(1)
نيويوركُ
واقفة
والغريب يُجادلُ في حانةٍ شقَّ
قيثارُ (مارلي) بها خندفاً
نيويوركْ
أنا واقف في زقاق العشيرةِ
أبحثُ عن سيف قومي ، وعن خاتمٍ يفتحُ
القُدْسَ لي
غريبٌ ، نيويوركُ تصنعُ خُبزاً
وتعرفُ أن الطحين بلادٌ رمتني
لتنسى نيويوركُ ما بين أضلاعها
هل فراقاً أردتَ .. بهذا الصباح النقي؟
.. .. .. .. .. .. .. .. ..
.. .. .. .. .. .. .. .. ..
.. .. .. .. .. .. .. .. ..
ربما كان مارلي يُغني
وربُّ الحمام الذي ينطقُ الآن قد عاش
في لوزة .. أسكنتها الخلافاتُ صمتَ
الجنوب
هل فراقاً أردت .. وقد صرتَ مارلي
وصوتك قيثارهُ
وهل شجنٌ عاج في الرمل
أم أن طَلْحاً من الحلم ينشقُّ
مفتتحاً كأسك التالية
(2)
أرسمُ
الليل اعتذاراً من غدي
وأُغني هاتفاً باسم غـــــدي
ليتَ فجري يا نيويوركَ الخراب
حالةٌ للبحث عن عِرْقِ اليدِ
كلما "تمثالها" سُـرَّ بنا
أفزعته سحنةُ المستنجد
هل سؤال يا نيويوركَ "الأمم"
أم تَرَيْنَ الناس جمرَ الموقدِ
قد تَفِرُّ الإبْلُ من حرِّ الوغى
غير أن الإبل لا تستنجدِ
(3)
يمامٌ
نحنُ
أكرمنا العتابُ
وأكرم الأسماءِ من نادى بحمدكِ
وانثنى كالعرف إن ماجت خطاك
سرنا .. وخيمنا
نيويورك الطليقة صَفّتِ الأسماء
زنجٌ
هنودٌ قانعون
مُرَاقِبُون
مُرَاقَبونَ
مشاغبٌ قد يدمن التعذيب
غربةُ عندليب
بأبي وأُمي أنتِ
كيف نبشتِ رائحةَ الخزامى من دمي
ومكثتِ قبطاناً لدارٍ ساكنوهاالأهل
والصلوات
فالسقيا لنا
سُقيا لبغضاءٍ ترف على عظام تنحني نحو
الغمام
وأنتِ سيدة الفمِ
(4)
نيويورك
ابتعادك كاقترابي منك
أرضٌ تنجبُ الأنواء ، ممحاة لطمس
الفرق بين الجهل والجهال
مكتبة تبيعُ الحبر بالتخفيضِ
كي يتناقصَ الكُتابُ
إسمٌ شاحبٌ في مصرفِ الحلفاءِ
فلتلقفي كَسربٍ من سراب
عَلَّ يومي بعضُ أيامٍ تنام على شفير
النفط
ولعل من قال "الوداع" يضيفُ
:"مرحى لمرآك الولِعْ
هل كُلُّ ساريةٍ تقعْ
كي تستفيق رصاصة في كف ناثرةِ الودع
وأنا يمام - بعض أهلي - يا نيويوركُ
البدع
وأنا خليُّ العشق
ناقصُ غِمْدِه
مستوطنٌ جُزُرَ البجع"
هل تُكثر الأوصاف
هل نَقَصَتْ كؤوس الشاي
سيدةٌ أبتْ
وأنا أرى طرقَ الجريمة كالطرق
إني دخلتُ ، وساومتني غربتي
وبحثتُ عن سندٍ كتبتُ عليه : إسمي "كينج"
لكن لم أجد
غير الذباب يقيم في هذا البلد
ما جئتُ أبحثُ عن معاني السِّلْمِ في
قاموسك المصنوع من سُقيا دمارٍ
لم تكوني غصن "ويتمانَ"
ولكن كنتِ قبرَهْ
(5)
حجرٌ
.. حجرْ
مرِّي نَدَى
وثقي بأن السيف موئلُ من يفرّ
حجرٌ .. حجرْ
سِرْنا خفافاً
واكتتبنا في نيويورك القمر
قد قيل .. إن الشرق أشجانُ العشيقةِ
عُود سُمَّارٍ
.. وَرِقُّ ..
