/arsproxy/ars.htm
غابة الدندنة - موقع الشاعر المصري علاء الدين رمضان  - عن المحرر - وكالة آرس

Welcome, مرحباً (مرحباً ) شاهد صفحتك - مجلة أهل الغابة   

غابة الدندنة  
· مجلة إلكترونية تعنى بشؤون الأدب العربي وقضاياه

غابة الدندنة 
.. مجلة أهل الغابة من موقع الشاعر علاء الدين رمضان 
عضو جديد 
[ توثيق العضو الجديد باحة الأعضاء ]

انصهار الذات .. امتزاج القصيدة

قراءة في شعر الجنوب المصري

بقلم : محمود رمضان محمد 

لكل ناقد غرباله ، لكل موازينه ومقاييسه ... وقوة الناقد هي ما يبطن به سطوره من الاخلاص في النية ، والمحبة لمهنته ، والغيرة على موضوعه ، ودقة الذوق ، ورقة الشعور ، وتيقظ الفكر ، وما اوتيه بعد ذلك من مقدر البيان لتنفيذ ما يقوله الى عقل القارئ وقلبه

ميخائيل نعيمة
كتاب (( الغربال ))

 (1)
وقفـــة

     بداءة أعترف بأن رأيي في بعض قضايا الشعر قد يثور عليَّ بعض شعراء الحداثة ومابعدها ، ولكنه رأي نابع عن قناعة وإقتناع ، ولابد من طرحه والوقوف به في المواجهة ، وقد يؤيده البعض ويرفضه البعض ، المهم والأهم  من يرفض يكون لديه أسانديه، وحجته، ومن يؤيد يكون لديه كوامنه وبواعثه وما دفعه على تأييد هذا الرأي .

      فما حدث للشعر على أيدي بعض شعراء الحداثة ، ضيَّع الشعر، وأفقده شعريته، وتجرد من هيبته وريادته ، وأصبح حاله- كحال العرب الآن - مشتتاً ضائعاً ، فاقد الهوية، ومع ذلك أصحابه يتشدقون في كل مكان بِرُقيه، وتَطَوره ، ومواكبته للحديث الغامض، والجديد الخارج عن كل مألوف، لقد تجرد الشعر من شعريته، وخلع ببطء رداء الشعر حتى أصبح عاريًا، تصفعه الريح من كل جانب، وضربته الشمس في أم رأسه فسقط صريعًا، وأدخله برد الشتاء في دور إنفلونزا أردته طريحاً للفراش يعاني من سكرات البرد وأوجاعه، وماعاد الشعر ديوان العرب، يواجهون به الأعداء، ويتبارزون فيه في ليالي السمر، ويتشببون به بالحبيبة، ماعاد الشعر شعرًا، أطاحت به الرواية .وقال بعضهم إنها ديوان العرب الجديد ، وخرج علينا الدكتور جابر عصفور بكتابه (( عصر الرواية )) تلاه كتاب الدكتور فاطمة موسى (( سحر الرواية )) ،وكثرت الكتابات المؤيدة .. والمعارضة  وكثر النقاش والجدل حول هذا الموضوع الشائك، وهل الرواية أصبحت فعلاً ديوان العرب، بعد تراجع الشعرالذي سقط مهزومًا، متخاذلاً على أيدي صناعه ؟ ، الإجابات جاءت عملية، وواضحة، بعد أن إتجه الشعراء لكتابة هذا الساحر الجديد ( الرواية )، أتجه الشعراء لكتابة الرواية بصورة لافتة ، فلماذا لم يؤد الشعر دوره المنوط به ؟ ، لماذا لا يعبر عن الجماهير العريضة كما كان يعبر، لماذا لا يؤدي رسالته ، لماذا تحول إلى معادلات كيميائية ، وإنبعاجات فلسفية ، ورموز إنشطارية ، وذرات هوائية ، ومواقف لا إنسانية  و... الخ .

    وخرجت علينا أسماء لدواوين تحت مسميات غريبة : (( ضرورة الكلب في المسرحية _ سراب التريكو) الخ هذه الأسماء الغريبة .

