الاخ العزيز الدكتور اسامة السعداوي المحترم

 

تحية و بعد

 

اريد ان اعرفك على نفسي في البداية ، فأنا محمد رشيد ذوق من مواليد طرابلس لبنان1952 ، كنت قد قدمت الى العالم في العام 1995 نظريتي العلمية التي تتعلق بامومة اللغة العربية لكل لغات العالم بما فيها اللغة المصرية القديمة و ذلك من خلال كتابي الاول - لغة آدم - حيث قمت بشرح مبسط لهذه النظرية و قمت بالاثبات ان اللغة العربية تمتد الى مفردات جميع لغات العالم القديم و الحديث بما فيها اللغة المصرية القديمة .

لقد قمت بزيارة موقعك على الانترنت و وجدت فيه الجواب العلمي حول نظريتي التي كنت قد وصلت اليها من خلال تقاطع عدة ادلة تاريخية و علمية من جميع انحاء العالم.

انني اوافقك الرأي بكل ما جاء في موقعك بإستثناء نقطة البداية ، حيث انني قد توصلت من قبل الى ان اللغة العربية التي نعرفها اليوم هي اللغة الاولى للانسان و تسميتها بالعربية ( الارابية- الارامية ، بالابدال الجائز في اللغة كمثال مكة-بكة )  انما هي تسمية جديدة قديمة لما اطلق عليه البعض  اللغة السينائية ثم اللغة الارامية - الفينيقية و البابلية و الاشورية و الااكادية و السومرية ، و هذا ينطبق ايضا اليوم بشكل كامل بعد كشفك العلمي على اللغة المصرية القديمة التي كان يكتنفها الغموض الكبير.

لقد قمت بترجمة كاملة لما يسمى بالنص البابلي لملحمة الخليقة البابلية ، و لنصوص التكوين في اللغة المصرية القديمة معتمدا على الاسماء التي القها علماء هذه اللغة قبل ان اتمكن من مراجعة كشفكم ، لذلك اجد اليوم في كشفكم هذا لبنة جديدة تضاف الى البناء العلمي لامومة اللغة العربية لكل لغات العالم.

لقد سررت جدا بإيمانك القوي و باسلامك المتين ، مما شجعني ان اكتب لك هذه الرسالة طالبنا منك مراجعة الابحاث التي قمت بها على صفحتي على الانترنت - متمنيا ان نتبادل معكم النقاش حول نقطة محددة - هل فعلا اللغة المصرية القديمة هي أم اللغة العربية ( المنطوق بها منذ آدم ) أم ان العكس هو الصحيح اي ان اللغة المصرية القديمة هي فرع من فروع هذه اللغة التي انتشرت منذ آدم في مفردات كل اللغات القديمة و الحديثة.

 

على امل ان اتلقى ردكم في القريب

تفضلوا بقبول فائق الاحترام

 

محمد رشيد ناصر ذوق

 

ملاحظة : من خلال اطلاعي على الصور للرسومات المصرية القديمة استوقفني صورة للكون ZODIAC - و وجدت انها تنطبق على الاية الكريمة - ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )) - حيث ان في الرسم - ثمانية اشهر بلون قاتم و اربعة اشهر بلون ابيض فاتح ، فهل ترى معي ان هذا صحيح ..؟؟ 

 

الأستاذ الفاضل .. محمد رشيد ذوق

 

أشكرك على رسالتك الهامة .. وأرجو لك التوفيق في أبحاثك

 

بالطبع .. إن اللغة المصرية القديمة هي أم اللغة العربية وليس العكس .. وهي أيضا لغة إلهية علمها الله سبحانه وتعالى لسيدنا آدم .. (علمه البيان) .. وكلمة البيان تعني اللغة المصرية القديمة المكتوبة والمنطوقة .. وهي لغة المثاني .. أي القائمة على كلمات مكونة من حرفين اثنين فقط .. أما اللغة العربية فهي لغة القرآن الإلهية .. ولا يوجد شخص واحد فوق كوكب الأرض يستطيع أن يتحدث بلغة عربية صافية 100% .. لأن القرآن نفسه فيه مئات من الكلمات المصرية الثنائية النغمة.  

 

أما الحروف الهجائية العربية المعروفة .. فلا يمكن نطقها على الإطلاق بصورتها الفردية .. وأنا أتحداك أن تنطق أي حرف منها لأنها كلها أصوات حلقية .. ولنطقها يجب تحريكها إلى كلمة مصرية بيانية مكونة من نغمتين على الأقل .. حاول ذلك بنفسك !

