قلب يخفق بالمحبة في فضاء الوداد
صهيل القصائد

وكالة آرس للبحوث والنشر والخدمات العلمية   قسم التعاون البحثي والخدمات الثقافية

وكالة آرس 
للبحوث والنشر 

الشـاعــــر
علي الحازمي

علي الحازمي   علي  الحازمي شاعر من المملكة العربية السعودية ، ولد في  ضمد عام 1970م  ، و تخرج في جامعة أم القرى كلية اللغة العربية ، قسم البلاغة والنقد عام 1992م . نشرت  قصائده في الصحف والمجلات المحلية والعربية والعديد من الدوريات الثقافية المتخصصة . كما شارك في العديد من الأمسيات الشعرية  .  صدر له ديوانان شعريان /   ( بوابة للجسد ) عام 1993م -  و ( خسران ) عام 2000 م

خُـســـــــران

 

على عتبة الليل

ينتظرون مرور المساء الأخير

عيونـهمُ اكتحلت بالأسى

في دروب الخطيئة ينسون أنفسهم عنوة

حيث تحسبهم من لهيب التغرب

عن أُمنياتٍ لهم خلف درب الزمان

سكارى وما هم كذلك

لكن وقع الحقيقة أقسى على برعمٍ

في ربيع عيونـهمُ

لم يشاؤا على الجرح ترك

خطاهم على أول  الدرب مسلوبةً

حيث ظلوا بعيدين عن زهر أيامهم

واستراحوا إلى غربةٍ أورقت

في صدورهمُ بالضنى

 

هكذا يصنع الخاسرون من العمر

عند انتهاء المطاف بـهم

حيث لا وجهةٌ للممر الأخير أمام المساء

لأنـهم اقتسموا كلَّ شيءٍ

ولم يتبق لهم من نبيذ الكلام كلامٌ فيحتكمون إليه

 لذلك لم يكترث ليلهم بالصراخ

الذي كان يصدر عن ذكريات لهم

خلف باب الحياة

وكم كان أسمى لأحلامهم

أن تظلَّ على ورقٍ 

                                   في الخزانة

رئة المدينة التي تزدحم بالخيبات


(1)
مـغــادرة

بالمطارات ورد الكلام يجفُّ سريعاً

حمام عيونٍ يحط على شرفات وجوه

يخاطب سِفْرَ عذوبتها في التياعٍ مرير ،

أنامل ثلجٍ تذوب بدفء كفوفٍ تشدُّ عليها أمانٍ أخيرة ،

بعض حقائب حزنٍ من الجلد تبدو مهيأةً للتقيؤ

بعد سماع النداء الأخير ،

أيادٍ تلوّح للدمع أن يتساقط من شجر باذخٍ في الضلوع ،

قلوب تغادر أجساد أحبابـها في مقاعد مائلةٍ للرحيل

رحيقٌ من القبلات يسافر في وجنةٍ

قد أتمت رباط حزام الأمان إلى خصرها ،

نـهر فوضى يمجُّ غصون هتافات سابحةٍ في بياض ضمائرها

أو يبدد آخر وقتٍ لمعنى العناق السريع على ضفةٍ تنثني

ولأن المسافات آخذة في تلاشي عيون

تتوق انعتاقاً إلى مثلها

 كم تظل ورود الكلام مجففةً فوق أرض المدرَّج
  في خيبة

(2)
تـعــــارف

دونما تعب وقفا لابتهال

غمامة عشقٍ تظلل عينيهما

في انـهمارٍ أمام محل الزهور القريب

تقول له : ليس لي رقم كي تـهاتفني

كلما جفَّ في فيض روحك نبض كلامي

أو لمعت صورتي فضةً في يديك..

يقول : سأصغي لشلال عينيك

حين يضوع بجدول قلبي

سأسمعه نغماً يتهافت فيَّ رذاذاً

يوزَّعني في جهات تطل عليك

وأنت تنامين في قبلةٍ من حرائر

عالقةٍ في دمي

  

من زجاجٍ سميك بواجهةٍ

لمحل الزهور القريب

يطيل البنفسج تحديقه

في اخضرار عيونـهما حيث للتو من قبلة

قد أفاقا قبيل انسكاب الشفاه الشفيف

لقاع قصيِّ بقلبيهما

البنفسج لولا الزجاج

  لمدَّ لكفيهما  ..

               غُصنه

 

(3)
ميادين
هنالك صمت يطوق شرق المدينة ،

عند المساء ..

