صـــهـــــــيـــل القــــصـــــــــــــــائد 

وكالة آرس 
للبحوث والنشر 


الشاعر
فـرانســوا باسـيلي

  الرئيسة
HOME PAGE
   

فرانسوا باسيلي

فرانسوا باسيلي  

شاعر ومهندس مصري الأصل يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية نشرت أعماله الإبداعية وكتاباته في أهم الدوريات العربية مثل الهلال والآداب ومواقف وأخبار الأدب ، وصحف المهجر العربي بأمريكا كتب عنه الناقد الكبير رجاء النقاش في جريدة الأهرام ( مارس 1997م )مقالاً رحب فيه بالشاعر وشعره . أصدر باسيلي عدة مجلات متخصصة بالإنجليزية ، وساهم في عدة صحف عربية بالمهجر .

يعمل مديراً للإعلام والتدريب بنيويورك ويكتب شعره  بالإنجليزية والعربية .

 

بكاء فوق صدر الله

 
الطير يحجب الشمس عن المسلةْ
فيسقط التاريخ منها والرموز
سرتُ عاري الجبهة ، لا كنوزْ
في يدي ، ولا أهلةْ
هبطتًفاتحاً مدينتي العجوز
بخنجر ، وفلَّة 
ونامت البيوت في أحزانها الدفينة 
رفعتُ راحتي مظلةْ
على المدينة 
حملتها ؛ حملتُ جمرة السنين المطفأة 
غسلتها ، مسحتها بثوبي 
حفظتها كاللؤلؤة 
كالجرح تحت قلبي 

....................

ويسقط الدهر كوردةٍ على المقابر 
أقوم حاملاً بيوت أهلي 
رافعاً بوابة البلاد 
خارجاً ، وداخلاً عبر الخناجر 
أقوم من مدافن التاريخ ، أوقظ الرياح والمياه 
عابراً من فوهة العصر ، فآه
أهذه أسوار مصر ؟ 
هل أراك يا سنبلة الحياة 
ملفوفة بالموت ؟ هي سجى على سفوحك النسر ، وخرت الجباه ؟
تجمدت عيناك مثل أعين الأسرى 
وأعين الطيور الراحلة 
كيف صرتِ مرة كأرملة 
تبكين فوق صدر الله 
كيف صار الله مقصلة ؟

....................

غفوت فوق النهر ، راح ماؤه الرقراق
يبل زهرتيْ حزنٍ بصدركِ المهراق
ما أطول الفراق بيننا / ما أقصر العناق
كم كنت في ذاك الزمان حلوة المذاق
حتى رمتني الأحقاب بالكهولة ونالني الإرهاق
وشح نور بصري ، وارتجفت ذراعي النحيلة 
وخنت ما حفظتهُ من حكمة ، وضاعت الأوراق
فهل لديك سحر يبعث الجذوة في الأعماق ، ويرجع الطفولة؟

.................... 

مؤرجحاً أصبحتُ بين الموت والقيامة 
والفيض والجفاف
يا أيها النهر الذي قبوره علامة 
على حياته ، أخاف
أن ترقد الخراف فوق ضفتيكَ في حلم جميل
وفي نوم طويل 
حتى يجف النيل 

 

مختارات

 

الوطن 

رأيتُ بين الضوء والظلالْ
وجهك الغريب سارياً 
رأيتُ لمعة النضال
تهوي على جنبيك قبلة وراء قبلة 
رأيتُ جرحك المضيء كالهلال 
قادماً إلىَّ ضاحكاً وداميا
ملقياً على الوجوه ظله
كان وجهك النبيل كوكباً بلا زوال
رأيته يخفت في ارتجال 
وفوق سطح النيل 
رأيتُ حزنك الجميل طافياً كفُلَّةٍ
مسافراً لقرية الموال
فقلتُ أنت وطني
بيني وبينك الأيام ، والمحال 

المهاجـر 

وجه عابر كالسراج
فوق ليل المدنْ
مجهد كالزمن
وجهه مثل وجهي 
ينوء بشوكٍ وتاج
حزنه مثل حزني 
وفي يده زهرة للوطن 