 

أما بالنسبة لصورة الزودياك .. فأنت محق في تفسيرك بنسبة 100% . ولكن قدماء المصريين سجلوا هذه الآية بصورة أكثر وضوحا في نصوص أخرى . ولدهشتي الشديدة .. وجدتهم قد كتبوا في حجر باليرمو النص المعجز التالي .. إن عدة الشهور عند الله ثلاث عشر شهرا .. وقفت أمامها مذهولا .. وعندما حاولت تفسيرها توصلت بعد أبحاث مضنية إلى حل شفرة التقويم المصري القديم .. التقويم المعجز .. والسنة المصرية مقسمة إلى 12 شهرا حسابيا ثم يتبعهم الشهر الحرام المتغير في طوله ليكون مجموع شهور السنة المصرية 13 شهرا كاملة بحد أقصى 385 يوما .. والسنة المصرية تتضمن 12 شهرا نجميا .. ثم 12 شهرا قمريا  متزامنة موسميا مع فصول السنة .. والأخيرة هي التي نزل فيها قول الله سبحانة وتعالى .. إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا .

 

وأرجوا أن تسمح لي بنشر هذا الرد في موقعي لتكون هذه المعلومات متاحة لكل الباحثين  

مع خالص شكري وتقديري

د. أسامة السعداوي

 

ألدكتور اسامة السعداوي المحترم

 

لقد سررت جدا بردك على رسالتي ، و انني ارغب في المزيد من النقاش حول نقطة امومة اللغة المصرية القديمة للغة العربية ، بما ان ما توصلت اليه في ابحاثي ان اللغة المنطوق بها تسبق الكتابة كما أن الاية التي تتضمن عبارة  ( علمه البيان ) لا تعني بالتحديد الكتابة ، فالبيان هو كل وسيلة من وسائل الاتصال بالاخر  وهي النطق و الاشارة و التصوير و الايماء و منها الكتابة ، أما ما قصد به بالكتابة بالتحديد فإن الله تعالي يقول (( الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم )) و هذا يعني ان الله تعالى علم الانسان  بالكتابة ما لم يعلمه بالبيان من قبل في العلم الاول ،  و ان اللغة الالهية التي نطق بها آدم عليه السلام و ان كانت تنطبق على الرسومات في اللغة المصرية القديمة ، الا انها تنطبق ايضا على رسومات الكهوف التي تعود الى 20000 سنة قبل الميلاد في انحاء مختلفة من العالم ،  كما تنطبق على رسومات جميع الحضارات القديمة ، منها ما سبق اللغة المصرية القديمة و منها ما جاء بعدها ، وان هذه اللغة التي انزلها الله  للانسان هي العربية (( انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) .

اريد ايضا ان اوضح لكم ان حضارة بلاد ما بين النهرين و ان كانت في فترة تاريخية معينة قد استعملت الحروف الابجدية المعروفة لدينا في كتابتها، و التي تعود باصولها الى الرسوم و الرموز  ، الا انها ايضا قد حافظت على الكتابة الرمزية  التصويرية، ونرى ذلك في عدد كبير من التشكيلات الرمزية التي يظن المؤرخين انها تماثيل و رسومات لالهة مزعومة .

هناك ايضا مكتشفات في شتال حيوك في شمال سوريا لاثار رمزية و تماثيل تعود حسب قول العلماء الى 12000 سنة قبل الميلاد ، و هذه الثماثيل الرمزية ايضا ينطبق عليها ما ينطبق على الرموز الاخرى من مصرية قديمة و غيرها و علاقتها باللغة العربية مذهلة.