  إن مافعله الشعراء بالشعر هو الذي أوصله للحالة المرضية، وأصبح كما يقول المثل العامي ((كالتي رقصت على السلم .. ))، فما هو بالشعر ولا هو بالنثر .. وأعترف أنني أشعر بالغيظ من هذا المسمى المغالط ( قصيدة النثر))، وقد ناقشنا هذا المسمى في إحدى ندوات (( الجيل الجيد )) في مطلع الثمانينات من القرن الفائت ، وخلصنا في النهاية أن نسمي ما يكتب تحت هذا المسمى بـ (( نثرية ))، حتى لا يتقابل الضدان ، ويتصامدان، فالنثر نثر، والشعر شعر، وما بينهما خوا، وإذا خلا الشعر من الشعرية ، أقصد الموسيقا ، الموسيقا الداخلية ، الموسيقا التي تجعلنا نتموسق مع القصيدة ونتفاعل معها ، فلا يوجد شعر بدون موسيقا ، وبدون مشاعر ، فليتمرد الشعر على البحور الخليلية ، ولا يقف عند مرحلة معينة ، ويجرب ، ويدلف في الحداثةومابعدها ، ولكن لا يتخلى عن شاعريته ، تلك السمة الأساسية التي ينطلق منها الشعر ، فما سمي بالشعر إلا لأنه يضرب على مشاعرنا وأحاسيسنا، أما إذا تحولت القصيدة إلى معادلة كيميائية ، وتركيب لغوي بحت ، وصور مكثفة غامضة تخلو من الأحاسيس والمشاعر ، وتفقد الموسيقا ، فقل على ما يكتب أي شيء ، إلا الشعر حتى لو كان موزوناً أوحتى خليلي مقفى، لا حرا طليقا ، أو نثرا مسترسلا، لا نستطيع أن نطلق على أي كلام شعر حتى لوأنتهج تفعيلة ما، لا نستطيع أن نقول هذا شعر وهو يخلو من المضمون ، ومن الجمال، ويدلف بك إلى سراديب من الإبهام، والخزعبلات المتراصة ، ويقولون، ويتشدقون ، ويصرحون - ولهم النوافذ والمنابر والنقاد والسيطرة -، بأنها الحداثة ، ومابعدها ، أنها التطور ، وأن ما يخالفهم جامد ومتخلف ، لايساير الجديد ، ولا يواكب .. ولا .. ولا .. وتقف اللآت تواجه من يقف في طريقهم ، لهم المجد ، ولا أحد يقرأهم ، وماعاد للشعر جمهوره الذي كان ، هجره القراء ورواد الأمسيات الجميلة ، وأكتفى الشعر بأصحابه ، أصحاب النظريات الرياضية ، حتى لو ظهر شاعر جديد لابد أن يسير على نهجهم ، يمضي في طريقهم ، والا مصيره التجاهل ، فهو في رُكب التخلف ، وما يكتبه ضعيف ، و... تلصق به كل التهم .

      ترك الشعر الحديث - على أيدي صناع الحداثة ومابعدها - الجمال ، وأصبح يدلف بنا إلى القبح ، يبحث عن الجمال في مواطن القبح ، فدخل الشعر كل قبيح ، فأصبح يعبر عن دورات المياة ، ويتحدث عن الجنس بشكل مقزز ، ويطرح علاقات شاذة ، فلا تعجب عندما تقرأ أسطر مليئة بكل ماهو مقرف ومشين ، ويدعوك إذا كنت إنسانا لك مشاعر وأحاسيس لتفرغ محتويات البطن بمجرد قراءة أسطر قليلة .

     نعم هناك إمتزاج بين الأضداد ، تداخل بينهما ، ولكن نستطيع أن نغلب الجميل على القبيح ، أن نغلب الشعري على اللاشعري ، يستطيع الجميل محو القبح ومحاصرته ، أو تطهيره من هيئته المرزية وأضافة الجمال والبهجة عليه ، تماما كما نفعل عندما ننظف مكان ما ، وليكن على سبيل المثال ، مكان خرب ، لإلقاء القاذورات والمهملات ، نستطيع بشيئ من الإصرار والعزيمة أن نحوله إلى حديقة جميلة تسر الناظرين ، هكذا نستطيع مع الفن ، أن نلغي القبح ، أن نسحقه بالجمال ، نسحق كل ماهو عديم المشاعر والاحاسيس بما هو يحمل المشاعر والاحاسيس ، أن نجعل القصيدة شعر ، لامجرد نثر خاوي وخالي من الشعرية .

