيامك .. ،

تبهجك .. !!

صمته يقسم الصخب .. ، يحدِّثك بموتكما .. ،

يشرب أصداء الوقت المنسربِ !

وينشبُ طَرَقَات الذكرى في مدن الموت :

* [ الموت الساعي بالأموات إلى :

ــ العين .. /

   فوجئت بها فيَّ .. ،

   فجئتُ بها .. ،

ــ الموت .. / ..

ــ مكانك في ذاكرتي .. ! ] 

مساً من صقيع التوبة ،

عن كتف صعاليك الطهر ،

يزيح حكايا النهر لـ " مقهى فريال " ..

وينحدر ــ الآن .. ــ بنا نحو نبوءتها ..

تتحجر صخراً بنياً في ميدان الكاتدرائية ..

كم دار الحلم بعينيَّ كثيراًَ ..

أن أتطهر من ترحالي فوق دروب السيل الريفي .. ،

أطالع لون القاهرة ، المتلفح بالموت .. /

عواء الشعراء المخبولين ..

……………………

……………………

لكن القيد الآثم ، في ذاكرتي ، لا يرغب في شرد متشتت

تغريه نساء قصائده .. ،

يخلع أبواب مواسمه .. ،

يحتسي ــ في المدينة ــ قهوته ..

ويغني لبراءته موتاً :

كان ينشره في الحوانيت الموحشة / الظلماء .. ،

فتدركه عاديات " نفرتيتي "

…………………

ولأن " نفرتيتي " بمقاهيك مبللة .. ،

ومبلبلة …. ،

سيعود .. ،

ويطرق بابك ..

.. . .. ، ( ثانية )

ــ مقهى فريال .. ، وميدان الكاتدرائية .. ، والسيل الريفي .. ، كلها أماكن ساحرة بمدينة ( أسوان ) في مصر .  ــ   نفرتيتي معشوقة الملك " إخناتون " .. ، وزوجته المقربة .   

 

·     وجـــــــع

   تتقاذفني

آلهة الطير

على أشجار الطيرة ..

لو أتثنى ..

يتلظى فيَّ الوجع المتندي

في سفر القلب الظمآن

سنرى أي الضحكات تذكرنا بالدمع وبالزمن الرث المتهالك

في صدر النصر

حداداً مخذولاً

بقوافي الموقعة الأولى :

جرحاً عربياً .. ..

جدباً عربياً .. ..

خزياً عربياً .. ..

وطناً .. .. .. .. ..

تتقاذفه آلهة الطغيان

على أشجار الطيرة

في سفر القلب الظمآن .. ..

…………………..

……………… عربياً !! .

·     القاهرة

في راحتيها

صخرة الحزن المطل على عيون صديقتي العسليتين

زيتونة الفرح المطل على الفؤاد

تدور خارطة لأمسية المدينة ..

حين تسند شوقها

ــ ترنيمة للقاطرات .. ــ

   القاهرة  .. !!

·     الـوطـــــــــــن المخلـــــــــــــوع

إلى المعلم ( سيف الرحبي ) .. ، نجمة البدو الرحال :

 لماذا يا سيدي المعلم .. ، لم تنتظرني .. ، أعيد عليك درسك الأخير .. ؟؟!!

وصديق .. ، ينبت في الروح ..

تعطله نجمات بداوته ..

حين يخلع غرفته : نفثة .. ، نفثة ..

نســــــــــــــــــوة

ينهبن خطى الريح .. ،

بقايا الخوف .. .. ،

وأكتاف اللحظة ..

حين ترش الخيمة بالملح / صراخاً .. ،

ينبت فوق شفاه النشوة في صحرائك

.. .. مرتجفاً /

امرأة .. .. ،

تابت من خوفك بين يدي خوفي ..

…………………………..

لا ترهق ذاكرتك ..

إن الوطن اعترفت بكآبتنا ذاكرته ..

فغداً

تشتهيني نساء البدو ..؟

تهرب منا أصداء الحلم .. ،

ونبقى عراة في ثوب قصائدنا المتهرئ

… ……………. … … ……….. …

وستبقى ولداً تقتنيه المراثي .. ..

وتنثره الذكريات .. ،

ستنسى إيزيس .. ،

وفيحاء .. ،

القاهرة .. .. .. /

الموت .. .. ،

وسوزانَّـــا .. ،

وسأبقى مثلك مرتحلاً ..

مرغماً :

أصطفي قهوتي .. ..

أوراقي " الصفراء " .. ..

علني  أتناسى فوق دروب اكتمالتها

نافذتي .. ،

وحطام قصائدنا .. ..

فأصر على مفتحي .. / " وصديق .. تعطله نجمات .. / الريح .. .. " ،

ليرجعها لي .. .. ..

فاحترق ؛ كي يصفو جوهر فطرتك المتدلي في سجن الروح .

وابق بدائياً .. ،

مرتحلاً ..

يصنع للمرتحلين :

نجوماً .. ،

وقصائد مظلمة .. .. ..

كالوطن المخلوع .. /

الوطن .. ..

الحنظل .. .. !!  

·     سـفـــــــــــــر

      ( 1 )

لماذا تؤم الطرائق خطوي إليك .. ؟ !

وتندهش الأغنيات .. ؟!

شفاهك ..

ترعشها الذكريات القديمة ..

.. ، وكل مساء تسافر فيك الخواطر .

فيعرج منك الفؤاد ..

يعاني انتفاخ الطريق إليَّ ..

وزمجرة السائقين .. !!  

      ( 2 )

خيط الدموع ..

يمر في هوس الهوى ..

خيلاً .. ،

وأغنية ..

لصحراء الغرام .. ،

وفي دروب الموت ..

تشتعل الصباحات الجليلة .. ،

كل ليل .. ..

في ارتحال

نحــــــــو

لون القلب

والجسد الجريح .. ..

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. !!    

·     قـــــــــــرار

هنا .. ،

يعود للقرار الارتباك ..

تود ..

لو تعاود الرحيل ..

فاتئد .. .. .. .. .. .. !!   

·     صـــــــــــــباح

حدثتها عن غربتي .. ،

فامتد في الحلم الجليل ..

صباحنا .. ..

رمضان ، علاء الدين ؛ الخطو على مدارج المدينة القديمة ، شعر رابط إلى موقع اتحاد الكتاب العرب

الطبعة الأولى ؛ منشورات اتحاد الكتاب العرب

168 ص ؛ قطع 5, 14 × 20

مطبعة اتحاد الكتاب العرب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

15000 ــ 12 ــ  1993 

غابة الدندنة