دعنى اقول لك تصوري عن مجمل تطور الحضارة ، ان الله سبحانه خلق آدم عليه السلام و اسكنه في البداية في جزيرة العرب في منطقة لا تزال تحمل اسمها الى يومنا هذا و هي الجنينة ، و قد اطلق الله تعالى عليها اسم الجنة و جنة عدن ، و لكن التوراة تسميها بجنة عدن شرق ، وهذا يلفت نظرنا الى تكون الحضارة الاولى في المنطقة جغرافية التي تنقسم الى قسمين ، شرق البحر الاحمر و غرب البحر الاحمر ، اي الجزيرة العربية و وادي النوبة ووادي النيل . نحن نعلم ان تسمية الجنة و الجنينة منتشرة في اكثر من منطقة في وادي النيل و الجزيرة العربية و لكن الجنة المقصودة هنا هي جنة عدن شرق . من هذه المطنقة  المحددة التي ينطبق عليها تقاطع عدة ادلة علمية و تاريخية و دينية انطلقت الحضارة في مهدها في جزيرة العرب لتبرز بشكل متزامن مع هجرات هؤلاء السكان الاوائل في منطقتين متجاورتين معها و هما ، وادي النيل و بلاد مابين النهرين .

من هنا جاء تسمية القرآن لمكة بام القرى ، و معناه اول قرية ، و فيها اول بيت وضع للناس ، كما أطلق القرآن على سكانها اسم الاميين من مصدر أم ايضا و تعنى البدائيين الذين يسكنون في البادية ( البادئة) ، و سكن جميع الانبياء عليهم السلام في مكة و ترحالهم اليها  امر لا يعترينا شك به ابدا ، فنوح عليه السلام سكن في منطقة السفينة و هناك بنى سفينته ، شرق مكة ، و سفينته هذه رست بعد الطوفان على جبل ارارات ( الحرات البركانية في شرق مكة ) في مطنقة تسمى الى يومنا هذا جبل الغراب، حيث تقول التوارة ان نوح ارسل هـ عورب ( الغراب) ليتعرف على اليابسة.

 النقطة المؤكدة الثانية ان ابراهيم عليه السلام سكن في مكة ايضا و انه اقام القواعد من البيت العتيق ( وهنا لا بد لي من القول ان رمز البيت العتيق في الذي ذكرته انت في موقعك قد اذهلني ، كما اذهلتني كل نظريتك – وفقك الله ).

و التوراة تقول ايضا ان ابراهيم تغرب في مصر و اصبح امة عظيمة ، و هنا استوقفتني كلمة تغرب التي تعني انه ذهب الى الغرب.

اما موسى عليه السلام الذي ولد في مصر من ام عبرانية و اب عبراني ( وهنا كلمة عبرانية تعني انها اتت من عبر البحر الى مصر) فقد رحل ببني اسرائيل ( الرحل ) ايضا الى مكة المكرمة ، و هذا نراه في الاية الكريمة (( انك بالوادي المقدس طوى )) و طوى هو واد بمكة ايضا .

و انا لا اريد الاطالة عليك، فخلاصة ما اقول ان لغة هؤلاء الانبياء منذ آدم الى محمد عليه الصلاة و السلام  هي لغة العرب ( و كلمة العرب تعني الرحل ) و منها ايضا كلمة ارام و عبر التي تعني الرحل ايضا  ، و هي اللغة التي قال عنها محمد علية الصلاة و السلام انها لغة اسماعيل (( اول من فتق لسانه بالعربية المتينة اسماعيل و هو ابن اربعة عشر سنة )).

من  كل ما تقدم يتبين ان اللغة انما هي عر بية منذ ابراهيم و منذ آدم  ، ولقد قسمت هذه اللغة العربية بغض النظر عن شكل كتابتها الى ثلاثة مراحل :

العربية القديمة – و هي لغة آدم حتى ابراهيم

العربية المتينة – وهي لغة اسماعيل حتى محمد

العربية المبينة – وهي لغة القرآن – من محمد الى قيام الساعة.

على هذا فإن المصريين القدماء كانوا يتكلمون اللغة العربية التي خلقها الله و علمها لآدم ، كما كانوا يكتبونها ايضا، و الفضل في تبيان اسرار هذه الكتابة لهذه اللغة المصرية المقدسة يعود اليك.

أخيرا يكون سروري عظيما بأن  تنشروا في موقعكم كل ما يخدم الحقيقة و الحق و ما ترونه مناسبا ، كما انني اكون لك من الشاكرين لو تكرمتم بالموافقة على نشر محاورتنا هذه في موقعي .

