"
ظواهر فنية في لغة الشعر العربي الحديث
" دراسة من تأليف علاء الدين رمضان
السيد ( مصر )، صدرت عن اتحاد الكتاب العرب
بدمشق .
- الكتاب في قسمين ، وفي كل قسم عدد من
الأبواب . وفي كل باب فصل أو أكثر .
إن
قراءة العناوين تفتح آفاقاً للرحابات
التي ارتادها المؤلف في هذا الكتاب القيم .
القسم
الأول : اللغة في الشعر .. سلطتها وحدودها ،
وفيه بابان : الباب الأول : الحداثة واللغة
، وفيه فصلان : فصل الحداثة وفصل اللغة .
الباب
الثاني : الشعرية ، وفيه فصلان : الفصل
الأول : عمل الفلاسفة في الشعرية . الفص
الثاني : - الشعرية بين البلغاء والنقاد
وعلماء الألسنية – الشعرية ونظرية
العلاقات النظمية – الشعرية وتأثيرات
النظريات الزمنية – البويطيقا واللسانية
.
القسم
الثاني : ظواهر في لغة الشعر – الباب الأول
: مجال الدوال وفيه خمسة فصول :
الفصل
الأول : التكرار في الشعر الحديث ، وقد
أوجزه في أربعة أنواع :
تكرار
دلالة ، تكرار دلالة خلال بنية جديدة ،
تكرار بنية ، تكرار العبارة وقسمه إلى :
تكرار الاستهلال ، تكرار الخاتمة ، تكرار
في صلب النص ، تكرار التعداد ، تكرار شكلي
للبنية ، تكرار التفويف .
الفصل
الثاني : خصصه لـ ( الحشد ) وقد تضمن : - الحشد
التراتبي ، روابط ذات سلطة دلالية ، الحشد
الانقلابي .
الفصل
الثالث : التراكم ، وقد قسمه إلى أوّلي
ومركب .
الفصل
الرابع : التلاشي .
الفص
الخامس : التناص .
الباب
الثاني : مجال المدلولات ، وفيه فصلان :
الفصل الأول : الغموض ، الفصل الثاني :
الانحراف الدلالي .
بلغ
عدد المصادر والمراجع العربية تسعة
وعشرين [ الواقع أن المراجع العربية بلغت
واحداً وسبعين مرجعاً ثم تلتها الصحف
والدوريات تسعة وعشرين - المحرر ] ،
والمراجع الأجنبية الإنكليزية سبعة عشر .
بعد
هذا السرد لعناوين الكتاب يمكن التوقف عند
النقاط الآتية :
-
دقة التبويب وتفريعاته ، الدراسة
المنهجية الرصينة ، الأكاديمية إن في
الاستيعاب ، أو في الآراء والأفكار القيمة
التي قدمها المؤلف ، والتي تدل على تعمق في
الدراسة واستيعاب كبير للعناوين
والموضوعات .
يلمس
القارئ اهتمام الناقد والدارس علاء الدين
رمضان السيد بالنقد العربي القديم ،
وبالمقولات النقدية الحديثة لأهم وأشهر
النقاد الغربيين والنقاد العرب الحديثين
وهو لا يكتفي بتقديم تلك الآراء بل يضيف
إليها رأيه ، ومناقشته وتحليله ، ويعقد
المقارنات . ويشير إلى السبق الذي حققه بعض
النقاد العرب القدامى في أحدث النظريات
لنقدية لمعروفة في الغرب الآن فهو – على
سبيل المثال – حين بحث في عمل الفلاسفة
الشعرية استعرض عمل الفلاسفة العرب فيها
لدى الفارابي وابن سينا ، وابن رشد ، وعرج
على رأي موكاروفسكي ومناقشته لمشكلة
العلاقة بين اللغة القياسية واللغة
الشعرية . كما أنه في فصل الغموض بدأ بآراء
النقاد العرب القدامى ، واستعرض الغموض
بعدئذ عند ( إمبسون ) ، وأشار إلى تقاطع
رأيه مع رأي عبد القاهر الجرجاني ن وعرض
أنماط الالتباس السبعة التي قال بها
إمبسون مع نماذج تمثلها من الشعر العربي
المعاصر .
