صـــهـــــــيـــل القــــصـــــــــــــــائد

وكالة آرس 
للبحوث والنشر 

الشـاعــــر
سـعــد عـبد الرحمن

سعـــد عبد الرحمن  الشاعر المصري سعد عبد الرحمن

سعد عبد الرحمن ، شاعر مصري معروف ، من أبناء محافظة سوهاج ـ قرية نجع أبو ستيت ـ التابعة لمركز البَلْيَنَا ، ولد في أسيوط عام 1954 ، وتخرج في كلية التربية جامعة أسيوط ، ويعمل أميناً عاماً لإقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي ، نشر له الكثير من القصائد والدراسات النقدية والمقالات الأدبية في العديد من الدوريات المصرية والعربية
من أهم أعماله المطبوعة :
ـ حدائق الجمر / الهيئة العامة لقصور الثقافة 
ـ النفخ في الرماد /الهيئة المصرية العامة للكتاب2001

الدخول في الخراب

من صهيل القصائد إلى سيوف النخوة العربية التي ثلمت في القراب 

(أ)

ادخلوا في الخراب
واخرجوا من دمي الآن 
مثل القذى والذباب
إنني أتطهر من رجسكم 
وألملم أشلاء روحي التي أمعنت في الغياب 
سوف تكنس ريح الصباح المباغت
حين تمر حقيقة أمجادكم 
وتمرغ أسماءكم في التراب
هذه الأرض ليست لكم 
إنها للذين سيأتون متشحين بأكفانهم 
عند فصل الخطاب 
فاصمتوا 
ويحكم 
فات منذ زمان بعيد أوان العتاب

*  *  *

تساؤلات من مقام الصبا


  (1)

هي صدفة 
أن يسند البحر المشرد 
في عيون العاشقين
إلى ضلوعك جذعه 
فلم احتجاز الوقت في كأس 
ستنسى عند آخر قطرة من خمرها 
طعم البداية ؟

  (2)

هم صحبك الخلصاء 
يرتجفون من خوف السقوط
على الفراغ سدى 
ويختلفون في معنى : الجبان 
فأين أنت الآن 
إذ تهوي أمام عيونهم مثل الشهاب
بغير راية ؟

  (3)

لا الليل مفتتح الدخول إلى القصيدة 
حين تنهمر الحكايا عن مفاتنها
ولا الريح التي علقت فوق ذراعها بالأمس
وجهك كي يجف 
ستنثني عن عصفها 
فإلام تبقى أيها المجنون منتظراً 
لكارثة النهاية ؟

  (4)

ما بين قلبك 
واشتعال الحلم بالوصل القريب 
من شقة لا تنطوي 
فلأي آلاء الحقيقة 
صدقت عيناك ما ألقى به 
في حجرك العراف 
من ودع الغواية ؟

  (5)

العشب مشتعل برائحة القرنفل والنساء 
وأنت تحت ظلال يأسك ما تزال ـ كما عهدتك ـ مطفأ تبكي 
فكم يكفيك من أرق 
وكم يكفيك من قلق 
لتحلل عقدة المأساة 
في هذي الرواية ؟ 

*  *  * 

مختارات

 

النفخ في الرماد

يا أيها القلم المعبأ بالنوايا الطيبات .. وبالوداد
هذا زمان لا يليق بنا 
هذا زمان لانهيارات المطامح 
وانتحارات المنى 
هذا زمان للسلوك الرخو
واللفظ المخنث والفساد 
هذا زمان للجراد
فابلع مدادك .. لم يعد يجدي العناد
كل الذي سطرت من شعر 
طوال العمر 
نفخ في الرماد
...

