أجاهد نفسي لا تبوح بما ألقى
ولكن هذا الحب علمني الصدقا
نحت
هممي عمياءَ للحبِ وادياً
وقد سمعت ، ولكنها ترغبُ العمقا
وما
أبصرتْ .. لما غدت في شباكه ؟
يخالطُ سيلَ الماءِ سيلاً من
الغرقى
لقد
كنتُ حراً أسلكُ الأرضَ أيها
وها أنا ذا أهواه .. ما أكبر الفرقا
لثمتُ
مذاباً ما وطاهُ وما اشتهى
ضحوكاً وما مست يداه وما ألقى
وقال
نديمي إن درباً عنيته
يسلب أهليهِ العقول فما تبقى
ويتركها
أسرى يطيب لها العمى
فتنسى جميع الناس إلا الهوى الحقا
عزيزي
: فدا أسمى البلائين لذة
لأني به أبلى وفي هجره أشقى
وربَّ
عناءٍ يودِعُ العيشَ راحة
تزيل هموماً تأكل الأرض والخلقا
*
* *
أيعذلني
الثرثار أني مؤرق
بحب نمير ليتَ نابضَهُ يسقي
وهنتُ
ويا ما أعذب الوهنَ ساعة
لدى الوردِ يروى الصدرُ من فمه عِبقا
قَرُبْتُ
فلا الدنيا مُنى بعدَ قربه
وأعرضتُ لا ترقى الهموم لما أرقى
وُهِبْتُ
المنى صِرفاً وعانقتُ جنتي
وألهمني لقياه أن الجنى يبقى
غنائي
سما بالنفس أن تحسب الورى
مساكين ما ذاقوا الصبابة والشوقا
وفي
قمري ـ لو يعلم الناس ـ بسمة
يذوق شذاها الميتُ والنسم الأنقى
تلقيتُ
لما زارني يحملُ الندى
نسائم كفيه تريدُ بي الرفقا
بسمتُ
وفي جوفي من الحب حيرة
أريق دمي ؟ أم أستزيدُ له حَرْقَا
أَأُخْرِجُ
قلبي ثم أهدي نواته
إليه فيحلو من وصاليَ ما رقَّا
وفي
قمري زهرٌ يغذيه ثغره
تمنتْ له الأزهارُ أن توغل النشقا
وفيه
بهاءٌ تشتهيه جوارحي
فينعشُ منها حين تبصره عِرقا
تموع
ويزكو حولها الجو مشرقا
وترشف أحلى ما تذوب له رقا
وتمكث
في آمالها أي حالم
يكب على نهر فيعجبه رَيْقا
بروحي
وآمالي فديتُ سِقاءهُ
لظمآن أعياه الطُّخَاءُ فما استسقى
يطوف
بي الآفاق تيمٌ فأنتشي
لرق تلافاني فلم أشأِ العتقا
ويسرقني
من بهجة الكون كلما
أتوق ويثنيني ويملؤني ودقا
فأيقنُ
أني في ودادي مغيب
أعاد هزيل الفكر في ناره سوقا
ويلفحني
من سدره النفث إنما
توهج نفاحاً وأغرقني نِبْقَا
وسلمتُ
عمري كفه ضاحك الرؤى
ليودعني ما شاء منه وما أبقى
وأسررته
أنى لعينيك حامدٌ
فَنائي إذا رَوَّيْتَ من دميَ التوقا