      أما القلة القليلة المتمسكة بالأصالة ، التي خرجت من نبع الأصالة ، ودلفت إلى الحداثة بوعي ، فلها  الله ، ولها الشكر ، لأنها مازلت تذكرنا بشيء أسمه الشعر ، مازالت تستخرج لنا الجمال ، وتطرح لنا الفكرة الجميلة بأسلوب شعري يهز المشاعر والقلوب ، ويناوش العقل .

     وفي إقليمنا قلة الذين أنشقوا من صفوف الشعر ، ودلفوا إلى المغامرة الغير محمود عقباها ، وأندلقوا في بحر الحداثة ، والتقليد الأرعن بدون وعي، ولكن يبقى الطابع الأغلب والأعم على شعر الجنوب متمسكا ومستمسكا بالشعر وشعريته ، ومن هنا برز أسم جميل محمود عبد الرحمن ، عندما يصدح في الأمسيات يلتف حوله الجمهور يصيخ الآذان ، ويفتح القلوب ، وهكذا درويش الأسيوطي ، وعزت الطيري ،ومحمد أبو دومة ، وسعد عبد الرحمن ، وأبو العرب أبو اليزيد ، و الأسماء كثيرة ، كثيرة ، والتجارب غنية ، وهانحن نوفي بالوعد ونقدم لكم الجزء الثاني من كتابنا الذي نعزف فيه على شعر الأحبة في جنوبنا العامر ، لنقدم لكم مجموعة أخرى من شعراء الجنوب ، بعدما قدمنا في الجزء الأول بعضهم ، وتتواصل رحلة العطاء .

     ونؤكد هنا بأننا ضد الجمود ، ومع التجريب ، ولكن مع التجريب الواعي ، فلا توجد تجربة لا تنطلق من أسس وقواعد وأصول ، وإلا ما كانت هذه التجارب إلا فرقعات وخواء وضياع

وتخريب . فما علاقة الشعر - هذا العالم الذي يطل بنا على الجمال ، ويدمي قلوبنا كما يطهرها -بما يكتبه بعض الشعراء المحدثين عن علاقته بحذائه ، وكيف يتخلص من فضلاته في دورة المياة ، وعلاقة السيجارة بالمحبوبة ، وعرقه النتن ، وملابسه الرثة ..  وأشياء كثيرة تتوغل في كلام مرصوص لاعلاقة له بالشعر ، ثم نجدالناقد الذي يمجد ، ويرحب بالشاعر الفذ الذي أوجد وصنع وخلق هذه العلاقات العبقرية .

     ومهما حدث من مغالطات ، ومهما إرتفع صوت الإدعياء ، والذين انحشروا كالجراد بين سموات الشعر ، وأنزلوا علينا وابلًا من تجارب باهتة ، مقلدين الشعر الغربي ، ونسوا وتجاهلوا أن لكل شعر سماته ، وصفاته .

     نؤكد للمرة الألف أننا لسنا ضد الجمود ، ولا مع التوقف عند مرحلة معينة من مراحل التجديد ، نحن مع التجديد ، ومع التجريب ، ولكن فرق شاسع بين التجريب والتخريب ، مع أن رسم الكلمة يختلف في موضع نقطة ، هذه النقطة هي الشعرة / الفاصل / الفيصل ، مابين التجريب والتخريب قيد أنملة ، هناك شعراء محدثون أجادوا وطوروا ، وقدموا تجارب مازالت سامقة وشاهدة على التجديد الواعي النابع من الأصالة ، ولهذا بقيت الأسماء شامخة في سماء الشعر العربي ، نازك الملائكة، صلاح عبد الصبور ، أمل دنقل ، محمود درويش ، عبد الرحمن الأبنودي ، صلاح جاهين ، فؤاد حداد .. الخ .