و تفضلوا بقبول التقدير و الاحترام

محمد رشيد ذوق   

 

 

 

الأستاذ الفاضل .. محمد رشيد ذوق

 

لقد تفضلت سيادتك وكتبت ما يلي:

 

>> أما ما قصد به بالكتابة بالتحديد فإن الله تعالي يقول (( الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم )) و هذا يعني ان الله تعالى علم الانسان  بالكتابة ما لم يعلمه بالبيان من قبل في العلم الاول ،  و ان اللغة الالهية التي نطق بها آدم عليه السلام و ان كانت تنطبق على الرسومات في اللغة المصرية القديمة ، الا انها تنطبق ايضا على رسومات الكهوف التي تعود الى 20000 سنة قبل الميلاد في انحاء مختلفة من العالم , كما تنطبق على رسومات جميع الحضارات القديمة ، منها ما سبق اللغة المصرية القديمة و منها ما جاء بعدها

 

>> ان الله سبحانه خلق آدم عليه السلام و اسكنه في البداية في جزيرة العرب

 

>> نحن نعلم ان تسمية الجنة و الجنينة منتشرة في اكثر من منطقة في وادي النيل و الجزيرة العربية و لكن الجنة المقصودة هنا هي جنة عدن شرق

 

>> و سكن جميع الانبياء عليهم السلام في مكة

 

>> اما موسى عليه السلام الذي ولد في مصر من ام عبرانية و اب عبراني ( وهنا كلمة عبرانية تعني انها اتت من عبر البحر الى مصر) فقد رحل ببني اسرائيل ( الرحل ) ايضا الى مكة المكرمة

 

---------------

 

سيدي الفاضل .. إنك تردد كل الأقاويل المعروفة التي تستند على مجرد ظنون وتخمينات وافتراضات وهمية غير مؤيدة بأية براهين علمية قاطعة وإنما تنبع من خلفية إيمانية إسلامية تفترض أن أرض الحجاز هي المنبع الأصلي لكل ما هو إسلامي وهو أمر غير صحيح بالمرة .. وهذا الموضوع شائك للغاية والخوض فيه من أصعب الأمور بعد أن استقر لدى جموع الملايين من المسلمين معلومات مغلوطة عن الإسلام !

 

فمثلا .. سيدنا المسيح لم تطأ قدميه أرض الحجاز على الإطلاق !

 

وسيدنا يوسف .. لم تطأ قدميه أرض الحجاز على الإطلاق !

 

وسيدنا داوود لم .. تطأ قدميه أرض الحجاز على الإطلاق !

 

وسيدنا سليمان .. لم تطأ قدميه أرض الحجاز على الإطلاق !

 

وسيدنا يونس .. لم تطأ قدميه أرض الحجاز على الإطلاق !

 

وسيدنا موسى .. لم تطأ قدميه أرض الحجاز على الإطلاق !

 

وسيدنا هارون .. لم تطأ قدميه أرض الحجاز على الإطلاق !

 

وبالمثل .. أنبياء الله .. إلياس وزكريا ويحيى وإليسع وهود ودا الكفل .. لم تطأ أقدامهم أرض الحجاز على الإطلاق ..

 

ولكنهم عاشوا جميعا على أرض مصر بنصوص قرآنية وتوراتية وإنجلية قاطعة .. كذلك بنصوص مصرية قديمة قاطعة ومؤيدة بالبراهين الدامغة !!

 

إن نصوص الأهرام هي أقدم نصوص دينية مكتوبة .. بهذه الكثافة .. عرفها الإنسان على الإطلاق .. كما أن نصوص حجر باليرمو تؤرخ للأسرات المصرية حتى 17000 سنة قبل الميلاد .. ثم تقول سيادتك أن هناك (رسومات) الكهوف التي تعود الى 20000 سنة قبل الميلاد في انحاء مختلفة من العالم .. وهو افتراض ظني غير مؤيد بأي براهين علمية .. فهل تتكرم سيادتك وترسل لي صور هذه النصوص أو (الرسومات) حتى أستطيع طرحها على علماء اللغة في العالم لاستطلاع رأيهم بشأنها؟

 

ثم تقول سيادتك أن سيدنا موسى رحل ببني إسرائيل إلى مكة المكرمة .. وهذه أول مرة في حياتي أسمع بهذا !! إنها مجرد ظنون لا ترقى إلى أي مستوى من مستويات البحث العلمي الذي يمكن أن يعتد به .. وهل يا ترى قد أخذ أخيه سيدنا هارون معه إلى أرض الحجاز؟ .. لذلك اسمح لي أن أرفض هذا المنهج تماما!

