ترتبط
العصور و القرون
و الأزمنة
بأحداث كبيرة مدوية تغير مجرى التاريخ. فالعصور الحجرية ارتبطت باختراع العجلة
و الآلات الحادة التي استخدمت في الصيد و الزراعة و البناء و غيرها من أولى
احتياجات الإنسان فيما شهدت العصور الوسطى بزوغ نجم إحدى أعظم الحضارات التي
عرفها تاريخ البشرية أي الحضارة الإسلامية التي نادت بالعدل و المساواة بين
كافة بني بشر بصرف النظر عن انتماءاتهم العرقية و القطرية حتى أزف العصر الحديث
الذي كان من أهم أحداثها قيام الثورة الصناعية و ما أعقبها من مد الاستعمار
الأوروبي إلى بقية أنحاء العالم و بسط هيمنتها عليها بالقوة الناعمة حينا و
الخشنة في أحيان كثيرة و على جميع المستضعفين في الأرض على حد سواء. و ما أن
حل علينا القرن الواحد و العشرين حتى طمست الثورة التكنولوجية و الاتصالية و ما
أفرزته من التقدم المذهل في الوسائل الاتصالية الحديثة وما واكبته من الطغيان
المادي المطبق على شتى مناحي الحياة كل معالم العالم التي عرفتها الشعوب
السالفة التي ربطت بينهم روابط تجارية كانت دعائمها الأساسية الاحترام المتبادل
لنجد أنفسنا اليوم فيما بات يعرف بالقرية العالمية التي من مقتضيات الحياة فيها
معرفة الآخر الذي يعيش بجوارنا في هذه القرية حق المعرفة. فهذه المعرفة تساعدنا
على تجنب الكثير من الأخطاء الفادحة غير المبررة التي نقع فيها - بعلم و إصرار
منا أو بدونهما - و نبني على هذه الأخطاء تصوراتنا و أحكامنا المسبقة و
المجحفة عن الآخر. فلقد
درج
الكثير منا منذ فترة على
ترك قلوبه
مغلفة لا تفطن لما تجري حولنا،
فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
فما
كان في الأمس القريب لا شيء أو الشيء القليل بالنسبة للكثير منا، لتجاهلنا أو
لنظرتنا الاستعلائية تجاهه، أصبح اليوم، وفي غفلة من أمرنا، الشيء الكثير الذي
يستحق
الوقوف عنده
و
النظر إليه - لا أقول نظرة إعجاب و تقدير - ولكن على الأقل نظرة تبصر و تأمل
علنا نجد فيه ما يصحح الكثير من أحكامنا السابقة عن الآخر أو نقتبس ما ينفعنا
من تجاربه.
فإذا كان كل
عصر من العصور السابقة ارتبط بحدث معين، فإن مطلع شهر أبريل من عام 2006 إرتبط
بالنسبة لي بمولد موقعي الإلكتروني "بوابة الهند" الذي حمل لواء التغيير منذ
أول يوم خرج إلى النور لواقع مرير يبكينا و يؤسفنا قبل أن يضحكنا و يسعفنا و
منبعه و مرده مجموعة من الصور النمطية السلبية التي تعلقت في أذهان بعضنا نتيجة
العوامل المحيطة بنا مما أنسانا الوجه الإيجابي الناصع لهذا البلد الذي نتحدث
عنه في الموقع و جعل أفئدة من الناس تهوي إليه منذ فجر التاريخ. فكان من الواجب
على
موقعنا
الذي قدر له أن ينهض قبل
دق المسمار الأخير على نعش سمعتنا
ليكرس بذلك نفسه لتضييق الهوة المعرفية التي أحدثتها
تلك الأحكام المسبقة و نمطية الأجواء
السائدة عن
بلدنا
الذي
قدم و لا
يزال
الكثير لتقدم البشرية جمعاء.
