(1)
حينما
يدنو الظلام
يُغلق الليل المعابر
حين لا يبقى سوى باب مدور
جرت العادة أن نحكي عن الموتى
ونجتر السنين
موقد ملآن بالشاي المخمر
مطر
ريح
وصوت الماء يغلي
كلمات من نسيج الليل تصعد
تمتلك
قلب طفل لا ينام
(2)
قد
أهرب منك ومني
أهرب من هذا العالم
أغرق في مشهد فيلمٍ
بكتاب
في صمت الشارع
لهو الريح
لكن الليل يتابعني
بل يبقى الليل يتابعني
وشريط الصمت يكممني
شيء يتحرك في العتمة
تكٌّ يتأرجح فوق جدار
ماء يقطر
يقطر
يقطر
مرآة تلمع في أعماق النار
من أعلى الرف يجيء حوار
صوت الماضي
صوت الآتي
لا حاضر في هذي اللحظة
كلٌ يتحرك في الآتي
(3)
عندما
الساعة دقت
عندما انشق السكون
وسرت في الدار رعدة
كنت وحدي
شارعاً تذرعه أيدٍ خفية
(4)
انصت
هذا صوت المطر الدافئ يحكي
خبراً لا يأتي في الصحف
ولا في تلفزة الأحداث
انصت
لحوار يتبادله اثنان بعيداً في
الظلمات
رجل نبذ العشق
امرأة مست قدميها نار الرمل
ولم يدرك
*
ها
أنت تعتم كل الأنوار
تتحرر إلا من رائحة الأشياء
وصوت مبهم
تتسلق أعشاب الظلمة
تمشي فوق الجدران
تهبط .. تصعد
كعناكب سود
ترسم خارطة الدنيا بلعابك
(5)
رجل
وامرأة يرتعشان
صوت يتردد في بستان
وغراب أرخى جنحيه فوق الشجرة
الشمس رأت وتغاضت
واحتجبت
...
يتعالى في منتصف الليل صراخ
امرأة تُقسم
رجلٌ يشتم
باب يُفتحُ
باب يُغلقُ
شيءٌ يسقط
صمتٌ
صمتٌ
صمتٌ
يتوارى السرُّ مع النجمة
(6)
حين
قامت من أقاصي الأرض ريح
وتداعت كل أشجار المدينة
فتدلت كالخفافيش عناقيد الزهر
سارت الدور ولم تترك أثر
عادت الدنيا إلى أولها
صارت الأنجم أفلاكاً تشق الليل
والليل بحر