قد قيل إنك في نيويورك الوديعةِ لن
ترى ما قد رأيتَ
ولن تُحَثَّ على المبيتِ
وقيل .. ما قد غاب عن حكماء هذي
الأرض
لكن لم تقل شيئاً
ترى حاراتها
أنباءها
إضراب عمال المطار
وسارقاً يلهو
تَكَدُّسَ عاشقين
مهاجراً ينتابه التصويرُ
مَوْتَ زهورها
وشرودَ أهليها = (صُراخَك في المعرِّي:
من هم الأضدادْ؟)
(6)
ماذا
سأهدي .. يا نيويوركَ العجب؟
بقعُ من الألوان وجهك
لا عجب
فلتتركيني .. خارجاً أهذي
بوصف دون موصوفِ
وحال بين محتالينِ
كي أنسى الوداع
مُعلقاً في ساعة الميلاد
وموزعاً بين الولايات التي
انْتُزِعَتْ
وبين دم الحقيبَةِ
حين فَضَّتْها القصيدة
علي /
يراسلُ عروة بن الورد
في
الطريق إلى حي "جامايكا"
أغرقتنا الدعايات عن وجهها المختبئْ
حيث تسطو الكلابُ خفاءً
وحيث الرياحُ كتابُ دراسةْ
رأيتُكَ تشكو إلى "عروةٍ" حال
جامايكا
الدروب التي ألبستك ثياب الحجازِ
فألبسْتَها فَقْرَ عُرْوَةْ
تسْتَبِيحُكَ جامايكا
في الطريق إلى الجامعة
في المساء الذي يتبادلُ .. والكرملِ
الإنحناء
والمساء الذي نتبادلُ فيه الأحاديثَ
عن وطن يفهم الشعرَ بالوزنِ
يُتْقِنُهُ كالغناء
وعُروةُ يُنهي المساءَ - ولا يفهمُ
القومُ أن العلاقة بين الشمال وبين
الجنوبِ فضاءٌ مُصادرْ
توزعُهُ مركباتُ الفضاءْ
وأن الغمام فضاءٌ مثمن
يعودُ ثريداً لـ"هارونْ"
وقد كُنتُ أقرأْ
"بلادي عيونك"
لأن البلاد التي أنت منها رمتكَ
فما عُدتَ فيها
وتلك البلاد التي أمطرتْكَ مغيباً
رمتْكَ بجامايكا
نجمةً تتسللُ نحو صباحِ الولايات
أبو
مشعل / يُرَوِّضُ أحلامَهُ
أيا
صاحبي لست وحدكْ
إذا انكسر الحُلْمُ أو فرَّ نحوَ
الصحاري
ولستَ الوحيد الذي يتمنى الصباحَ على
الوقت
والنوم في الوقت
والصحو بعد ابتداء الوظيفةْ
وليست نهايةْ
إن الوضوحَ مباشرةٌ تطمس الفنَّ
والوقتَ نبضٌ بطيءٌ
يُصاحبنا في السكوت
.. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
أيا صاحبي من تُقاضي
إذا ضِعْتَ بينَ رئيسِ الوظيفةِ
والحزنِ .. حينَ يكونُ الغناءُ
غناءً
أتصرخُ أم تجعلُ الحُلم ملجأْ
أتذكرُ .. أن الذي لا يُغَني هنا
يستحيلُ هناك إلى لذةٍ
تَتَّقي بالصمود
لكي لا تكونَ لنا الآخرةْ
محمد /
في سرير الحصى
أكُنا
سواسية في الصفوف وفي الربط بين
الجذور التي تتهاوى
وتلك التي تمنع الهاوية
سواسية لم نكن
الحدادُ ، وساقيةُ النار ، والسيفُ في
هارلمٍ ، والليالي التي تُنْتَقَى
والليالي المواتْ
وقوفاً .. حُمِلْنا.. ولم نَعْتَقِدْ
بالكواكب
كُنا حماماً .. فلم نكترثْ
للرُماةِ
وكنا سواسيةً .. فاحتكمنا وحُكِّمَ
فينا المقامرُ
وها نحنُ في لُجَّة النار
نستذكر ُ الجمع - والجزمَ
نربطُ بين العيون التي تُنْتَقَى
والعيون الجفون
وهارلِمُ - وجهٌ لِمَقْهىً فناجينُهُ
حَمَلَت هجرة الصينِ
كي يُبْطِئَ النيلُ سيره
وكيلا نَحُثَّ المسير؟
رباطُ
يومٍ في قلبِ لينا
أفزعتني
الكوابيسُ
قلتُ : على باب "لينا"
سأصحو - ولكنني لم أجدها
فسرتُ - وخوفي طريقٌ إلى قلب لينا
ولينا سؤالٌ
ولينا تبيعُ جرائدها خِفْيَةً
وتزوِّدُ عاشقها بالسرورِ
ولينا شُهود
تسافرُ بين رتوش الحقيقة
وبين الورود التي قد حَملتُ
شهوراً
لعل نيويورك تندى
وسرتُ .. ملياً إلى باب لينا وصلتُ
وقلتُ سأدخلُ .. لكنَّ نَحْلَ الحديقة
أخرجني طائعاً
قلتُ لا بُدّ أني ركبتُ طريقاً إلى
صحو لينا
وقد كدتُ أنسى
الطريقَ الذي تاهَ بي
والطريقَ الذي سال بي
والطريق الذي ردَّ لينا
إليَّ بزهرتنا الواحدةْ
بدايات
أخرى لوايتمان
"إني
أمضي كالهواءِ
فإن أردتموني مرّة أخرى
فابحثوا عني تحت كعوب نعالكم
سوف أتخلل دماءكم وأنسجها
فإن أخفقتم في البحث عني
فاحتفظوا بهمتكم
وإذا لم تجدوني في موضعٍ
فانشدوني في سواه
فإني واقف في مكان ما بانتظاركم"