     لقد استطاع شاعر مجتهد مثل علاء الدين رمضان ([1])، أن يعيد تجارب من سبقوه فيمزج بين الفصيح والعامي في تجاربه الأخيرة - والتي أعجبت جماهير الشعر وروداه - وهي تجارب قديمة راسخة في الشعر العربي  وكانت تسمى بـ (( الخرجة )) ، واستطاع علاء الدين أن يعيدها إلى قالب الشعر العربي الذي يمر بمرحلة حرجة من التخريب تحت مسمى التجريب ،وأطلق عليها مصطلحاً غير مسبوق ( شعر لهجي ) ،  والقارئ لكتاب الدكتور صلاح فضل (( شفرات النص - دراسة سيميولوجية في شعرية القص والقصيد )) الصادر عن قصور الثقافة - سلسلة ( كتابات نقدية ) العدد (85 ) ، سيطالع المزيد عن هذا الفن الرائع والجميل ،( الخرجة )، والمطالع لما يكتبه علاء الدين رمضان يثبت لنا قولنا وتأكيدنا إن الإنطلاق من الأصالة لخلق فن معاصر وجديد وطموح وراسخ هو الفيصل / الجوهر ، بين ما هو شعري وغيره ، فلا يوجد فن من فراغ ، من هواء ، لابد من التواصل والبحث في الجذور لنخرج من نقطة ظاهرة  ، ونقف في مواجهة الريح بجدورنا القوية .

     هذا مثال حي لشاعر شاب جنوبي . يكتب الشعر الحديث .

     ومثال آخر لشاعر يكتب الشعر التقليدي ، ولايحيد عنه ، وهو الشاعر الجنوبي حسين محمد منصور([2])، وهو شاعر له تجربة ثرية ، واستطاع من خلال تجربته العامرة ، والممتدة ، والمثمرة ، أن تؤكد أن الشعر العمودي مازال نخلة سامقة ، قادرة على الطرح ، وأن الشكل شيئ ثانوي ،المهم الجوهر / المضمون .

     وقد تحدثنا بإفاضة عن تجربة الشاعر من خلال كتابنا ( همسات عاشق _ المرأة في شعر حسين محمد منصور ) .

      الأسماء الشعرية -لا الشعراء - لانستطيع حصرها ، ولا نستطيع نسيانها، أعطت وأجادت وتطورت ، وطورت ،وانطلقت من نقطة بداية سليمة وواضحة ، جددت بوعي ، وأضافت بحنكة، لهذا بقيت راسخة في وجداننا ، مؤثرة ، نقرأ شعرها فتهتز العقول ، ويتوهج العقل وما زالت سماء الشعر في الصعيد تمطر الشعراء والمواهب الجديدة .

     أننا مع التجديد ، مع التجريب ، ولانقف عند حدود تجربة معينة ، ولكن ضد أي تجربة لا تنطلق من جوهر الشعر ، ضد التجربة التي لا نشعر بها ، ولانتفاعل معها ، ضد أي تجربة لا تداعب القلب كما تناوش القلب ، ضد أي تجربة تهرب من الشعر إلى أشياء بعيدة تماما عن ما هو شعري بحجة التجديد والتجريب ، فالشعر هو ما أشعرك ، ما جعل وجدانك يتفاعل ويتجاوب مع التجربة ، يهزك من أعماقك ، لا يجعلك تقف أمامه عاجزا عن الفعل ، محاولا فك الرموز واللغة المتشابكة الغير مفهومة ، فتتداخل الكلمات في بناء يعكر صفوك أيضا ، ويجعلك تحتاج إلى عقل فوق عقلك للدخول في عمق ما يسمى بالشعر ، وربما قبل أن تفهم يذهبك شعورك وعقلك ، وتحتاج إلى طبيب نفسي ليعالجك من أثر الخوض في عمق هذا الهراء ، ومن المداخلات ومحاولة فك أشتباك ما يرمي إليه صاحبنا صاحب التجربة الطلسمية ، ولكن اقول الشعرية ، فهي خلت أساسا من الشعر .

     فرق شاسع بين شاعر يدلف إلى الحداثة ومابعدها وما بعد بعدها من أسس ثابتة ومن نقطة بداية واضحة ، وشاعر يركب الموجة ويبدأ من حيث أنتهى غيره دون النظر في التاريخ البعيد العامر لهذا التراث الشعري ، الذي كان يوما ما ديوان العرب ، ولن يكون مرة أخرى مادمت الطبول تدق لمدعي الشعر ، والجوقة يرددون كالببغاوات ، والنقاد يسايرون الموجة ، ويكتبون أيضا طلاسم كتبها الغرب وتخلص منها منذ ردح من الزمن، وإلا فما معنى أننا مازلنا نتمسح بالبنيوية وقد أنتهت من الخمسينات من القرن الفائت على يدي صناعها في الغرب ، فتحولت كتب النقد كما الشعر إلى معادلات كيميائية ودوائر حسابية ، ولغة رقمية ، وهذا بعيد تماما عن الشعر ، والذي يبحث في جماليات القصيدة متخلف بالطبع في نظر هؤلاء ، حتى الجمال عندهم له مفاهيمه الخاصه ، بعد أن تحول إلى البحث عن جمال القبح ، نعم يبحثون في جماليات القبح.

