نخب الورد


* نور القحطاني *

 

يشرب الكأس
نخب الماء
الأوراق .. يأس
الذبول
سجادة

اقرع
عباءة التبتل
اقرع
وحشد من ملائكة
تؤممني
واقرع
بابًا لا تصدأ دفته
واقرع
جنائنَ من يقين
تخضرّ مني

من يدخل
من يخرج
من يحتج
يترك الباب مشرعاً للأنواء !

أي كيد تحمله الريح لخشب
يحبس الحكايا خلفه ؟

هل أتلصص على الغزلان في الغابة
اصطاد واحدة
أبقر بطنها لأهوي على المسك صدراً ؟
. . .
قصف العظام
يتعاظم
وهنت
ريحانة تفتح ثماري

أريد هجرة
تشكل سيكولوجيتي
لخمسين سنة قادمة
مللت العراء
خنقتني ضفائري
...
لعل الهجرة
تمنحني مقصاً للتنفس

قال: بما تهذين ..يا ثمري؟
قلت: الأذن كالعين
يا قوم
خففوا الوطء على أديم قلبي
صوته
عذرية لياليّ
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة
فاحتربوا
واحتدموا
و..شتموني !

تركتُ ليلاً
يبحث في مطري !

كيف يقارع الجمال .. قسوتي
ينكفىء البرد
من سخونة الحسناء
أي جسارة في تماديه البارد ؟!

يحيك اسمي بهشاشة عظامه
رداءة صوته
غربة
أستنشقها
ثياب امرأة
باتت في حضن ثمالته
استيقظ بلا حنجرته !

الرحيل
كيس مثقوب
يتسرب العشق
من جيوبه!

هي مكابرة العاشق
غياب يفتتني
وحين يعود المحلّق
تجبرنا كرامة مخبأة
على الظهور
تبرز الأصابع الحارقة
في عين الفراق
. . .
قد تختنق قليلاً
تنسحب
لكن بالتأكيد
يذوب قلبكَ في ّ
. . .
المكابرة تفسد العشق !

أي حزن .. يرفل
بنور باهر
والبجع
يحوم في عافيتي ؟!

أغتسلُ
بالوادي المقدس
الليل ترتيلة دفء
وتجليات روحك انبساطات المساء

. . .
وشاحٌ يستدير
حول رقبة النارنج
يكتنز باللذة
. . .
روحٌ تقلّم انهيارات
الليل
و
أطراف النهار
. . .
مزقتُ أديمَ الساعة
تتمطّى وحشة
وألماً
...
ولأنها الاحتمالات الأخيرة
كان الأجدر ألا يركل الجمر
آنية النار
ألا تنفخ في كبريائك..
يتقد السرّ في قاعك
. . .
ولأنك لست قاهراً
ولا تملك القدرية
حتفاً
أو
حتماً
أو
حسماً
صارت الشهوة جريمة جسدي
. . .
ولأنك فداحة اليدين
لوحك المحفوظ تقشر فيّ
...
أنثى النخيل
جذع الليل
باهتزازه
. . .
لأجل السطوة
ها أنت
تلتقط يتامى الفرح
والذكرى
قصر

رفاتك رياح
. . .
الاستحالة المتكالبة في داخل الحرف

كتابك يهتك الأستار
..
مشغول منذ وهلة الإهداء
وغرباء يخاتلون أصواتهم المخيفة
المدخل ..حارس بواباتي

تقفل صفحاتك مغادراً
لكن .. مهلاً

يفتح الأنقى بلاداً قديمة
يصعد إلى ملائكة
ويهبط باللقيا
. . .
في الفصل الثالث
يحتطب بشكل جديد في غابة عشقي
..
واعجبتني لتمتد إلى الفصل الرابع فالخامس والسادس والسابع
أقوال ممهورة بالتسبيح والثورة
. . .
أما المخرج
فينفخ بالونات الاستفهام حتى تنفجر
...
هل حقاً

 المرأة تفعل بالرجل ما تريد ؟
...
علبة حمراء
فرّت من كأسي
إلى أنفاسك

في زاوية من غرفتي..
أشمّ ليلكَ لحظاتك
...
مادامت ..ستائر المصالحة
بهذه الرداءة ..
الحلول انكسار !
...
غبش شجر يتيم
يتنهد
صمت
يهبط
في طريقي

