(1) مسرحية
شعرية في خمسة مشاهد
تأليف |
||
المشهد الأول |
||
الطرقات الظامئة |
||
[المسرح
فراغ إلا من صخرتين كبيرتين في منتصفه .. تمثل
خلفيته صورة سيئة للهيكل الخارجي لمسجد
محمد علي بالقلعة ، بينما تبدو قباب
المسجد ورماح مآذنه أكثر دقة ووضوح ولمعان
، كأنها حقيقة ملموسة دون بقية الهيكل..،
مطلية باللون الذهبي اللامع ، وبقية جسد
الهيكل ملون باللون الذهبي المطفأ .. زاوية
النظر إلى الهيكل تكون من مكان منخفض ـ
تقريباً ـ داخل القلعة ، يحقق للمشهد
شموخه الواجب وقدسيته المفروضة. تدخل
فتاة في حوالي الخامسة والعشرين من عمرها
، تلف أرجاء المسرح في حركات تفقدية
مضطربة ، ثم تجلس على إحدى الصخرتين .. ،
يغلفها قلق الترقب والانتظار .. ، قلق
تجسده اضطرابات ضوئية وجدول موسيقي مجروح
؛ بعد لحظات يدخل شاب في حوالي العشرين من
عمره ، يقترب من الفتاة ، تعلو الموسيقا
شيئاً .. فشيئاً ..،
ثم تسكت فجأة ، فيثبت المشهد للحظات على
المسرح ، بينما يسمع صوت من الخارج له نبرا
قوية وجادة ] : |
||
(
فايتني على مين يا سكر … |
الصوت | |
[يتحرك
الفتى نحو الفتاة الجالسة ، ويجلس على
الصخرة المجاورة ، فتنتفض بحزن وانفعال
شديدين ، ثم تبدأ في الحديث ] : |
||
أن
أجوب القاهرة المزدانة بالعشق ..، |
هـــــــي |
|
[ بحدة .. ] : |
||
وحدي ..
، |
هـــــــي | |
تقول بصوت هامس متممة حديثها |
||
[ لكنك
مجروح تهرب من نزفك |
هـــــــي |
|
لو
أنك بين يدي بسطت |
هــــــي |
|
جرحي
امرأة قاسية شفت عن قلب غض |
هــــــــو |
|
ولذلك
جئت الآن .. ؟
|
هــــــي | |
لا .. ، بل من
أجلك أنت أتيت .. .. |
هــــــــو | |
من
أجلي .. ؟ ! . |
هــــــي | |
من
أجلك أنت .. |
هــــــــو | |
[يصنع
حركة إحاطة بذراعيه ]
|
||
بدءاً
من أيام القاهرة .. ، |
هــــــــو | |
[
بانفعال حميم ]
|
||
انفجري
في جرحي .. |
هــــــــو | |
لن
يختلف الأمر كثيراً دون حضورك فيَّ |
هــــــي | |
كيف
ألام وحال القلعة يغري بالإثم ..
|
هــــــــو | |
كان الأولى أن تحصن
جسد القلعة من هجمات الأيام .. ، وطغيان الألوان المبهرة على الأحلام .. |
هــــــي | |
إني أربأ بالمجد
الغابر أن ألقيه إلى الغوغاء |
هــــــــو | |
[
في حركة متبادلة يمسك بكوعيها وتمسك
بكوعيه ، ويشرعان في الوقوف ، والحديث
بينهما متصل ، فما إن ينتهي من جملته حتى
يبادره في توسل واستجداء .. ] |
||
لا
تتركني مثقلة بجوارك .. ، |
هــــــي | |
إني موثوق
في ظلماتي |
هــــــــو | |
سامحني
.. |
هــــــي | |
القلعة
خائنة .. ، |
هــــــــو | |
سامحني
.. ، |
هــــــي | |
مشكلتك
.. |
هــــــــو | |
لكنك
جئت .. ، |
هــــــي | |
كنت
بعيداً عن شيخي .. ، |
هــــــــو | |
[ تخفت
الإضاءة حتى تصل لحد الإظلام عند هذه
النقطة ن ثم يسلط ضوء أبيض على الشخصية
المسترسلة في حديثها دون أي تغيير غير