فمن منا لا
يؤسفه (طبعا البعض يسعفه الأمر) أن
يرى
الجميع - مشاركي المنتديات الحوارية في نكاتهم و عامل غرفة التصوير و ضابط ختم
الجوازات
عند تصرفهما العنصري
و بعض كتاب الأعمدة في مقالاتهم و
معظم
الصحف المحلية في تناولها للأخبار و أخير نفر قليل من الزملاء الطلبة عند
تعليقاتهم في القاعات - يسجلون في مرمانا دون أدنى مراعاة لأبسط قواعد اللعبة،
فالكل يتكالب على بلدنا وشعبه و ينهال عليه بركلات (جزائية ؟؟؟) و يتباهي أمام
الآخر بمهارته و شطارته في اختراق الشباك بينما يقف حكم المباراة الذي نأمل منه
الإنصاف أو على الأقل إشهار بطاقة صفراء تحذيرية ولو مرة واحدة (أقصد هنا وسائل
الإعلام ) مكتوفي الأيدي، فكان من الواجب على موقعنا أن ينصب بنفسه في دور حارس
المرمى الصامد ليبلو بلاء حسنا في وجه الركلات الثقيلة.
فحرام أن يرمينا الجميع بجريرة البعض، وإذا كان لا بد من الرمي فليكن الرمي ممن
لم تدنس أيديهم بالذنوب..
ولذا كانت
محاولتنا هذه عملية إنقاذ أخيرة لسمعتنا التي غرقت في خضم الإساءات من منبت
شعرها إلى أخمص قدميها ، فجاء الموقع بمثابة حبل النجاة الأخير
The final
straw،
إن لم نبالغ في تعبيراتنا.
و هنا يجب
أن نصارح بالاعتراف
– و
الاعتراف ليس
عارا - بأننا أخفقنا إلى الآن في
إيصال صوتنا
إلى جمهورنا المستهدف نظرا للحاجز النفسي الذي يحول بيننا و بين جمهورنا من
جهة، و لشدة التزامنا بألا نسلك طريقا غير شرعيا في تحقيق ذلك من جهة أخرى، و
قد طرقنا بعض الأبواب في مسعانا لإسماع صوتنا إلى
الجمهور،
ولكننا ابتعدنا في الوقت ذاته من استخدام المكبرات خوفا من الضوضاء و الإزعاج
رغم كون صوتنا خافتا متهدجا،
مع العلم بأن الصوت المتهدجة لا تعلو كما أن اليد المرتعشة لا تصنع ، كما أن
محاولاتنا للتطلع إلى بعض "الأفق"
و الأمل يحدونا
لعلنا
نجد فيها منفذا، لم يتكلل بالنجاح إلا بشق الأنفس أخيرا بعد أن اعتقدنا بأنها
موصدة بإحكام وهي لا تتسع لأمثالنا. وفي كل الأحوال كنا مستعدين منذ البداية
للإبحار وسط الأمواج العاتية المتلاطمة، كما لم تركعنا الصعوبات التي واجهناها
في المضي قدما حتى نحقق ما نصبو إليه من التغيير، إن أمكن وذلك لأننا و لا نزال
ينتابنا بعض الشك في مدى قدرتنا على إصلاح ما أفسده الدهر.ولكن و على الرغم من
محدودية الإمكانيات التي تتوافر للموقع، علما بأن الموقع لا يمتلك حتى الآن
حاسبا آليا أو عنوانا خاصا به يجعله غير تابع للمواقع المستضيفة الأخرى،
استطاع، بفضل الله أولا و أخيرا، أن يقطع أشواطا طويلة في التوسع ليشمل زوايا
مختلفة حول مختلف الموضوعات ذات الصلة بقضيتنا دون تقديم أي تنازل أو مزايدة
على كرامتنا أو شرفنا. و استطعنا بذلك أن نرفع أنفتنا دوما مع كل التواضع الذي
عرف عن موقعنا حتى لا نكون سببا في تكريس الصور النمطية السلبية القائمة أو فتح
الأبواب أمام صور أخرى جديدة، فنحن
نمتلك رصيدا و مخزونا لا
بأس بهما من
تلك الصور
يكفينا لسنوات قادمة لا ندري عما يخبؤها – سمان أو عجاف - ..لا نطيق المزيد..