منمنمٌ بالتشابك
هلاميّ الحيز
. . .
استحالة الخطو
على جيدك
و
استحالة انقشاع
صمتك

أكركر سفري
وأغمض وردتي عليك !
...
خلاخيل تصطفق
حين تفيق الكرة الأرضية
بجاذبيتك
وتواريني حزني
...
فرّ أرنب
من قفصي
حين جرجرت صواري عشقك
بسلاسل الضعف
...
قل جاء الصمت
وزهق الكلام
إن العشق المطهم
بالتورية
والمواربة
والتضليل
كان زهوقاً

فخرٌ يتغنج
على سلالمي
ارتمي في أرض القلب الجواني

غيرة تتلظى
تقطر
ستائر زيزفونية
...
غزلٌ يعتليني
فيما ترسم أنفاسي
...
الصمتُ
يأسر كلامي
بأطواق التأمل

تمتزج غرابيب
على أسلاك المشنقة
تهبط من علوها المكسور
تفتش في التراب
تواري سوءة وحدتي
. . .

غيابٌ..ينفث رماداً
في
بقعة قلبي
..
ألِهذا..يحترق الليل
كمداً !
...
من وقت ..
تخربشني عقارب
ومن نظرة .. نصف مكتملة
توارب الظلال .. اطلالة زرقتي

صبّ في تجاويفي
اغفاءات متيقظة ..
أسدل على الورق
زجاجي الرجراج
...
فقدٌ..التهمني
امتلأت حدائقي
شيباً
آتيه ألا أكلم حدسي
إلا رمزاً
...
ايلاف
مرتحل بين شتاء عبودية
وصيف ترقب
وحرية موهومة
...
خطوط متعرجة
خمسة أصابع
وأطياف خضاب
تقرأني
يصب البخت
في مفاتيح الغيب
...
أحجار
أعشاب اسمنت
نقود مسحوقة
مياه غازية
علب دواء
أوراق ممزقة
حصيلة شرودي المنتظر !
...
ورأيتني ملتفة برداء أحمر
مجمرة
تفترس وجهي
أصحو
من رؤيا..التذلل
...
وابتكر
أنثى متغضنة
فيّ
عطرٌ يمازح شفتيك
...
الباهر من أشيائي..استحضره
حتى لا تطويه ذاكرتي
ترميه في متناولك
...
كان للقتل ممرٌ هنا !
...
استشفك
وجهك بارد
اللامبالاة ذوبتك وذوبتني
...
صمتٌ يصهر مشاعري
...
تعيد تنضيد كذبتك
كلما أزفت الساعة
بتمام لقائي !
...
ضمادات تدس الجرح
بين أضلعي

كنت أرفّ فم السماء
بخيوط من شفق
عسجدٌ يتكاسل
عقيق يتناسل
ياقوتةٌ تلد
روحك
قلمك
نبضك
...
أروقة الفرح
أرانب تقفز
من فرط ثمالتها
انتصف نهارُ أيامي
بقدومك
...
أستخلص رحيق الفضة
يعتمر عبقي
بعباءتك
...
حين يمزقني فجرك
بستارة الغلس الثقيلة
تفرّ العصافير
تسرق مسمعي الغافي
وبصمت خافت
أردد
صباحك نور
...
ساعتي الذكية
تعلم أنني أنتظرك
أسمع ركض خطواتها
حفيف ثيابها
وقع حذائها
تجري
تقف عند وقتك
لتتنفس
...
حين شرعت قلبك
لشجيراتي
اخضراري أصبح مشاعاً
ترفّق بأنوثتي
كي لا تصيبها شظية
طيشك
...
واسقطك
في سلة مهملات ذاكرتي
مشغولةٌ هذه الغيمة
بلدغ البرق
لحوافي فستانها

مشغولةٌ هذه الرابية
بتمرغ الضباب
على جنباتها
...
ركعتان
في بهو الكأس
. .
من يشرب نخب الورد ؟!

------------
* نور القحطاني : شاعرة وكاتبة ومترجمة كويتية .