تحولات الشكل الانفعالي ]
|
||
ألتمس
طريقاً للعودة |
هــــــــو | |
[تعود
الإضاءة كما كانت ] |
||
فنسيت
القلعة |
هــــــــو | |
لكني
كنت أحبك |
هــــــي | |
أعلم
أنك حين سألت الترحال |
هــــــــو | |
كنت
أريدك أن تنزل من عليائك |
هــــــي | |
ما
كنت بعلياء .. ، |
هــــــــو | |
:
[بصوت متهدج ] |
هــــــي | |
هذا حلمي .. المضرج بضياعك مني .. ، وضياعي .. ، |
هــــــي | |
الحلم المخطوف من
الطرقات .. ؟ |
هــــــــو | |
أنا ما خنتك حين نزلت
إلى غصن أقرب للطرقات هنا .. |
هــــــي | |
الحلم
المخطوف من الطرقات خيانة |
هــــــــو | |
أنا
ما خنتك |
هــــــي | |
وهنا
انقلب الحلم إلى شيطان أخرس .. ، |
هــــــــو | |
[بجزع ] |
هــــــي | |
والآن .. ! |
هــــــي | |
[يجيبها بتحدٍ ] | هــــــــو | |
الآن سأكشف سر تفاصيلي .. | هــــــــو | |
[يذرع المكان جيئة وذهاباً ] |
||
سأغني
أغنيتي للموت المهطع |
هــــــــو | |
الآن .. !! | هــــــي | |
[تكرر
هذا اللفظ أثناء كلامه ] |
||
[يجثو
على ركبتيه ] |
هــــــــو | |
الآن
سأنبش في قلبي كهفاً |
هــــــــو | |
[ باستعلاء ] | هــــــي | |
الآن .. ؟!! . |
هــــــي | |
[
يتداعى نحو السقوط على الأرض .. ، رأسه
مرتفع بعض الشيء ] |
هــــــــو | |
سأسمي
كل قصائدي العذراء بأسماء الموت |
هــــــــو | |
[بحدة وحماس ] | هــــــي | |
الآن .. ! |
هــــــي | |
[يريح
رأسه على أرض القلعة .. ويدمدم ].. |
هــــــــو | |
الآن يكوني
سقوطي منفرداً أيضاً .. |
هــــــــو | |
[تجثو بقربه
.. ، تأخذه بين ذراعيها ن وتضمه إلى قلبها ] |
هــــــي | |
كان محالاً أن ترحل لنساء الآخرة .. | هــــــي | |
[تتحول
نبرتها إلى استجداء ] |
هــــــي | |
تتركني
وحدي .. ، ثانية .. ، |
هــــــي | |
[تلقي
به على الأرض ، وتتقهقر ن ثم تكر عائدة
إليه .. ، تتقدم نحوه ، تركع عند صدره ، ترفع
رأسه حين تجذبه إليها من كتفه ، وتصرخ فيه
بهستيريا .. ] |
||
الآن
.. غن .. لي .. |
هــــــي | |
[تتحول
نبرات صوتها إلى نبرات رقيقة حالمة ] |
||
الآن
.. .. ، غن لي .. |
هــــــي | |
[
يتلاشى صوتها .. ]
|
||
غــنِّ لي .. |
هــــــي | |
[
حين تترك كتفيه ؛ يسقط على الأرض برأسه ،
تشهق ،وتضع يدها على فمها في ذعر وحيرة .. ،
وكأنها اكتشفت لتوها أنه مات..] |
||
[تضع
يدها على بطنه ، وتريح رأسها على صدره ، ثم
تبكي بشهيق مسموع ، يخفت شيئاً فشيئاً ،
بينما تنزل ستارة شفافة يمكن رؤيتهما من
خلالها ، وخلفهما القلعة .. تشع لونها
الذهبي ببريق آخذ ينفذ من خلال الستار]. |
||
ســــــــــتار |
||
*
سندق : أصلها ” سنجق” ، وهي رتبة عسكرية
مملوكية أدخل بعض أهالي الصعيد تحريفاً
لهجياً على اللفظ وذلك
بإبدال الجيم دالاً .
|
||
|
||
|
||
الشعر
اللهجي الموقع
: أخبر به صديقاًالشعر
الفصيحكتاب
الزائرين