-
مما يسجل لهذا الناقد الحصيف ، المرهف ،
الرصين أنه كان قومي النزعة في اختيار
النماذج التي قدمها ، فلم يقتصر فيها على
أسماء الشعراء من أبناء عمومتنا في مصر
كما فعل الكثير من النقاد والدارسين فيها
، بل أخذ عدداً من أسماء الشعراء من مصر ،
ولبنان ، والعراق ، والسودان ، وسوريا ،
وفلسطين ، وتونس ، والبحرين ، ولم تبهره
الأسماء الكبيرة وحدها ، ولم تكن معرفته
بالشعراء مما يوضع في الميزان ، فالمؤكد
أنه تعامل مع النص لا مع الاسم .
-
يمتاز المؤلف [ علاء الدين رمضان السيد ]
بالدقة في المناقشة ، وفي استيعابه لعلم
البلاغة ، وبالمقارنة المكثفة الواضحة
المؤدية للهدف .
وفي
كل العناوين التي ضمها الكتاب والتي تحتاج
إلى تقديم الشاهد ، بسط شاهده الشعري مع
شيء من الإضاءة النقدية التي تعتمد على
رهافة الذائقة ، والثقافة ، وصفاء الإحساس
.
-
العناوين التي شكلت العمود الفقري للكتاب
لم يخل واحد منها من تعريف لها أو أكثر
بحسب المقتضى ، ولم يكتف المؤلف بتعريفات
القدامى والمحدثين ، بل كانت جولاته
الخاصة في حراثه مساحة طيبة منها .
ولقد
جاء كتاب الناقد علاء الدين رمضان السيد
ليخطو خطوة ممتازة في التطبيق الذي جمع
إليه التنظير في الأوراق التي فردها في
هذا الكتاب .
أقول
هذا وفي الحسبان أن القطيعة المرة بين
أقطار هذا الوطن تجعلنا نفترض أن ثمة
دراسات مشابهة لم تصلنا ولم نقرأ عنها .
تلك القطيعة التي تمنع وصول الكتاب تستحضر
في الذاكرة الأيام الخوالي التي كان يكتب
فيها كتاب نسخاً في المشرق فيصل إلى أقاصي
المغرب بأسهل وأسرع مما يحصل الآن رغم أن
البريد كان يحمل على ظهور الإبل .
ملاحظة
أخيرة وهي حدوث بعض الانقطاعات في الكتاب
، والمرجح ان السيد الكاتب غير مسؤول عنها
لأنها لا تحصل مع من يمتلك الدقة ،
والمتابعة ، والإحاطة بالموضوع ، ولعلها
نتجت عن الطابع ن ولم ينتبه إليها المصحح ،
وأسوق كمثال ما جاء في الصفحة 13 ، إذ بعد أن
يتكلم المؤلف عن نص وقت يصحو في العشب )
لفاروق شوشة ، ويرى أنه " يعاني
اضطراباً صياغياً " .. فهناك جمل غير
مكتملة المضمون الاسنادي :
يوشك
أن يفصح عن نزوة قوس قزح وجنون النهر
المتوحد .
يتساء
السيد [ المؤلف ] :
"
أية نزوة ؟ وما دورها ؟ ومع من توحد النهر ؟
وأي جنون سيعتريه ؟ "
وفجأة
يجري الانتقال كالآتي :
"
غموضاً غير فني
الآن
.. الآن
يوشك
أن ينكشف وجه العالم أو يتراجع وهو يمد
يداً بخيوط العتمة مشتبكة ".
إن
الكلام السابق ، والدخول إلى النص يدل على
أن النص التالي لا علاقة له بالنص السابق ،
وثمة قطع وهو ما يتكرر ، للأسف ، في كتب
الاتحاد [ منشورات اتحاد الكتاب العرب
بدمشق ] ن ولقد أثيرت هذه المسألة ن ولأكثر
من مرة ، مشافهة ، وكتابة ، ولكن .. يقول
أبناء عمومتنا في المغرب : الله غالب .
-
كلمة لا بد منها أستعير فكرتها ونصها لا
أدري ممن ، وهي متداولة بتقليد بتقليدية
صارخة ، وهي أن أية كتابة عن هذا الكتاب لا
تغني عن قراءته .
عبد
الكريم الناعــم
الشاعر
السوري الكبير
جريدة
الكفاح العربي ( بيروت )
العد 1933 – السنة 39
؛ تاريخ 20 / 3 / 1998م