(1)
بالمطارات
ورد الكلام يجفُّ سريعاً
حمام
عيونٍ يحط على شرفات وجوه
يخاطب
سِفْرَ عذوبتها في التياعٍ مرير ،
أنامل
ثلجٍ تذوب بدفء كفوفٍ تشدُّ عليها
أمانٍ أخيرة ،
بعض
حقائب حزنٍ من الجلد تبدو مهيأةً
للتقيؤ
بعد
سماع النداء الأخير ،
أيادٍ
تلوّح للدمع أن يتساقط من شجر باذخٍ
في الضلوع ،
قلوب
تغادر أجساد أحبابـها في مقاعد
مائلةٍ للرحيل
رحيقٌ
من القبلات يسافر في وجنةٍ
قد
أتمت رباط حزام الأمان إلى خصرها ،
نـهر
فوضى يمجُّ غصون هتافات سابحةٍ في
بياض ضمائرها
أو
يبدد آخر وقتٍ لمعنى العناق السريع
على ضفةٍ تنثني
ولأن
المسافات آخذة في تلاشي عيون
تتوق
انعتاقاً إلى مثلها
كم
تظل ورود الكلام مجففةً فوق أرض
المدرَّج
في خيبة
(2)
دونما
تعب وقفا لابتهال
غمامة
عشقٍ تظلل عينيهما
في
انـهمارٍ أمام محل الزهور القريب
تقول
له : ليس لي رقم كي تـهاتفني
كلما
جفَّ في فيض روحك نبض كلامي
أو
لمعت صورتي فضةً في يديك..
يقول
: سأصغي لشلال عينيك
حين
يضوع بجدول قلبي
سأسمعه
نغماً يتهافت فيَّ رذاذاً
يوزَّعني
في جهات تطل عليك
وأنت
تنامين في قبلةٍ من حرائر
عالقةٍ
في دمي
…
من
زجاجٍ سميك بواجهةٍ
لمحل
الزهور القريب
يطيل
البنفسج تحديقه
في
اخضرار عيونـهما حيث للتو من قبلة
قد
أفاقا قبيل انسكاب الشفاه الشفيف
لقاع
قصيِّ بقلبيهما
البنفسج
لولا الزجاج
لمدَّ لكفيهما ..
غُصنه
(3)
هنالك صمت يطوق
شرق المدينة ،
عند
المساء ..
وحين
تعيد الشوارع أقدام أصحابـها
من
مواعيد بائسة في الشمال تظل مؤجلة
بالميادين
أنقاضَ عطر غرام
تجوس
الممرات في خيبة..
أو
تمهد لليل معنى التساؤل
في شفة تضطرب ..
(4)
رصيفٌ
ينام إلى صبية دثروه
بحرقة
أجسادهم من صقيع المساء
ولاذوا
لأحلامهم حين شدوا إليهم
غبار
ثيابـهم في انكسار سحيق..
وناموا..
…
برغم
انسحاب جلودهم من رهان البقاء
ودون
اكتراثٍ لكومة أبدانـهم
في
حريق العراء
على
عجلٍ تنحني لليمين
وعند
محاذاة أحداقهم تبصق العربات
ببركة
ماء ـ تجمع قرب الصيف ـ السبات
الذي
أودع النجمات بقاعٍ حليمٍ بأرواحهم ،
مشهد
فوضوي يطيل التماع التعاسة
في
نـهر أعينهم
كلما
لامس الحلم محض أمان لهم
وأرادوا
بـخيبتهم بسط
ذيل
عباءته حولـهم.. تنحني العربات
على
عجل باتجاه اليمين..
وتلفي
بحضرتهم ظل سوط كفيف
يُسمى
العذاب..
(5)
اللواتي
استندن لأعمدة النور
آخر
هذا الممر نساء يعشن الهوى
في
اشتهاءٍ ذبيح
وينشدن
في وقتهن غياباً يواري
عذابات
أرواحهن الرهيفة
حين
استبدَّ الزمان بأقمارها
في
خزائنه
حيث
يهزمن في رجل يتلوى
بجمر
أسرَّتـهنَّ رجالاً تخلوا
وفروا
بوردة أحلامهن بعيداً
لذلك
يعددن فخاً مهيبا
لمن يعبرون
بعرض
حرير بضاعة أجسادهن
ودلق
هديل من الكلمات المثيرة
في
دربـهم..
حيث
قد يسقط البعض
في
بؤس أزهارهن
إذا
ما استجاب
لسيل
لعاب تسرَّب من دون علمٍ
إلى قدميه