 

 

إنني أتفق معك تماما أن اللغة المنطوقة تسبق اللغة المكتوبة في تاريخ الإنسان .. وحيث أنني أوضحت لسيادتك بصورة قاطعة أن لغة المثاني المصرية المنطوقة هي أقدم لغة منطوقة سجلها ودونها الإنسان على الإطلاق .. وقدمت في موقعي كل البراهين العلمية الدالة على ذلك .. لذلك تكون اللغة المصرية هي أم كل اللغات وهي أيضا أم اللغة العربية الفصحى .. وأرجو أن تراجع قاموس أسامة السعداوي للعلامات الهيروغليفية الذي يوضح ذلك بجلاء ! 

 

مع خالص شكري وتقديري لسيادتكم

د. أسامة السعداوي

 

 

 

الدكتور اسامة السعداوي المحترم

 

 

لقد حبستك نظريتك في الزمان و المكان فلم تعد تستطيع الانفلات من اللغة المصرية القديمة  ، ولم تعد تستطيع ان تبني تصورا لما اقدمه لكم من ادلة و براهين ، هذا ما حصل ايضا مع العلماء الغربيين عندما اعادوا كل الحضارة الى اليونان ، لأن علمهم بلغة اليونان و انبهارهم بحضارتها جعلهم يعتقدون انها ام الحضارة ، لذلك و نظرا لتقاطع عدة ادلة تاريخية و دينية  يبقى السؤال عندي:

هل اللغة العربية أم اللغة المصرية القديمة أم العكس ؟؟  فأرجو منكم التفكر و المراجعة.

لا يستطيع احد ان ينكر  بعد الذي بينه الدكتور اسامة السعداوي  في اسرار العلامات الهيروغليفية ان اسماء الانبياء قد وردت في الكتابة المصرية القديمة بلغة عربية واضحة، و أن ترحالهم من موطنهم الاصلي الى مصر امر تقوله الكتب السماوية ايضا  ، فعروبة اللغة المصرية القديمة و عروبة كل اللغات ايضا أمر لا شك فيه ، أما مكان و زمن نزول الانبياء  على البشر فهو امر يختلف فيه الباحثين من باحث الى اخر ، و قد يمتد الى مئات الاف السنين ، وهو الامر الذي لم يستطع احد ان يثبته اطلاقا ، من هذا المنطلق اقول ان استعمال العقل و المنطق السليم هو السبيل الى حل هذا اللغز ، لذلك  دعني اناقش اسماء الانبياء ،  التي هي اسماء لمسميات عربية تفيد معنى اسم كل نبي من انبياء الله تعالى ، و لنتفق ان اللغة التي انزلت على آدم هي العربية او لغة تشبهها كانت قد  سبقتها ، هذا ما تقوله في نظريتك انت ايضا:

ابدأ من موسى عليه السلام ، النبي الذي نشأ في مصر منذ ولادته

موسى ، ذا الماء (( وقد انتشلته ابنة فرعون من الماء و اسمته  مو-شي ، المائي  ))

و هنا لا بد لي من التذكير بما قاله القرآن عن موسى الذي كان قد علق في لسانه بعض العجمة بسبب سكنه في مصر بينما حافظ اخوه هارون الذي  تربى في بيئة بدوية  على نقاوة فصاحته . فموسى الذي ترعرع في مصر هو النبي الوحيد الذي طلب من الله تعالى ان يكون معه من هو افصح منه لكي يساعده في مهمته ، واعتقادي ان هذا السبب يعود الى ان لسان موسى قد ابتعد  عن لسان الفصاحة العربية بسبب نشؤه في مصر التي كانت  لغتها العربية  يكتنفها العجمة  ولم  تكن عربيتها فصيحة مئة في المئة ، علما أن كلمة فصيح من فصح تعني الاول.

((قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)) ....((وَ أَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ))- قرآن كريم  – فالقضية التي يطرحها القرآن الكريم في وزارة هارون لموسى هي ان هارون افصح لسانا من موسى ، مما يجعلني استنتج ان السبب في ذلك هو نشأة موسى في مصر الذي كان يكتنف عربيتها بعض العجمة فكانت عربية غير فصيحة.

وجوابي على سؤالك هل ان موسى اخذ معه هارون ايضا الى مكة ؟ نعم هو وجميع من آمن معه من المصريين. لقد بينت انت ذلك في اللوحة التي ترمز الى الحج الى بيت الله الحرام  والا الى اين كان يحج المصريون القدماء ؟ .