مفتتح واقعي

تغادر عينيك كل الطيوف 
التي عكستها المرايا
أرى فيهما لمعة الخوف
من رغبتي في النزل القريب 
تريدين مني البقاء إلى آخر الخط .. لكنني 
لست أقوى على الملتقى بأبيك
أنا لست أملك غير الأغاني 
وبعض الرؤى الغائمات 
وبعض الأماني

العاشق المسكين

إلى صديقي الشاعر عــزت الطيري

أعرفه بوجهه المجعد الحليق 
وزيه الأنتيكة الأنيق 
كنت أراه مقعياً كل مساء
في مدخل المقهى العتيق 
يشرب شايه بدون سكر 
ويرقب الطريق 
لعلها تمر فجأة أمامه 
بين النساء 
فقلبه الذي يدق في عناء 
مازال مفعماً بالشوق نحوها 
وبالحنين
برغم كل هذه السنين 
لم يكن المسكين 
يعلم أنها تزوجت 
وأنجبت 
وماتت وعمرها يناهز الستين 

صاحبتُ يوماً ملكاَ

إلى أرواح أصدقائي الشعراء الراحلين : أحمد محمد إبراهيم ، وعبد الله السيد شرف ، وعبد الدايم الشاذلي

ألقى على وجهي عباءةَ حزنه ثم بكى 
وأقام جسراً من حروفٍ أينعت في قلبه 
عبر المسافة فوقها ما بيننا 
مرتبكا
كان المساء يحط 
فوق نوافذ البحر القديم
ويرتمي عند انكسار الروح في شطآنه محتلكا
وأنا أطير سرب أحزاني على ثبج المياه وخيل أخيلتي بسهل الريح ضابحة 
تشد الغيم من أهدابه شغفاً 
وترمي فوق أضواء النجوم الشبكا
بادلته وجداً بوجد
واقتسمنا تحت جذع الذكريات
إدام شقوته 
وخبز كآبتي 
ثم ارتحلنا في سديم الشعر نبني عالماً مشتركاً 
لم أدر أن الموت كان بخطوة 
منذ التقينا صدفة مشتبكا 
حتى هوى من حلمه 
مثل الشواظ 
مخلفاً وهجاً كحناء العروس 
على ضمير الليل لما انتهكا 
وبقيت وحدي عالقاً مثل الفراشة في خيوط الصمت أرثي عمريَ المنسفكا 
لا شمس أعشقها فتنسى قرطها في غرفتي 
ليلاً 
ولا موت فينصب في طريقي شركا
لا شيء غير قصيدة 
ولدت على شفتي خديجاً 
ثم ماتت فجأة 
مسخ السكون حروفها شوكا
وبعثر روحها المنسكبا 
أترى يصدق هؤلاء الصاعدون إلى ذرى يأسي صباحاً 
أنني صاحبتُ يوماً 
ملكاَ؟ 

ليتني 

ليتني في بحر عينيك العميق 
نورس ضل إلى الشط الطريق
ورمته الريح في قاع سحيق
فهو مغشي عليه لا يفيقق 

بــوح

بلبل في الروض ناحا 
هاج في قلبي جراحا
أترى قد صد عنه
إلفه مثلي وراحا
فانزوى حزنا عليه
ينظم الشكوى نواحا
عالج الكتم طويلاً 
لست أدري كيف باحا 

أنـــــا

أنا أفق كئيب بدد الهول سكونه
أنا نجم سحيق قرح السهد جفونه
أنا ناي حزين ضيع الدهر لحونه
أنا قلب عميد هاجت الذكرى شجونه

*  *  *  *

أنا صوت شجي ضاع في دوامة الزمن
أنا غصن وريف أذبلته مرارة المحن
أنا قطرة عطر أسقطتها الريح في العفن
أنا روح معذبة وجسم عاش في كفن

*  *  *  *

أنا فوضى وبعثرة .. شتات دائم قاسِ
أنا يا شعر ذلك كله والذنب إحساسي
ترى يا شعر ترحمني وتنقذني من الياس
فأنت الآن ليس سواك طب جراحي الآسي
 

مرحباً بكم في صهيل القصائد ، إنه بإمكانكم التفاعل مع قصائد الموقع والكتابة إلى شعرائها أو عن القصائد مباشرة ، ارسل ما تريد قوله إلى الإدارة لنشره بشرط القيمة والحفاظ على  مشاعر الآخرين والمعيارية في الحكم.. مرحباً بكم

الموقع : أخبر به صديقاً                 

محصي الزائرينCounter
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شبكة الأخوين الثقافية