ضيوف لفـضـــاء الديـــــــوان

الشاعر المصري

بهاء الدين رمضان

ندعوكم لزيارة موقعه bahae66

القصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــائد

أتهجى رمل الوطن

 

1 ـ ميدان المحطة

سيهاجر النزف امتداداً لي على كأس المسافة

لا البلاد تفض رغبتنا ،

ولا الريح استطالت

فوق حزن النسوة المنثور في وطني قطار قادم في وحشة

والليل يطلق جرحه لـ "رفاعة الطهطاوي"

ويدخن السيجار مكتظاً برائحة النهاية

لا المدارات استكانت في الحذاء

ولا القصائد تستكين

لفرصة لدلالهن

قطار قادم ، ومهيأ للوهم

في رحم الشوارع

غافل وقته بين الحقائب جثة

ثم ابتدى هذا الضجيج .

 

2 ـ نـــــزف

مطر يخاط مسكني بعد الظهيرة

والعصافير التي انكفأت على جرح النوافذ

تنقر الحلم المضرج بالمدينة

والفضاء يئن تحتي راغباً نزف الشتاء

لربما تنصب روحي في الشوارع

ربما تشتاق دفء الورد

والشعر الحديث فأقرا :

"ابن الفارض .. المتواليات .. آية جيم .. الأبيض المتوسط مدينة بلا قلب ..

مفرداً بصيغة الجمع .. ليجف ريق البحر .. The Waste Land"(1)

ويبدأ الإسفلت يدخلني ، يعاتب شهوتي

حتى أطاردني مدى .. بين الكتابة والجنون .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأرض الخراب للشاعر إليوت 

3 ـ أبو القاسم

مدد يمد على امتداد الروح

مئذنة وناياً

في اكتمال العاشق الصوفي

يشعل ساحة الذكر انفجاراً

بالغناء وبالنساء

يجيئني زغب الطيور

مدججاً بالنار والطمي المخثر

يبدأ الجسد النحيل دخانه بالأغنيات:

لو كان لي قلبان

لو كانت تشاطرني البنايات الجوى

لو كان

ل

و ..

فضاء لكونشيرتو الضجيج

هم قادرونَ

       على الضجيجِ

.. وهجر كل حناجر الشرفاء

لكن ..

ربما ..

ببساطة البلهاءِ

حين استنكروا أصواتهم

وتناثرت كل الشظايا حولهم

لم يكتفوا بضجيجهم

فاسترسلوا

ومضوا إلىّْ

………

………

………

ماذا عليَّ الآن .. ؟!

هل

أجتاز خيبتهم

كروح للشهيد

حكاية للمستباحِ

من الأمورِ

وأرسم الكورال

         حنجرة

لمخمور يصارع قوة الجاموس

                   والأبقارِ

                   والأسرابِ

                  وامرأةٍ

                  تنام على سرير دافئ

                 في ليلة شتوية

أي الرعاة إذاً يثور

وقلما

يتخطف الطير

الجماجم والعظام

... وهكذا ،

        فمن المؤكد أنهُ

لن يدرك المخمورُ

كيف سيطفئ المصباحُ

ضوءَ الشمس

حين يطارد الخفاشَ

       صوب ضجيجهم 

………

………

………

ماذا عليَّ الآنَ .. ؟!

        وامرأة الحدائقِ

        ترتدي

       ـ من أجلهم ـ

       هذا السوادَ

       تعاقر الجثثَ

       التي قد أحرقوا أعضاءها

               وتبادلوا لحماً طرياً

……………………

……………………

……………………

                ـ ربما وضعوا العظامَ

                        تميمةً

                 فوق الحوائطِ

                      .. والدماءَ

              وربما خدعوا العناكبَ

                         ليقرؤوا آياتهم ـ

   وتبادلوا لحماً طرياً

            والقطا ..

………

 …….…

.………

ماذا عليَّ الآنَ .. ؟!