أما في وجود اسماء هؤلاء الانبياء في اللغة المصرية القديمة فلا يقدم اي دليل على انهم مصريين ، فأسماء الانبياء تنتشر في كل الدنيا و ليس في مصر وحدها، لكنه يقدم الدليل القاطع على معرفتهم بهؤلاء الانبياء و علمهم بما انزل عليهم.

أما جوابي على رفضك هذا المنهج حيث تقول :

((ثم تقول سيادتك أن سيدنا موسى رحل ببني إسرائيل إلى مكة المكرمة .. وهذه أول مرة في حياتي أسمع بهذا !! إنها مجرد ظنون لا ترقى إلى أي مستوى من مستويات البحث العلمي الذي يمكن أن يعتد به .. وهل يا ترى قد أخذ أخيه سيدنا هارون معه إلى أرض الحجاز؟ .. لذلك اسمح لي أن أرفض هذا المنهج تماما!))

 

يقول القرآن الكريم لموسى عليه السلام (( اخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى )) و لقد بينت لك انه يوجد في مكة واد اسمه طوى ( راجع التاريخ و الجغرافيا ) – أما قولي انه ذهب ببني اسرائيل الى مكة فهو واضح في القرآن ايضا فحمو موسى كان شيخ كبير ويحتاج الى رجل امين قوي لكي يكون محرما لبناته في حجه الى بيت الله الحرام  (( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَ مَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ  )) – هذا يعني ان موسى حج الى بيت الله الحرام ثمانية أو عشر مرات قبل ان تاتيه النبوة و عندما اتمها سار بأهله  (( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَ سَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ  ))  وهذا حصل في جبل النور  المجاور لوادي طوى  في مكة الكرمة ، وهو الجبل الذي به غار حراء

إن ما اقدمه لكم من ادلة هو ما يوافق القرآن الكريم ايضا ، ولم ات به من عندي، و لقد استغربت جوابك على حج كل الانبياء الى مكة المكرمةّ!! فهل في ذلك غرابة

فلقد قلت في جوابك ان انبياء الله لم تطأ اقدامهم ارض الحجاز !! و هذا ما لا يوافقه العقل ان يخالف جميع الانبياء ما جاء به ابراهيم ، و ما امر الله به جميع المسلمين ، بينما المنطق السليم يقول ان جميعهم قد استجاب لدعوة ابراهيم فقاموا بحج بيت الله الحرام ، و إذا كان المصريون القدماء مسلمين ايضا فلا بد انهم قد استجابوا لدعوة ابراهيم ايضا.

 

أما اسماء الانبياء جميعهم او ما عرف منهم واسماء من كانوا معهم فهي عربية على التحقيق  و اليك بيان معاني هذه الاسماء :

ادم ، وهو من مصدر اديم الذي يعني تراب الارض و هذا ما تقوله عنه كل الاديان و يثبته العلم، ان آدم خلق من اديم الارض  

حواء ، و هي التي تحوي الحياة ، وهذه وظيفتها الاساسية في استمرار الحياة البشرية .

قايين ، و هو من فعل اقتنى ، حيث ان قايين اسم لولد كان قد طلبه آدم و اقتناه

هابيل ، و هو اسم من فعل وهب ، حيث ان الله تعالى قد وهبه لآدم دون ان يطلبه و يقتنيه

شيت ، و هو من مصدر مشيئة الله ، شئت ، حيث ان الله تعالى قد شاء ان يكون لادم ذرية من ولد لم تتلطخ يده بالدم ، و الا كان الناس جميعا من  ذرية قايين – قاتل اخيه

نوح ، و اسمه مشتق من الوحي (( لقد اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح و النبيين من بعده))

ونأتي الى التقسيم الجغرافي اللوني للبشر انطلاقا من ابناء نوح الثلاثة

سام ، شام – الذي يسكن الشمال    

حام ، الحميم ، الاسود الزنجي- سكان الجنوب   

يافث ، الهافت الاصفر – سكان الشرق

وكأن بي اقف امام اسماء جغرافية  لالوان البشرية بعد ذلك ، و من هناك انطلقت اول تسمية جغرافية للعالم المعروف ، اسيا من الاساس ، افريقيا من الفرق ، اوروبة – غروبة من الغرب  و لذلك  قصة لا مجال لذكرها هنا .  

