الطير
يحجب الشمس عن المسلةْ
فيسقط التاريخ منها والرموز
سرتُ عاري الجبهة ، لا كنوزْ
في يدي ، ولا أهلةْ
هبطتًفاتحاً مدينتي العجوز
بخنجر ، وفلَّة
ونامت البيوت في أحزانها
الدفينة
رفعتُ راحتي مظلةْ
على المدينة
حملتها ؛ حملتُ جمرة السنين
المطفأة
غسلتها ، مسحتها بثوبي
حفظتها كاللؤلؤة
كالجرح تحت قلبي
....................
ويسقط
الدهر كوردةٍ على المقابر
أقوم حاملاً بيوت أهلي
رافعاً بوابة البلاد
خارجاً ، وداخلاً عبر الخناجر
أقوم من مدافن التاريخ ، أوقظ
الرياح والمياه
عابراً من فوهة العصر ، فآه
أهذه أسوار مصر ؟
هل أراك يا سنبلة الحياة
ملفوفة بالموت ؟ هي سجى على سفوحك
النسر ، وخرت الجباه ؟
تجمدت عيناك مثل أعين الأسرى
وأعين الطيور الراحلة
كيف صرتِ مرة كأرملة
تبكين فوق صدر الله
كيف صار الله مقصلة ؟
....................
غفوت
فوق النهر ، راح ماؤه الرقراق
يبل زهرتيْ حزنٍ بصدركِ المهراق
ما أطول الفراق بيننا / ما أقصر
العناق
كم كنت في ذاك الزمان حلوة المذاق
حتى رمتني الأحقاب بالكهولة
ونالني الإرهاق
وشح نور بصري ، وارتجفت ذراعي
النحيلة
وخنت ما حفظتهُ من حكمة ، وضاعت
الأوراق
فهل لديك سحر يبعث الجذوة في
الأعماق ، ويرجع الطفولة؟
....................
مؤرجحاً
أصبحتُ بين الموت والقيامة
والفيض والجفاف
يا أيها النهر الذي قبوره
علامة
على حياته ، أخاف
أن ترقد الخراف فوق ضفتيكَ في حلم
جميل
وفي نوم طويل
حتى يجف النيل