    هذا الوجع المسمى بالشعر جعل الروائي والكاتب المعروف (( فؤاد قنديل )) يكتب مقالة في جريدة الأهرام في 5/12/ 1999م بعنوان (( الأدب البلاستيكي )) ، وأعتقد أن هذا المصطلح يعد أضافة جديدة للقاموس الأدبي ، وسيسجل له التاريخ هذا السبق، وفي ظني أن هذا المصطلح لو ظهر في دولة من تلك الدول التي صدرت لنا العولمة ، والمعجنة ، والبعججة ، والهمبكة ، وتلك المصطلحات التي سرعان ماتغزو حياتنا وتؤثر فيها تأثيرا قويا وسرعان مانحشرها حشرا في كل شيء بدءا من الإقتصاد والسياسة والدين والثقافة .. الخ .

     أقول لو صدر هذا المصطلح من هذه البلاد لغزا دولنا وأصبح منهاجا ودستورا للكبير والصغير لحين ظهور مصطلح مماثل ، ولكنه للأسف صدر من داخلنا ، من ذاتنا ، ولم نعترف بقدراتنا-نحن العرب- بعد .

       نعود إلى مصطلح الأستاذ فؤاد قنديل الذي يفرق فيه بين النص الأدبي الحي ، والنص الأدبي الجامد ويقول : ((  إن الفرق بين نص أدبي حي ونابض وملهم ، ونص بارد ، جامد ، إذا عصرته واستقطرته لا تتفتق خلاياه عن نقطة دم أو إحساس كمثل قطع من اللحم ، وقطعة من البلاستيك )) . ويطالبنا الكاتب - وهو محق - بعدم محاصرة النص الأدبي وتضييق الخناق

عليه باللغة حتى أصبح النص مجرد بناء لغوي خاوٍ من الفن .

     هذا الكلام ينطبق على كل ألوان الفنون ، وعلى رأسهم النقد الذي تحول إلى مدارس لا يفهمهما النقاد أنفسهم ، ويذكر الناقد والشاعر الأسباني (( داماسو ألونسو )) إن الشعر عصفور وديع ، إن شَدَدْتَ عليه قبضتك الدراسية ، أزهقت روحه ، وحوَّلتهُ إلى جثة لا يغنيك تشريحها في معرفة سر رشاقتها وهي ترف من حولك ،  علينا إذن أن نمسك هذا العصفور بحنو شديد ، وأن نسمح له بالتلفت من أصابعنا ، وإن كان لنا من حبسه في منهج فليكن قفصا واسعا يتركه

يتنفس ويتحرك ، حتى لا نزهق روحه ، أو نحوله إلى دمية ، قطعة من البلاستيك .

     للنقد دور كبير في إبراز ماهو جيد وماهو ردئ ، النقد هو الموجه والمحرك ، بيده أن يضيف وأن يساعد على ظهور مدارس جديدة ومناهج جيدة وجديدة  ، قادر على الوقوف على أعتاب كل تجربة جديدة ، وتقييم كل تجريب ، والولوج في عمقه لتفتيت ظواهره ودواخله ، وتوجيهه لخوض التجربة أو إهمالها وإغلاق ابوابها ، النقد قادر على صنع حركة شعرية جديدة ، النقد البناء فقط الذي يرمي عبء المحاباة والمجاملة التي تفشت بين ظهراينا حتى وضعت الإبداع في مأزق شديد ، وخلقت لنا أجيالا انسلخت من واقعها ، حاضرها ، وماضيها ، وبالتالي أصبحت هشة لا مستقبل لها ، والأدب إن لم ينظر للمستقبل فهو هش ، لا قيمة له ، و تحول إلى أدب لحظي / إستهلاكي ، كسندوتش الوجبات الجاهزة ، وعلينا أن نثور الحركة الأدبية وننزعها من هذا الركود الهش ،والمعارك الشخصية التي تفسد الحياة الأدبية ، فلا يستطيع ناقد أن يقول لشاعر ناشئ أن ما تكتبه من نثر مجرد محاولات لاتمت للشعر بصلة ، سيُقذف هذا الناقد بالحجارة ، ويصلب على مائدة الأدب ، ويتهم بالتخلف والجمود ، و.... ، ويجد هذا المتشعور من ينشر رأيه ويقف معه يسانده ، تابعت مثل هذه المهاترات في إذاعة إقليمية عندما قال أحد الشعراء الكبار رأيه في شاعر جنوني يكتب مايسمى بقصيدة النثر ، فكيل له الشاعر المحدث ، -صاحب التجربة الفريدة ، والمواكب لعصره - سيلا من الإتهامات ، جعلت شاعرنا وهو صاحب رؤية نقدية مشهود لها يتراجع عن رأيه ، ولا عزاء للشعر .