صالح ، و معناه الصالح ، و ربما يكون هو نفسه شالح الوارد اسمه في التوراة

الياس ، واسمه عليا ، ايليا بإضافة حرف السين وهذا مشهور في اليونانية و غيرها من لهجات العربية .

آزر ، عازر ، المساعد ، وقد اطلقت عليه التوراة اسم تارح ، و معناه سارح ( بلهجة الوتم – قلب السين الى تاء ) ، فلقد سار بأهله من عروق السديم ( اروكسديم)  الى الحرات شرق مكة ( حرن) قبل ان ينتقل ابنه ابراهيم الى بيت ال ( بيت الله ) و يعيد بناء القواعد من  البيت العتيق (( أن اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ))

وإذا كان أحد الحروف المصرية المثاني يمثل الناس لفظا و رسما ، و إذا كان حرف آخر من المثاني يمثل البيت لفظا و رسما ،  فلا بد لنا أن نتفق ان هذه الاية تعني هؤلاء الناس المصريين ايضا الذي كان البيت العتيق محجتهم ايضا  ، و إلا هل تستطيع ان  تحدد مكان هذا البيت العتيق الاول الذي كانوا يحجون اليه ؟ .

ابراهيم ، ابي رحم ، ابو الارحام او ابو الامم

 لوط  ، من فعل لطى ، المختبئ  - وهو الذي اختبأ في احد الكهوف عندما ارسل الله الملائكة الى سدوم ( ثمود ) و امورة ( مهرة ) – في جنوب جزيرة العرب

اسماعيل ، الذي سمع الله لدعاء ابراهيم به ، يسمع ال (( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل و اسحق ، ان ربي لسميع الدعاء))

اسحق ، يضحك ، وتسميته بسبب ضحك زوجة ابراهيم عند سماعها بشارة الملائكة لابراهيم بولد (( و امرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ))

يعقوب، عقبة  (( و من وراء اسحق يعقوب )) 

يوسف ، وصفي (( فلما راينه اكبرنه و قلن حاشا لله ما هذا بشرا )) – لشدة جماله

داوود  ، ذو الايد ((وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ))

سليمان ، سليم العين ، او سليماً بالتنوين

زكريا ، و اسمه ذكر رحمة الله  ذكريا الذي يذكر الله كثيرا (( ذكر رحمة ربك عبده زكريا ))

عمران ، وهو كما يقول المفسرون ابو مريم ، و لي هنا مداخلة بسيطة وهو ان تعبير امرأة عمران قد يعني المرأة التي من عمران و هي قرية في اليمن .

مريم ، مار يم ، و اذا اعتبرنا ان مر هي كلمة مختصرة  لكلمة مرأة او إمرؤ ، فتكون ايضا المرأة التي من اليمن ، حيث ان يما – بالتنوين هو اسم بلاد البحر التي نشأت فيها مريم ، و لمريم قصة ايضا في اليمن يثبتها القرآن الكريم لا مجال لذكرها ولكنني على استعداد لتوضيحها لكم اذا رغبتم في ذلك .

عيسى ، عيشى ، و اسمه من العيش حيث ان الله احياه في رحم مريم دون ان يمسسها بشر 

يحي ، حي ، و اسمه ايضا من الحياة ، لان الله احياه في رحم امرأة عاقر

 محمد ، احمد ، محمود ، و هو الذي  يحيطه الحمد من كل جانب 

 

على ذلك ، فاللغة العربية التي علمها الله لآدم عليه السلام ، هي لغة الانبياء العرب أهل البادية الى يومنا هذا ،  الذين منهم انتشرت و تشعبت كل شعوب الارض و الشعب العربي المصري المجاور لهم كان من اول نتائج هجرتهم ، هذا الشعب الذي كان له الفضل الكبير في حفظ هذه اللغة و الآيات الربانية في لغته المكتوبة  و في تطوير العلوم بها على مر العصور  ، مرورا بغيره  من الشعوب العربية التي قامت بتطوير نظم الكتابة بهذه اللغة ايضا الى ان وصلت الينا بالشكل الذي نراه اليوم   .

