ولما شدت " فيروز " برائعتها : "
ردنيَّ إلى بلادي " ، تذكرتك ؟؟
تذكرتك أنا التي لا تنساك - طرفة عين -
وبكيت ،
بكيت نفسي يا مسعود .. وبكيتك ..
بكيت كثيراً صدقني ،
وشعرت بدموعك تجري على خدي أنا !!.
وحسبتك يا طفلي الحزين سوف تلملم أشياءك
وتعود مسرعاً إلينا .. لكنك لم
تفعل ؟ …
لم .. تفعل !!
مسعود / عشرون عاماً يا صغيري مضت منذ
رحيلك عن
قريتنا
في ذلك الفجر الحزين
المعتم .
عشرون
عاماً تغيرت فيها أشياء كثيرة ، كثيرة ، تمزقت
أشياء وتجددت أشياء ، وأزيلت معظم الأشياء
التي كنا نحبها . لكن بقيت بعض الأشياء التي
تستحق العودة .. صدقني تستحق العودة .
مدخل
أمنيتي ـ وإن عزت الأماني في زماننا ـ هي ..
أن تبلغوا مسعود رسالتي هذي .. ساعتها سيكون
رجوعه إلينا مؤكداً .. وسيعرف كم هو ضروري أن
يكون معنا الآن
بالتحديد .. بالذات.
هو أسمر لامع الوجه ، متوسط الطول ، نحيل
القد ، عسلي العينين ، عريض الذقن ، مستقيم
الأنف - أنظر - من جبهته إلى نهاية عنقه .. قريب
الشبه بذلك الفرعوني المرسوم بدقة وعناية فوق
الجدار الأيمن - لمعبد أبيدوس - أعرف اسم ذلك
الفرعون
ولكنه يتوه عن ذاكرتي الآن .
قد تكون ملامح وجهه تغيرت الآن بفعل الحزن
، الغربة ، السنين .. وسوف تجد أحداث ذلك اليوم
في عينيه لم تتغير بعد.. فقط يكفيك النظر إلى
عينيه
الحزينتين ، الأمينتين ،الصادقتين ..
لتعرفه في الحال ، وستجد فيهما أيضاً -
دمعة
خاصة جداً - ، عالقة في عينيه تأبى النزول
إلاَّ على قبر أبيه كما سيأبى مكان
نزوله ألا
تجففه غير كفي أنا .
إلى كل من يجد مسعود بهذه الملامح أن
يبلغه رسالتي التي تحمل طيات روحي .
مع وافر
شكري للجميع
التوقيع
" صالحة محمد إبراهيم "
|