     مع أنه هو نفسه الشاعرالكبير  الذي قال لي يوما ونحن نقف أمام شاطئ الغرام بمرسى مطروح نبحث عن صخرة (( ليلى مراد )) الشهيرة ، تعليقا على ديوان (( سراب التريكو )) ، إن الشاعر نسي النقط الثلاث في الحرف الأول ويقصد (( شراب التريكو )) ، وكنت لحظتها أناقشه في حوار نشر له في صحيفة (( القاهرة )) - التي تصدرها وزارة الثقافة ويرأس تحريرها الأستاذ ( صلاح عيسى ) واستطاع بخبرته ومعه كتبية عمل مخلصة أن تصنع جريدة جماهيرية لا جريدة للنخبة فقط / القلة كما كانت في إصدارها السابق _   وكان رأيه قاطعا وسديدا فيما يكتب من شعر حديث .

     أن حياتنا الأدبية ، والشعر خاصة ، يحتاج منا إلى وقفة ، حتى لا يتباكي الشعراء أنفسهم لهروب القارئ ، ويضعون أزمة الشعر في جعبة الأزمات

الإقتصادية والإجتماعية والـ ... ، ونسوا إن مثل هذه الأزمات هي التي تصنع الشعراء ، وتجعل للشعر دوره القيادي في الوقوف في لب هذه الأزمات وطرح مثل هذه القضية الملحة .

     متى يحدث ذلك ؟! .

سؤال لابد من طرحه ، وتثويره والولوج في عمقه / جوهره للبحث عن الحقيقة / الصدام ، يحدث ذلك عندما يعبر الشعر عن مشاعر الناس وأحاسيسهم وقضاياهم ، ولنسأل أنفسنا بصدق بعيدا عن أي نعرات وأي تعالي ، من الذي صنع جماهيرية فارق جويدة ، وعبد الرحمن الأبنودي ، وعزت الطيري .

     عندما سأُل الشاعر الكبير " محمد الفيتوري ، عا م 1994م  من هو الشاعر المصري الذي لفت نظرك في المرحلة الأخيرة وأنت الشاعر الذي واكب أجيالاً من الشعراء العرب ؟  قال : " إن الشاعر المصري الذي يعجبني الآن والذي يلفت نظري ويجعلني أشعر أن ثمة شيئاً يقال وثمة نبضاً يضرب في أعماق هذه الأرض وثمة لغة ناصعة وقادرة على التعبير .. وثمة ايقاعا صادقاً وموسيقيا وعلى صلة وثيقة بايقاع الروح المصرية .. شاعر لم أعرفه من قبل - وهذا يؤسفني - اسمه عزت الطيري .

     لقد أحسست أمام قصائده التي قرأتها بتركيز شديد في ( أخبار الأدب ) أنني أمام شاعر حقيقي ينتمي إلى هذا العصر ، ودعك من اللغو الآخر ))([3])

     ما الذي دفع شاعر كبير مثل الفيتوري يقول هذا عن (( عزت الطيري )) وهو شاعر جنوبي ، لايعرفه ولم يحتك به من قريب أو بعيد ، أنه الشعر الضارب على وتر القلب والمناوش لأحبال العقل . شاعرية عزت الطيري وصدقه الفني وأحاسيسه التي لايتجاهلها وهو يكتب القصيدة ، فالقصيدة بدون إحساس ميتة ، لا قيمة لها ، فكيف لقصيدة ميتة تؤثر في الناس ويتفاعلون معها .