اخيرا

لقد استوقفتني اللوحة الموجودة في قاموسكم ( ربطا مع جوابي)  ، حيث انك تقول فيها ان المصريين القدماء يقرون فيها ان ما يوجد عندهم من رموز و علامات و آيات و لغة  انما هي ما وصل اليهم من زبر الاولين ، مما يعطيني الثقة بأن اقول ان اللغة المصرية القديمة هي ما وصل اليهم من لغة  من  كانوا  قبلهم و انهم وجدوها مكتوبة في زبر الاولين قبل ان يعيدوا كتابتها في لغتهم  ، هذه اللغة  العربية القديمة التي نشات و استمرت على التحقيق  في جزيرة العرب .

 

الرجاء ان تراجع اللوحة الموجودة ربطا (( و انه لفي زبر الاولين )) و اطلب من الله ان يفتح عليك .

 

وتفضلوا بقبول الاحترام

 

محمد رشيد ذوق

 

 

الأستاذ الفاضل .. محمد رشيد ذوق

 

أشكرك على المزيد من التوضيح لوجهات نظرك .. وسيادتك تقول:

 

>> لقد حبستك نظريتك في الزمان و المكان فلم تعد تستطيع الانفلات من اللغة المصرية القديمة  ، ولم تعد تستطيع ان تبني تصورا لما اقدمه لكم من ادلة و براهين <<

 

ولكني يا سيدي أرى العكس تماما .. فالباحث العلمي الجاد يجب أن يتجرد تماما من جميع أهواءه العاطفية وانتمائاته الدينية أو العرقية حتى يستطيع أن يرى الأمور على حقيقتها ! .. وللأسف الشديد أرى أنك حبيس هذه العاطفة التي تمنعك وتحرمك من رؤية الأمور والحقائق في منظورها الصحيح !

 

وقد سبق أن أوضحت لسيادتكم أن (هذا الموضوع شائك للغاية والخوض فيه من أصعب الأمور بعد أن استقر لدى جموع الملايين من المسلمين معلومات مغلوطة عن الإسلام !)

 

عندما أعلن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. نزول الآية الكريمة (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) .. يجمع علماء المسلمين أنه لم يكن هناك مسجد حرام ولم يكن هناك مسجد أقصى .. ويعتبرون ذلك بمثابة إعجاز باعتبار أن ذلك ما سوف يكون في المستقبل!!

 

سيدي الفاضل .. إن هناك المئات من علامات الإستفهام والأمور الغامضة والمغلوطة التي صاحبت انتشار الإسلام الحديث في القرن السابع الميلادي وأنا لا أستطيع الخوض في هذه الأمور .. لأن ليس كل ما يعرف يقال .. وكل ما أستطيعه الآن .. هو أن أقول لك أن الحج كان يتم في مصر .. وأن المسجد الحرام كان في مصر .. وأن القدس والمسجد الأقصى كانا في أرض مصر على (أقصى) حدودها الشمالية!

 

وإذا كنت تستطيع قراءة النصوص المصرية القديمة بصورة واضحة وجلية فستعرف أين تقع (مكة) المكرمة الحقيقية وستعرف أين تقع (بكة) الحقيقية!!

 

سيدي الفاضل .. أنا لا أستطيع الإستمرار في هذه المناقشة لأن الحاجز الديني والإيماني يمنعني من ذلك .. فأرجو المعذرة .. ولكن أرجو مخلصا أن ينير الله بصيرتك ويضعك على الطريق الصحيح لرؤية كل الحقائق بصورة علمية واضحة!

 

مع خالص إحترامي .. وتمنياتي بالتوفيق لسيادتكم

د. أسامة السعداوي

 

الدكتور اسامة السعداوي المحترم

 

شكرا لكم على كل توضيحاتكم بشأن نظريتك في قراءة اللغة المصرية القديمة و اني اعترف بانها قد زادتني علما في كيفية قراءة النصوص المصرية القديمة ( بلغة عربية ) – والحقيقة انني لا اريد ان اجعل هذا الحوار شاقا عليك لذلك اكتفي بما تقدم  ، ولكن يبقى عندي سؤال واحد من باب الاطلاع على ما استطعت ان تقرأه   من رموز اللغة المصرية القديمة ، و هو حجر باليرمو الذي يحوي اسماء الملوك المصريين منذ 17000 عام  ، انني ارجو منكم التكرم بارشادي الى الموقع الذي نشرتم ، أو ستنشرون فيه اسماء الملوك المصريين كما ورد في هذا الحجر .

 

مع تحياتي و احترامي .. و تمنياتي لكم ايضا بالتوفيق

 

محمد رشيد ذوق