* غابة الدندنة *

 بريـــد العــــراق
* عدنان الصائغ * بلقيس حميد بهاء الدين رمضان*
 

ترنيمة لعليّ

        بلقيس حميد حسن*

إلى علي ّ , الطفل العراقي,  الذي فقد جميع أفراد أسرته الستة عشر تحت القصف الأمريكي الوحشي ,  وقطعت أطرافه, والذي يسأل عن سبب عدم زيارة أمه له بالمستشفى.

 

ماما

يمزّق ُ جرحك القلب الكسير

ويقطع الأصوات

صوت الموت في أطرافك الشهداء

 

ماما

 

وأمك َ خلف َ أسوار ٍ

تنام وتحضن اسم الله

تسبح في رؤى الفقراء بعد الموت ,

 تمسح حزنها  عبر البرازخ  في  دجى  الصمت

 

علي ّ

 

تركتك والصواريخ البغيضة تحرث ألأحياء

بني ّ,

 لا تعتب عليًّ ,

فكل أهل الحي قد ناموا إلى الأبد ِ

فلا ورد  على قبر ٍ

ولا ورد  بمستشفى ..

 

ماما

 

يمص ّبإصبع  مهزول  دون الجوع ِ كي يحيا

ويـُـلهي البؤس بعض الشيء,

يأتي الموت مجنونا

ليقطف كفـّه ُ....ماما

ماما

وها ,  قدّاحة  تسقط !

 

ماما

على الأسمنت وُزع حقـّنا بالعيش

أحمر لا صدى

إلا رصاصات تبقـّت

كل ما فيها

ينادي الكون

يا صمت القبور

ويا بقايا الناس

فلنسمع صدى الصرخة

مـا

مــا

مــــــا

***
 
www.alauddin.20m.com
arsproxy@yahoo.com 
***

( جنائن بابل , تبقى)

بلقيس حميد حسن *

 

جنائن بابل ترنو لنا

وصرخاتها من سنين طوال

تشقّ السماء وتعلو

وباءً

يصك بآذان بعض البشر..

أما من مجيب؟

اما من طبيب يداوي القروح ؟

لتحيا الجنائن

يورقُ وردُ

وبابل من وجع ٍ تستريح؟

أما من حبيب يخف ّ  ُ

ويغرس من قلبه في حنو ّ

ببابل بذرة

ليروي بماء الحياة عطاشى النخيل ؟

بلادي

بك الحزن والألم المستحيل

ونخلاتنا كثكالى النساء

تحيط بأحفادها بالقـُبل

وتقطف من روحها للجياع

ثمارا وخيرا

فسقيا لنخلاتنا الشامخات

جمالا وصبرا

...

وصمتا قليلا اياسادتي

فهل تسمعون؟

نداء حزين

وجنات بابل قد طوّحت

بنوح ٍ عراقيّ وقت الغروب

فتشتاق سمراء للأغنيات..

عرفناه ذاك الصدى من قرون

 يعب ّ الرياح ويثني الحجر

ليلمس أرواحنا من بعيد

فنشعر دفء الحيا من جديد

جنائن بابل ترجو المغيث

وفرسانها من خلال الطلول

تـُسائل ماذا جرى ؟

من غزانا؟

وماذا يريد ؟

يهد ّ معابدنا والقصورا

وهل نحن في زمن الأندحار؟

فنمسح بالياسمين دموع البكاء

ويطلع صوت ٌ يهزّ الحنايا

بلادي جميلة

برغم سقام الحقائق فيها

ورغم الرزايا

ومهما أطعنا جموح الخيال

سيبقى الكلام كلاما

وتبقى بلادي بعيني َ أحلى

بروحي َ أعذب ْ

بلادي الى القلب أقرب ْ

إله ٌ سجين ٌ عبدناه حدّ الهوى والعذاب

رسمنا له صورة في العيون

ورثنا هواه لأطفالنا

فهم يسألون

بجنات ِ بابل َ هل يحفلون؟

سنروي لهم عن رحيل ٍ ثقيل ْ

رحيل ٍطويل

وأنـّا هنا بانتظار الثريا

نمنـّي العيون ببدر ٍ يـُطل ْ

نخبـّرهم ُ أن سيذوي الجليد

وحيث الحياة

تفتـّق َ عنها

ربيع ٌ وعيد ْ

لاهاي/ هولندا
شاعرة وكاتبة عراقية مقيمة في هولندا·       
Email:balkis.h@wanadoo.nl

***
 
www.alauddin.20m.com
arsproxy@yahoo.com 
***

 

مع تحيات المحرر : علاء الدين رمضانE-Mail

محصي الزائرين

غابة الدندنةغابة الدندنة