 |
موظفو
شركات التكنولوجيا المعلومات في بنغلور |
غيرت الثورة العالمية في مجال خدمات
تكنولوجيا المعلومات ملامح الهند. و سرعت الاستثمارات التي ضختها
الشركات
المتعددة الجنسيات الكبيرة في الهند من وتيرة معدلات النمو الاقتصادي الإجمالي و
ساعدت على إحداث ازدهار يقوده الاستهلاك المحلي.
و لم تعد تايلور، البنت الثالثة عشر، و تعيش في
موديستو بكاليفورنيا تذهب إلى أمها حين تحتاج الى المساعدة في واجباتها، وإنما
تدخل إلى الشبكة العنكبوتية و تتصل بخدمة الدروس الخصوصية
الإلكترونية التي
تقدمها شركة توتور فيستا، و مقرها مدينة بنغلور، و تطلب المساعدة في دروسها
في مادتي الإنجليزية و الرياضيات.
وتقول والدتها دينيس روبيسون :
"إن ابنتي في الواقع متفوقة على كل
زميلاتها في الفصل ولم تكن كذلك قط في أي وقت مضى"
و تدفع دينيس 2،50 دولار في الساعة لقاء هذه
الخدمة، و هي أقل بكثير من رسوم 40 دولار الذي
يكلفها خدمة الدروس الخصوصية
الإلكترونية في أمريكا أو 100 دولار في حال الدروس التي تعطى وجها لوجه.
ثورة خدمات التكنولوجيا المعلومات عبر
الإنترنت
و تمثل تجربة دينيس نموذجا مصغرا لثورة خدمات
تكنولوجيا المعلومات عبر الإنترنت تجتاح عالم الأعمال.
 |
رسم
بياني يوضح نمو قطاع التكنولوجيا المعلومات في الهند من عام 2000 حتى
عام 2010 (المصدر - موقع بي بي سي) |
و قد اعتقد خبراء
الاقتصاد في الماضي بأن السلع
وحدها قابلة للتبادل عبر الحدود بين الدول بينما يتعذر استيراد الخدمات مما
يجعلها غير خاضعة للضغوطات المماثلة من المنافسة العالمية. و يمتلك قطاع
تكنولوجيا المعلومات قدرات
واضحة للإسهام في النمو
الشامل و لتحقيق أهداف
اقتصادية موسعة.
غير أن شبكة الإنترنت غيرت كل شيء حيث أصبحت
التجارة في الخدمات تشكل الآن أسرع قطاعات التجارة العالمية نموا.
إنها الشركات الكبيرة وليس الأفراد من يجني
معظم الفوائد من قلة التكلفة للعديد من الخدمات التي يتم تبادلها عالميا.
وقد اكتشفت هذه الشركات بأنه من غير المكلف أن تقوم بنقل العديد من المهام ذات
الياقات البيضاء، مثل المحاسبة و الدعم التقني و إعداد كشف الرواتب إلى مواقع
خارجية. و القائد العالمي في تقديم هذه الخدمات التي تعرف بتعهيد العمليات
التجارية إلى مصادر خارجية (Business Process Outsourcing)
هي الهند حيث تصدر ما قيمتها 25 مليار دولار من هذه الخدمات، و هو رقم يرشح له
أن ييبلغ حاجز 60 مليار دولار بحلول عام 2010.
وثمة أسباب
عديدة جعلت الهند مركزا لصناعة
تكنولوجيا المعلومات العالمية.
تمتلك
الهند قوى عاملة متعلمة تعليما عاليا
مع وجود مليوني خريج جامعي في السنة
يتحدث جميعهم اللغة الإنجليزية. و لديها خطوط
اتصالية دولية ممتازة لتبادل المعلومات فضلا عن
تزود المدن الرئيسية بخدمة الإنترنت ذات
الجودة العالية. أما متوسط أجور العمال المهنيين في تكنولوجيا المعلومات
تتراوح بين ربع و عشر
أجور نظرائهم في الأوروبا و الولايات المتحدة. غير أن صناعة
خدمات تكنولوجيا المعلومات لم
تعرف التطور إلا عندما فتحت الحكومة
اقتصاد بلادها
في بداية التسعينيات أمام قوى العولمة وأنهت الضوابط المحلية و خففت من
القيود أمام
الاستثمارات الأجنبية. كما عمدت الحكومة
في سعيها لتحقيق النمو إلى التركيز على قطاع خدمات
تكنولوجيا المعلومات
الموجه للتصدير عن طريق
تقديم تسهيلات له.
