لا
لا مكان
يهرب الصحو من مطر غامض في
خطانا
تسير
تبرجت الشمس صبحاً
فهل مرَّ وقتٌ طويلُ على شهوتينا
؟
نسير
فواصلُ ألقاك
ألقاكِ فيها
أشد خيامي على رغوة الريح
هل شارعٌ قاهريٌ هناك
يدل على وحشتينا ؟
الزحام سريعٌ
أتبقى بجعبتنا وردةٌ للتذكر أو
شهقةٌ للعناق ؟
نسير
لماذا معاً لا نريق ودائعنا في
المراثي ؟
أأمك أهدتك / أهدتك خاصرة كحباب
المواقد صهباء ؟
خصرك يلتف في خاطري
قمراي يدسان نطفة جمر بوردتك
المستطيلة
هل سأقص بآثار نهديك فوق رمال
الطفولة خطوات صدري ؟
..
لماذا معاً لا نريقُ ؟ وحيدان
نحن
صغيران يا أخت روحي
فلا تبزغي شفقاً ومغيبا
( صادحاً :
وابزغي نرجساً في شتاءات يومي
)
غريبان
نحن
أجئنا كخشخشة الخيل نَعْلِكُ
أسرارنا في صهيل المواجع ؟
أو نعتلي الماء في حجر يتقوس مثل
سماء المخيم
أو نسرد المهزلة ؟
أجئنا لنفعل بالعشق ؟
نمنح أسرارنا الأزلية مهلة عشرين
نطفة ؟
أجئنا لنترك في شجرٍ ظلنا
ونجوس بعتمتنا ككتاب
يئز على مقصلة
لما
معاً لا نريق ؟
لا مكان
( ندخل التقفية )
عاجزان
أننسى الذبول الذي يتناسل من جهة
الشرق .. ننسى ؟
لا مكانْ
دلنا وحشُ أوقاتنا ، آخر القبو
أرصفة
وممر يؤدي إلينا ، وصمت ، وموت
فارغانْ
( نتذكر )
"يا أيها الساسة الأشاوس"
"يا أيها الفراعنة المحدثون"
لا مكان
ضاقت الريح ، والغيم مُـرٌّ
ولم يبق من سفرٍ في أقاليم نرجسة
أو بروق زمانْ
لا مكانْ
واليهود إذا دخلوا قرية أفسدوا
نيلها
وأشرأبوا إلى الصولجان
هل
نسير إذن ؟
ـ لا نريدُ
أصافحكِ الآن ؟
لا تلتقين . تداوي بيأسي . طريحٌ
أنا في غمامي
وأفقي يسندني لانهيار
لا انهيار له .
كيف أُعرج في درج ، ليس لي ؟
وبلاد لا بكارة فيها . وشمس تعلق
أقراطها للأعاجم ؟
فيك أكر أفر . ولا شيء يوقفني
والنزيف سلالم روحي إلى غابتيك
الرخاميتين
ـ فكيف أقاسيكِ ؟
ـ كيف أقاسيكَ ؟
ـ حُبُّكِ
ـ حبكَ حرية ومنافٍ تدب
بأعضائنا
ـ كتلال من الرعد ؟
ـ كيف سأصفحُ عني ؟
وقلبي محترق في صراط بشاشتكِ
المورقةْ
ولا مغفرةْ
مجوسية وجنتاك
( أنا أعرف الفارسية )
أقولُ : " خُدايا"
لبهجة عينيك ، أو لصلاتي
وأنسُجُني في " كُلستانكِ "
المتمرمر تحتي
وأدهشُ كالسجع
أنقر حقلك في بلدة غارقة
نسير
معاً . لا طريق
يدلُّ على صوتنا غير هذا
الفراق
فلا تذهلي لو رحلتُ قليلاً
أتغتسلين بما يتدحرج مني في أول
الليل ؟
ظَلِّي إذن مثل ظِلِّي
لعلي أركض في آخر الحلم عندلة ،
وأضاميم ( ماسْ )
ولا تغربي لو رحلت قليلاً
أنا واحد . هل تكاثرتُ فيك .
وضاهيتُ عاصفة
تتوضأ تحت نخيل العراق ؟
أنا واحدٌ . والطرائقُ واحدة
وأنثاي أنت
وعرشي الصغير الذي يتقزحُ بين
سماوات صوتي
فدلِّي عليَّ الشروق ، وآخرة
الآسْ
دُلِّي عليَّ حياتي لأمشي إليكِ /
إليكَ
أنا
واحدٌ
والطرائقُ . لا شيء
هل كنتُ فيك ؟
وهل سأصدقُ أنا نسير إلينا ؟
تعبنا . من الصحو نرجعُ ـ آهٍ من
الصحو ـ
يافجر ، خبئ يداك . يداك هنا يقظة
واكتمال
نسير . ونعقد في إصبعينا الصبابات
قاطبة
والكناية
فهل كنتُ أو كنتِ قبلاً هنا ؟
نسير
هل مررنا ؟
نسير
ولا وقت
لا شيء
لا مطر
لا مكانْ
لا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*خدايا : يا إلهي ، و كلستان : أرض
الورد . بالفارسية