    أعتقد لو قرأ الفيتوري لمعظم شعراء الجنوب بكثافة كما قرأ للطيري لقال عنهم مثلما قال عن عزت الطيري، فكل شاعر له سمته  كاشتعال القصيدة عند جميل محمود عبد الرحمن، وتلك النزعة الصوفية المتوهجة عند محمد ابو دومة ، وكذلك عصام المدمري  ، وتلك الثورية الكامنة عند درويش الأسيوطي ، وهذه العذوبة وإمتلاك المشاعر ومحاصرتها في شعر حزين عمر ،  وعذوبة الوجع عند أبو العرب ابو اليزيد ، والرومانسية الحالمة عند سعد عبد الرحمن ، وسموق الحملنتيشية عندشوقي محمود أبو ناجي ، ومصطفى رحب ووهج العامية عند عشري عبد الرحيم ، والتمرد الواعي عند مشهور فواز وعبد الناصر هلال ، والتجربة الصادقة ، والتجريب المتأصل عند علاء الدين رمضان ، والشفافية الرائقة عند بهاء الدين رمضان ، وإنفجار القصيدة عند فرغلي الخبيري ، و .. الخ 

      لابد أن نواجه أنفسنا للنقذ الشعر من ثلة المخربين باسم الحداثة والتجريب ، أن نواجه أنفسنا بصدق لنعرف الأسباب الحقيقية لسحب الرواية البساط/ الريادة ، من الشعر ، لتصبح هي ديوان العرب القادم ، ويتوجه الشعراء لكتابة الرواية وينجحون في طرح ما يعج في دواخلهم بعد أن عجز الشعر عن أداء الرسالة ، وتكملة المسيرة التي دامت قرونا طويلة ، كان هو المعين والنصير والسند والواقف سامقا ، يواجه كل أعاصير الفنون ، معبرا وحده لقرون عدة عن الإنسان العربي .

      لسنا ضد التجريب ، نعيدها مرات ومرات ، ولكن لسنا ضد الأصيل المواكب .

     مع الشعر / المشاعر ، الشعر  الرسالة ، لا الشعر المتقولب ، المتعجرف ، النابع من ذات مغلقة ولا يصل إلينا بتهويماته ، وقوالبه الجافة ، ومعادلاتة اللغوية / الكيميائية .

     دعونا نطرح سؤالا هاما ، قد يطرحه البعض ويتجاهل الإجابة ، أو يتعالى عليها ، أو لايفكر في السؤال بالمرة ، لأنه يعيش في برج عاجي لا يهمه غير ما يكتبه ، لمن ؟ لايهم . من يقرأ ؟ ، لا يهم .

    السؤال يسير وسهل والإجابة عنه يسيرة وشائكة أيضا ، السؤال / البوابة لأشياء كثيرة متداخلة ، هو : لماذا يتفاعل الجمهور في أمسية ما مع شاعر ، ولا يتفاعل مع شاعر آخر ؟

لماذا يصفق الجمهور من قلبه لشاعر ويطلب منه الإعادة بإلحاح ، ويتغامز عندما يسمع شاعر ما ويهمس البعض لبعض : ماذا يقول صاحبنا ؟

     الإجابة البسيطة على السؤال البسيط : أن الأول شعره فيه مشاعر وأحاسيس ، عبر عن الجمهور الذي أمامه ، داعب مشاعرهم ، فأحسوه وتفاعلوا معه .

     أما الأول فشعره خاويا وخاليا من المشاعر والأحاسيس ، فلم يشعر به الجمهور ولم يفهمه .

     السؤال بيسط وشائك في نفس الوقت ، شائك لأن الشاعر الثاني المتعالي على الجمهور الذي لايهمه القارئ ، ويكتب من برجه العاجي ، وعلى القارئ أن يفهم ما يفهم مما يكتبه ، وإن لم يفهم فهذا شأنه ، هكذا يقول بعض شعراء الحداثة ، ويؤيدهم بعض نقادهم .

      فرق شاسع أن تشارك القارئ في فك رموز وملامح القصيدة ،القصيدة القيمة ، الهدف ، الجمال ، وبين أن تقدم له كلاما مرصوصا لاقيمة له ولاهدف ، ولا ترابط ،ولا مشاعر ، وعليه أن يفك الرموز والمعادلات وإن لم يصل إلى شيئ ، ولن يصل ، لأن المعادلة ليس لها قاعدة من الأساس .

