البحث في هذه الصفحة
محصي الزائرينمحصي الزائرين

غابة الدندنة غابة الدندنة> الدراسات والبحوث> المشاؤون على تاريخي >  قضايا أدبية يقدمها محمد جبريل  

غابة الدندنة

من المحرر : 
محمد عطـاف 

قضايا أدبية يقدمها

محمد جبريل

النشر الورقي : صحيفة المساء المصرية؛ المساء الأسبوعية ، صفحة قضايا أدبية يقدمها : محمد جبريل ، ص 11 ؛ السبت 14 من ربيع الآخر 1424هـ - 14 من يونية 2003م ؛  العدد 16846 – السنة السابعة والأربعون

الناقد الدكتور نعيم اليافي

المشَّاؤون على تاريخي
قراءة في كتابات
علاء الدين رمضان
بقلم نخبة من الكتاب العرب

الشاعر المهجري زكي قنصل

الشاعر السوري عبد الكريم الناعم

الروائي  المصري محمد جبريل 1  2  3

الناقد السوري حنا عبود

الدكتور أحمد مختار مكي

الناقد  محمود الطهطاوي

المترجمة المغربية فاطمة التوزاني

الناقد عبد الحافظ بخيت 

الشاعر بهاء الدين رمضان
الشاعر محمد خضر عرابي الشاعر فائز العراقي
غابة الدندنة في مؤتمر  أدبي الباحث زين العابدين أحمد
حـــــــوارات أكتب لنا
 

Issue Date: Nov. 2003
 

لاشك أن التقنيات السردية تساعد على فعل الخيال عند القارئ . النص الأدبي الذي يقرأ ، يختلف عن النص المسرحي الذي يشاهد على المسرح ، وعن النص السينمائي الذي يعرض على شاشة السينما . نص القراءة يستفز الخيال ، وينشطه ، فهو يرسم الشخصيات ويتصور الأماكن ، وطبيعة الأحداث . أما نص المشاهدة فهو يحد من انطلاقات خيال المتلقي : هذه هي الشخصية ، وهذا هو الحدث ، وهذه هي المقولة أو الدلالة أو العبرة ..

ولأن علاء الدين رمضان كتب مسرحيته " سمكة ظامئة " للعرض ، وليس لخيال القارئ ، فإن مناقشتنا لها ينبغي أن تتحدد في إطار التوجه الذي اختاره لها ..

الفنان يحدد المكان غرفة بمستشفى بنيكوم للأمراض النفسية والعصبية بهولنده . فهو مكان محدد . أما الزمان فهو أقرب إلى النثر السردي الذي يعني – بالنسبة للمخرج أن عليه تجسيد التحليقات اللغوية ، أو بلاغة الأدب ، في مشاهد بصرية وأحداث . ولأن محمد عطاف – بطل المونودراما – لم يفصح عن تفصيلات مأساته ، وإنما اكتفى بإشارات وتلميحات ، فإن الفنان يتصور الحدث ، يتخيله ، يحاول التعبير عن مكنونات النفس ، والتنامي الدرامي ، منذ اللحظات العادية إلى لحظات المأساة ..

محمد عطاف يحلم بصباحات متفتحة ، وبالانعتاق من ربقة أحزان الوطن ، فالهم ليس ذاتياً فحسب ، لكنه هم الذات مضفراً بهم الجماعة ، مختلطاً به ، متوحداً معه . وفي خلفية المشهد ، يتضح باعث مهم ، ولعلي أعتبره الباعث الأهم ، لأنه الحد الفاصل بين الهجرة من الوطن والحنين إليه ، التقدم والتخلف ، معالجة الواقع بمسكنات وقتية ومحاولات مجاوزته بالعلم والتكنولوجيا والأخذ بأسباب العصر ، لكن ما يحصل عليه العربي في بلده لا يعينه على العمل في بلد الغربة . إن عليه أن يبدأ التعلم من جديد . ويزداد الخرق تمزقاً واتساعاً ، حين يقرر حمد عطاف أن يعود إلى وطنه ، فترفض عائلته التي تحتاج إلى عونه المادي . تهمل التعرف إلى معاناته مقابلاً لمعاناتها ، وحاجتها إلى ما يتيح لها مجاوزة الظروف القاسية ..

النظرة الاستشرافية ، لا تجد الحل في مجرد التعرف إلى جوانب التخلف في حياتنا ، ولا محاولة التغيير والإضافة والتطوير . بل إنها تجد تحقيق ذلك أملاً صعب التحقيق في المستقبل ، وإن وهبنا الأمل – في نهاية مونودراميته – بأن يرفض عطاف كل الضغوط ، سواء من أسرته ، أم من ظروف بلده ، أم من رفض المجتمع الذي يقيم فيه .. يرفض ذلك كله ، ويقرر العودة إلى الوطن . وهو ليس وطناً محدداً . إنه أي موقع في خارطة الوطن العربي ..

وإذا كان تعدد الأصوات يعمق من درامية الحدث ، باختلاف الآراء ووجهات النظر وتباين الروايات ، فإن مونودراما علاء الدين رمضان جاوزت الاستاتيكية بتحويل الصوت إلى شخصية مقابلة ن وبتناوب المشاعر في نفس البطل ، كالإحساس بالمطاردة ، والغربة في المجتمع الأجنبي ، فضلاً عن اتجاه البطل بحواره إلى مليكة بلده الذي قدم منه إلى الأرض المنخفضة ..

وفيما عدا بعض المفردات والعبارات الكلشيهية، فإن الحوار يتسم بالبساطة والصدق وعدم الافتعال.

محمد جبريل
الكاتب الروائي العربي الكبير

صحيفة المساء المصرية؛ المساء الأسبوعية، صفحة قضايا أدبية يقدمها : محمد جبريل ، ص 8
السبت 19 من ذي القعدة 1422هـ - 2 من فبراير 2002م
العدد 16349 – السنة السادسة والأربعون


page

 

Ω المشَّاؤون على تاريخي
E-Mail