لمن
كنتَ تبري النهارَ المبارك هذا
وتغزله قلعة للضياء ؟
لمن
كنت تغري الليالي الطويلةَ
بالاحتضار
وترسمه بركة للبكاء ؟
لمن كُنتَ تُجري البكاءَ الجميلَ
للاستخارة بين المدى والردى ؟
يا .. .. .. صــــــدى
لمن
كنتَ تُغني
سُـــــدى ؟
كان
البحر يُهَرِّبُ خوفي
في زرقته
وكنتُ قصيدتَكَ المنتهية
تؤجلني نحو البدء
منشغلاً بقصائدَ يخشاها البحرُ
إذ يهربُ في زرقةِ عينيها
الشاعرتين
ويؤجل بدءهْ
كُلُّ
ظــــلامٍ
يعود إلى البيتِ
ليحلم ذات الحلم
وطناً ، وصغاراً ، وسلاما
كلُّ ظلامٍ
يعود
بلا جدوى
لينامَ
وما
كان حُلماً
ولكنه ..
غابة من حضور
وما كان سراً
ولكنه الوهج المصطفى
إذ يليق بنا
والعشاءُ الأخير
لولا
وجودُ المقاعد شاغرة حول مقعدِهِِ
لم أكد أنتبه
إلى وحدته الطارئة
نهرٌ
حزينٌ
مضى سائراً
وسرتُ معه
كلما اتحدتْ خطواتنا
خِلْتُهُ واقفاً
كلما اتحدت خطواتنا
خالني في مكاني
كان يشربُ حزني
سراباً
وأشربُ أحزانه
أدمعاً عذبَةً
كنا نسير معاً
حين فاجأنا البحرُ مرةً
فانصببنا بأحزاننا
في ازدحام المياه به
نحو المحيط البعيد