الغربة 

لأنني أبذل كل نفسي 
في حب هذا الوطن ـ الحجارة 
أفرح حينما يمنحني نداه ، أو يمنحني غبارهْ
أفرح حينما يصعد بي للعرس ، أو للصلب ، في المدائن المنهارةْ 
لكنني أحزن حين تهبط الغربةُ 
كالستارة 
بيني وبين الوطن ـ الحجارة

لا مكان للمهاجر 

عائد من لا مكان  ذاهب للا مكان 
ضائع بين القفار والبحار والبلدان 
فأين تستريح
أيها المهاجر العريان ؟ 
لا شيء تشتريه أو تبيع 
من سوق هذا العالم الوسيع 
والروح راجف بردان 
لا شيء غير ذلك الصقيع 
في الكون .. في البدن 
لا بيت 
لا وطن 

 

البحر لا يمتلئ


ودمعتك منحدر في القرى ، في البلاد ، إلى البحر 
كل الجداول تجري إلى البحر 
والبحر لا يمتلئ
ودخلت العواصم واحدة بعد أخرى 
جلستُ أكلتُ مع الغرباء ، وفتشتُ عنك 
وليل العواصم عيدٌ ، رجالٌ .. نساءٌ .. وزينة
وقلبي طيور حزينة 
دمائي على كل كف 
هبطتُ من الصلب أسأل عن إخوتي 
إخوتي علقوا فوق أسوار كل المدن 
ودموعكِ تجري إلى البحر / قلبي طيور شريدة 
والبحر لا يمتلئ / وبلادي بعيدة 

...................

هكذا عليَّ أن أظلَّ ضائعاً 
راكضاً على ضفاف الأرض ، أكتب اسمك الناريَّ فوق أسطح البلاد و الأشجار ، أنت فوق أي قبر تكتبين اسمي؟ 
وتمسحين اسمي؟
وتتركينني على الطريق عارياً وجائعاً ؟
تهللي ، فاليوم نرتمي في هوة النار معاً 
نبكي معاً ، ونشعل الزهر معاً 
وتسكنين جسمي
عظامكِ التي تهالكت عظامي
ولحمك العريان لحمي 
تهللي ، ليصعد التهليل للأفلاك 
فاليومينهض السيف المضيءداخلي
ويهبط الملاك
في بابل الجميلة التي على شفا الهلاك
يقودني ، يقول أحضرتُ لكْ
مفتاح باب الشرقِ
باب العالم المسحور
مفتاحه الذي يدور كالريح في البوابة الصديئة
فافتحه : هذه ممالك الدمعِ 
وهذه ممالك الخطيئة
ويدخل المفتاح فاتحاً قلبكِ ، تدخل الرياح
وتظهرين فجأة جميلة وعارية
ونلتقي 
فتنبت الزهور في الجبال العالية

....................

عند شق الكون يصعد اللهيب والدخان
وتهبط الأشباح والملائكة
وفوق عرش النار تجلسين ، في ذراعك الوردُ
وحول جيدك الأسلاك الشائكة 
تنتظرين العاشق الأسير مشدود الوثاق 
لولاكِ ما هرعتُ للزفاف محمولاً على الأعناق
نازفاً على الطريق من حدودنا إلى المدينة 
واثقاً من أنني في لحظة العناق 
سأسلم الروح ، لأن عرسنا الموت
لأن حبنا فراق
لكنني أموتُ مرتين، مرة على يديكِ يا حبيبتي ، ومرة في الغربة
حينما أهيم في البلاد 
كم مرة يسلمني وجهك للجلاد ؟
كم مرة يطعنني حبك مثل حربة ؟
هبطتُ من الصلب أسأل عن إخوتي 
إخوتي عُلَّقوا كالشموس بسقف البلاد
رأيتكِ ، رأسكِ مثقلة بالسواد
ودمعكِ منحدر في القرى ، في البلاد إلى البحر 
قلبي طيور شريدة 
والبحر لا يمتلئ / وبلادي بعيدة  

محصي الزائرينCounter

   وكالة آرس         غابة الدندنة      الموقع : أخبر به صديقاً


شبكة الأخوين الثقافية