كما تمكننا
ولو
جزئيا
أن نرد الاعتبار إلينا وحفظ ما بقي في وجوهنا من المياه، بعد أن
فقد الكثير
منها
حين سمعنا تلك العبارات و النعوت الجارحة و الحرجة
في المناسبات المختلفة،
فكان لزاما علينا أن نتحدث بصراحة في بعض الأحيان. ويبقى أن نشير بأن مرامنا
دوما لم يكن سوى تعرية الواقع مما تعلق بها من الشوائب كما يمكن للمرء أن يلمس
بوضوح في صفحة "كلام صريح" أو في تناولنا للنكات الساخرة التي تتداول عن الهنود
في المنتديات الحوارية بأسلوب غير مألوف في صفحة "الهنود و النكات". أما
بالنسبة للصفحات التي أفردنا لتسليط الضوء على بعض المنجزات التي حققتها الهند
في المجالات المختلفة سواء في مجال
التكنولوجيا
أو الفضاء أو في صفحة
النخبة
فكان هدفنا أن نزيل صفة الغباء التي تكرم علينا البعض. و
قد يعيب
علينا البعض بأننا نمدح أنفسنا فيما كتبنا فيها أو حتى فيما نسطر هنا، ولكننا
نرى بأن من الواجب علينا أن نمدح أنفسنا طالما استمر الآخرون في احتقارنا و
التقليل من شأننا و الإعراض عنا.
كانت تجربة
بوابة الهند بالنسبة لنا تجربة فريدة منقطعة النظير، تعلمنا كثيرا و ذقنا طعم
الإنجاز و الإخفاق في آن واحد. ولكن الإخفاقات لم يكسر شوكتنا أو يثبط همتنا.
فإن الذي ينبت في النار لا يذبل في الشمس. هذا ما جعل نبرتنا مرتفعة بعض الشيء
هذه المرة ونحن ندخل عامنا الثاني.
و مما
يستفاد من تجربة "بوابة الهند" الذي نود أن نشارك مع كل من أعجب بها بأن
التوفيق المقترن بالعزيمة و الإرادة القوية على إحداث التغيير مع إضافة بعض
النكهات من الإحساس المرهف و الغيرة على القضية التي نكرس جهودنا من أجله يمكن
أن تؤتي أكلها، فهي وصفة أو توليفة "بوابة الهند" السحرية في النجاح لمن أراد
معرفة سر نجاحها، فوراء كل قصة نجاح هناك ساعات من العمل الدؤوب، قد يفوتك
خلاله وجبة غذائك المحدد موعدها، و لكن النجاح سوف يكون حليفك إذا اقترن العمل
بالتضرع الى الله بالتوفيق و النجاح.
كما ننحني
شكرا
و امتنانا
أمام كل من
ساهم في دفع عجلة موقعنا إلى الأمام
باستضافتهم
له
أو نشر خبر عنه،
أو
وفر
لنا حواسيبهم الآلية، أو
سمح لنا
بتعريف الطلبة بموقعنا خلال تدريسهم لنا بعض المواد،
أو
أرسل إلينا بعض ما كتب عن الهند،
أوأرسل
عنوان الموقع إلى معارفه عبر الشبكة العنكبوتية، أو
صحح لنا أخطاءنا الإملائية في مقالاتنا و لم يكتف بذلك بل
رفع قبعته
تقديرا وإجلالا لعملنا،
أو اعتذر
باسم الآخرين لبعض الإساءات التي كانت الدافع الأساسي وراء انطلاقتنا رغم أننا
لم و لن نطالب أحدا بالاعتذار أو
انتقد
بعض
ما كتبنا في موقعنا أو شجعنا على المضي قدما أو عرض علينا دوماين نايم مجاني مع
مساحة تخزينية كبيرة مجانا أيضا
و أمام كل من نسينا أن نذكره هنا
...نقول
لجميعهم مع قلب تفيض بالشكر الخالص لهم: لا نجيد كلمات المجاملة و فنونها و
ولكننا نقول لكم: ألف شكر...
محمد عبد
الجليل عبد السلام
طالب في قسم
الإعلام - جامعة الكويت
أكتبوا إلينا آراءكم
وتعليقاتكم:
الآراء و التعليقات |