تدفق الشركات
المتعددة الجنسيات
تدفقت الشركات
المتعددة الجنسيات، التواقة على
الاستفادة من عمال مهنيين قليلي الأجور و من فتح أحد أكبر الأسواق في العالم،
إلى الهند
وكانت تكساس إنسترومنتس
Texas Instruments
أول شركة متعددة
الجنسيات من أمريكا
تسلك إلى الهند و ذلك في عام 1988.
وفي البداية واجهت
الشركة عوائق جسيمة في إرسال
البيانات إلى مقرها في الولايات المتحدة. كما رفضت وزارة المواصلات الهندية
السماح له بإقامة محطة
استقبال خاصة به دون تواجد مسئول حكومي في غرفة
التحكم لمركز نقل البيانات عبر الأقمار الصناعية التابعة للشركة وقتئذ حسب ما
يقول سريني راجام، أول مدير إداري هندي للشركة.
بيد أن تلك العوائق قد أزيلت في غضون عقد، مع
هبوط كلفة نقل البيانات بفضل إقامة شبكات
الألياف الضوئية عبر المحيطات.
و اليوم فإن ما يربو على 500 من كبريات الشركات
العالمية تنجز عملياتها من بنغلور وحدها.
ومن بين الأسماء المشهورة هنا هيوليت باكارت، و
ديل، و أي بي إم، و أكسنجور.
 |
رسم
بياني يوضح حجم
الاستثمارات التي ضختها الشركات الأجنبية في الهند من عام 2004 حتى
عام 2006 (المصدر - موقع بي بي سي) |
و يقول جون ماك كلور من شركة إنتل
بأنه لم يكن
أمام شركته خيارا سوى الحضور
إلى الهند.
وقد لعبت مركز تطوير إنتل دورا رئيسيا في
استراتيجية الشركة لتطوير
الرقائق الكترونية
الجديدة للحواسيب التي تتلاءم مع نظام
التشغيل فيستا الذي
يطورها شركة ميكروسوفت و يتوقع لها النزول في
الأسواق
في شهر يناير.
وقال السيد ماك كلور لموقع
البي بي سي بأن مركز
البحث و التطوير الجديد لشركة إنتل هبت للشروع في تصميم رقيق المزدوج الجديد
السنترينو Centrino
التي تستخدم في الحواسيب المحمولة.
و شركة ميكروسوفت نفسها أقامت أحد مراكز البحوث
الأساسية العالمية الثلاثة لها في بنغلور، و يوجد المركزان الآخران في الصين و
في المقر الرئيسي للشركة في الولايات المتحدة.
و حقيقة أن العديد من شركات تكنولوجيا
المتطورة قد أوجدت لها موطئ قدم في الهند من شأنها أن تجلب طيفا واسعا من مزايا
للهند.
مركز عالمي
من الواضح أن قلة تكلفة العمال لم تعد العنصر
الجذاب بالنسبة لهذه الشركات. وفي شهر ديسمبر الماضي أعلنت شركة سيسكو
سيستمس Cisco Systems
عن نيتها لاستثمار 1،1 مليار دولار في بنغلور مما يخلق 6000 وظيفة
جديدة. و
سوف يديرها مدير العولمة الجديد للشركة ويم إيلفرينك.
وترى شركات مثل سيسكو أن الوجود في الهند حيوي
في تحديد الأجيال القادمة من منتجات و الخدمات التي تتعين على الشركة انتاجها.
ملخص المصطلحات |
Outsourcing:
نقل مهام الشركة من
الأقسام الداخلية إلى شركات خارج حدود الدولة
Offshoring:
إعادة توطين أنشطة الشركة في الخارج
Nearshoring:
إعادة توطين أنشطة الشركة في مواقع أقرب من موطن العميل
BPO: تعهيد (نقل) العمليات التجارية إلى مصادر خارجية عن طريق نقل المهام
ذات الياقات البيضاء مثل المحاسبة و إعداد الفاتورات إلى شركة خارج
حدود الدولة
Captive firms:
شركات مملوكة من قبل الشركات المتعددة الجنسيات التي تقدم خدمات تعهيد
العمليات التجارية للشركة الأم.
UK call centres / US contact
centers: المكاتب التي تقدم منها الموظفون
خدمة العملاء عبر الهاتف مثل خدمات المبيعات. |
المصدر:
موقع بي بي سي الإخباري |
و يقول السيد ايلفرينك :"نؤمن بأن الهند مركز
العالم لما يتعلق الأمر بقطاع التكنولوجيا و الإتصالات"
المصدر:
موقع
bbc.co.uk
النص الأصلي:
Multinationals
lead India's IT revolution
(24 January 2007)
الترجمة: موقع بوابة الهند
أكتبوا إلينا آراءكم
وتعليقاتكم:
الآراء و التعليقات
|