       والرَّدْهَاتُ مظلمةٌ

وتملؤها الرياحُ

      فحيح أنثى

           خارج الدوران ،

           أو في داخل الأعضاءِ،

                     والشهواتِ

والردهاتُ

          مظلمةٌ

وتثقلها مظاهرة لطلاب

                 تلصص بعضهم

                  لمجرد الفوضى

فهل هم قادرون على الضجيج

                      ورقصة الزنجيِّ

                      حول النارِ

         أم ..

ستظل أوردة الحقائبِ

       تنزف المستقبلينَ

ـ بدون رغبتها ـ

             لكونشيرتو الضجيج .  

 

 

 

 

في القاهرة

 

في القاهرة هنا

  تتغير كل الأشياء :

الأرحام

الألوان

النساء

عقاقير الهلوسة

العربات

الأرصفة

الأدخنة

لفافات التبغ

الأحلام الليلية

أصوات الباعة يتلون أناشيد الزمن

العشاق على النيل

الأقدام المتراصة في مترو الأنفاق

الشعراء 

تتغير كل الأشياء

إلا أنت ستظلين القاهرة .  

 

 

انشطار

 

نصف إطار

  ونصف امرأة عارية

      ستمارس يوماً ما العشق مع الموتى

تركع كل صباح لاستقبال الجثث المبقورة

                           والمبتورة

       تملؤها بالخمر

             وبالأحزان .

 

نصف إطار

وأنصاف رجالٍ

        محشورين في فوهة المدفع

والشرطي الخائف يتوضأ

     تحت النهدين .

 

في نصف الوقت الآخر

سأحاول أن أطلق صرخات

               تشبه صحراء الربع الخالي

               وتشبه أطفالٍ جوعى

حتى ينشطر النصف

      إلى

 نـصـفـيــن

الغائب

النساء اللاتي

 يهجرن سريري

في آخر الليل وقرب الفجر

سيتركن مناديلاً

       وبقايا نبيذ في أكواب متسخة

………………

………………

منذ خمسين عاماً

      أو أكثر

يا أيها الليل القاسي

يهجرن سريري دوماً

دون خصوبةْ

هل أحتاج لعامٍ آخر إذن

     حنى أصلح ما أفسده خرونوس (*)

أم أتوهم

        أن " البحر الميت "

لم يمت بعد

     لكنه

           جثة للرماد المؤجل

                      والاشتعال

لهيب

النساء سيأتين

كعادتهن مع الليل

يثرثرن عن الأطفال

           الجارات

       إله الخصوبة حين رأينه مرسوماً فوق جدار المعبد

وفي وله

يجهشن طويلاً

بجواري

النساء اللاتي

يترقبن مجيئي

    ـ وأنا لم أولد ـ

           من رحم كالأرحام

سيعلمن تماماً

أني تمثال من صخر

فيجهشن كثيراً بجواري

ويغادرن سريري في آخر الليل

                  وقرب الفجر

ويتركن مناديلاً

وبقايا نبيذ في أكواب متسخة

 

 

 

ضيف الموقع

الشاعر المصري

بهاء الدين رمضان

يمكنكم التعرف إليه عن قرب والاستزادة من إبداعاته الجديدة بوساطة نقرة واحدة

قم الآن بزيارته في موقعه

Bahae66

 

       دع ضيفاً جديداً يزرك إنه رجل عربي هامشي اسمه ( أحمد الزعتر ) ؛ رفيقه ورفيقكم الشاعر الفلسطيني الكبير ( محمود درويش )  يروي لكم حكايتة والمأساة العربية التي نالت من دمه ، وما يلوح له عن الوطن السليب ؛ ويداوي  لكم لغة الجرح ، ويطبب القلوب بالمواساة ونفخ نيران الثأر والأسى .. 

[ اختر اللغة : العربية /  English   :  chose the language  ]

 

dandanah