وحين تعيد الشوارع أقدام أصحابـها

من مواعيد بائسة في الشمال تظل مؤجلة

بالميادين أنقاضَ عطر غرام

تجوس الممرات في خيبة..

أو تمهد لليل معنى التساؤل

                       في شفة تضطرب ..

 

(4)
 
ســـوط

رصيفٌ ينام إلى صبية دثروه

بحرقة أجسادهم من صقيع المساء

ولاذوا لأحلامهم حين شدوا إليهم

غبار ثيابـهم في انكسار سحيق..

وناموا..

برغم انسحاب جلودهم من رهان البقاء

ودون اكتراثٍ لكومة أبدانـهم

في حريق العراء

على عجلٍ تنحني لليمين

وعند محاذاة أحداقهم تبصق العربات

ببركة ماء ـ تجمع قرب الصيف ـ السبات

الذي أودع النجمات بقاعٍ حليمٍ بأرواحهم ،

مشهد فوضوي يطيل التماع التعاسة

في نـهر أعينهم

كلما لامس الحلم محض أمان لهم

وأرادوا بـخيبتهم بسط

ذيل عباءته حولـهم.. تنحني العربات

على عجل باتجاه اليمين..

وتلفي بحضرتهم ظل سوط كفيف

يُسمى العذاب..

(5)
لعــــاب

اللواتي استندن لأعمدة النور

آخر هذا الممر نساء يعشن الهوى

في اشتهاءٍ ذبيح

وينشدن في وقتهن غياباً يواري

عذابات أرواحهن الرهيفة

حين استبدَّ الزمان بأقمارها

في خزائنه

حيث يهزمن في رجل يتلوى

بجمر أسرَّتـهنَّ رجالاً تخلوا

وفروا بوردة أحلامهن بعيداً

لذلك يعددن فخاً مهيبا  لمن يعبرون

بعرض حرير بضاعة أجسادهن

ودلق هديل من الكلمات المثيرة

في دربـهم..

حيث قد يسقط البعض

في بؤس أزهارهن

إذا ما استجاب

لسيل لعاب تسرَّب من دون علمٍ

                                             إلى قدميه

 

مـــريم

ومريم ..

      أول ما سافر الورد

      أول ما أورق الوجد

      أول ما خالط الشهد..

 

مريم ما ابتسم النهر عند ارتحال

عذوبته في وريد الشذى

ليس أجمل من ظلها وهي تركض

بين كفوف السنابل أو تتمادى

وراء الفراشات في خفةٍ

مثل حبة قمح نبيل..هنا نبتت حين مدَّت

إلى الأرض دفء جذور صباها

تـماهت مع الريح.. راحت تسابق

ومض الجداول في دمها

كلما نذرت نفسها للجهات

تطاول في جذعها وتر باسق

دون علم الزهور..

 هي اليوم تكبُر عامين

غصن المساء يميل بأطراف ورد تخبئ

أطيافه في غزال الخطى.. تستريح أساور

من فضةٍ في جلال يديها..

وكم كان يكفي لها أن ترتب معنى المساء

لو ابتسمت حين حط على غصن

شرفتها قمرٌ عاثرٌ

كم تظل بمحض هواها تؤجل

عمر الحنين إلى مولد لم يحن في العيون ،

ولو أنـها أذعنت لصهيل الأنوثةِ

في دمها عندما أوصدت باب ليلتها

ليظل وميض احتمال…

                        على شغف ينتظر

 

مرحباً بكم في صهيل القصائد ، إنه بإمكانكم التفاعل مع قصائد الموقع والكتابة إلى شعرائها أو عن القصائد مباشرة ، ارسل ما تريد قوله إلى الإدارة لنشره بلا قيد إلا  شرط القيمة والحفاظ على  مشاعر الآخرين والمعيارية في الحكم.. مرحباً بكم

الموقع : أخبر به صديقاً  free translation  أَرِنِي بعينيك .. يا صديق

فضاء السيرة .. سيرة الفضاء أحتكم إليك في أمري .. فدع صوتك الحر يصل إلى أذنيأيها الشاعر .. أطلق للصهيل قصائدك  ..  شاركنا البراح Counter محصي الزائرين

Jahra.net Free Guestbook
محصي الزائرين
ــــــــــــــــــــــــــــ
شبكة الأخوين الثقافية .. من الأخوين إلى كل الأشقاء العرب
شبكة الأخوين الثقافية