      كيف بعد ذلك نطالب القارئ بمتابعة هذا الهراء ، ولماذا نصرخ ونقول أن الشعر يمر بأزمة، وأن الرواية سحبت البساط من تحته .

       نعم أسباب الأزمة كثيرة ، بداية من الإعلام بأنواعه الذي قلص دور الأدب بتهميشه ، فأصبحت الصفحات الأدبية ضئيلة ويمكن أن تختفي لأسابيع

، والمجلات - إن وجدت -ذات إتجاهات معينة لاتحيد عنها ولا ترحب بالمضاد ، ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية تقدم برامج قليلة وفي أوقات ميتة بالمفهوم الإعلامي ، وتركز على فئة معينة من سكان العاصمة ( القاهرة ) ، بإستثناء القنوات المحلية ، فمن واقع التجربة العملية في قناتي الصعيد : السابعة والثامنة ،وإذاعة جنوب الصعيد  وإهتمامهم الملحوظ بالبرامج الثقافية التي تلقي الضوء على الإبداع والمبدعين بصورة لافتة ومكفة ومرضية نوعا مات ، الأمر الذي جعل سكان العاصمة يزاحمون أبناء الأقاليم في هذه البرامج ، فلماذا تقدم القناة الأولى ومثيلتها الثانية على تقديم مثل هذه البرامج وتبرز الأدباء في كل مكان دون التوقف أمام أدباء العاصمة فقط .

      أما القول أن العوامل الإقتصادية والإجتماعية والسياسية و.... لها دور في تهميشس الأدب، فقول هذا رأي  فيه الكثير من المغالطة ، فالشعر خاصة ، والأدب بصفة عامة يظهر دوره في الأزمات ، والتاريخ خير شاهد ودليل على هذا ، فهو الذي يشارك الإنسان أوجاعه - أي الأدب_ وهو المتنفس له ، والمعبر عن ثورته الداخلية والخارجية ، والباعث في كيانه الأمل في الخلاص من الأزمات ، والمساند له ، والمثور له و.......

     ولكن أي شعر ؟ .

     الشعر المعبر عن هذا الواقع ، والمتفاعل مع الناس ، والداخل كيانهم ، الطارح هموهم . الشعر المشاعر .

دعونا نسال أنفسنا ، ما أسباب إنتشار شعر فاروق جويدة - مثلاً - بين العامة ، وأصبحت دواووينه الأكثر مبيعا وإنتشارا بشهادة دور النشر التي توزع دواويينه ، وأصبح شعره هو المقرر الأول لشباب الشعراء ، ومن خلال تجربتنا الشخصية في نادي أدب طهطا ، نصيحتنا الدائمة لشباب الشعراء بقراءة جويدة ، وقد طرحت هذه النصيحة ثمارها في تطوير أدوات وشعرية الشعراء الموهبين ، وكتبوا شعرا موزونا ومموسقا دون الخوض في دراسة بحور الشعر . أليس هذا يعد تميزا وتفردا ، رغم قول بعضنا أن مرحلة جويدة مرحلة أولى للشاعر ، نعم أولى لينسلخ من مرحلة التأثر ويدلف في تكوين ذاته ، عالمه الخاص .

     ما الذي جعل قصيدة مثل قصيدة ( آمنة ) لعبد الرحمن الأبنودي تحدث ما أحدثته من زوبعة ، وكتب فيها الشعراء أنفسهم عدد كبير من القصائد تفاعلا مع فنياتها ، وما طرحته من أفكار وقيمة إنسانية ، مع أن القارىء العادي عندما يقرأها يظن أنه قادر على كتابة مثلها لبساطة مفرادتها ، ولكنه السهل الممتنع ، الذي يعبر عن مشاعرنا وأحاسيسناودواخلنا وهمومنا الإنسانية البسيطة / المشتركة ، نشعر ببساطته ولكن لا نستطيع أن نقلده أو نماثله.

مالذي يجعلك تنهمك في قراءة قصيدة وتقرأها مرات ومرات ، هل يوجد شيئ غير ماتحمله من رؤى جميلة ، ومشاعر قريبة  من ذاتك ، من داخلك؟!.

     ما الذي جعلنا نعجب بشعراء أمثال : جميل محمود عبد الرحمن ، وعزت الطيري ، وشوقي محمود أبو ناجي ، ومصطفى رجب ، ودرويش الأسيوطي ، وحزين عمر ،وعصام المدمري ، وعشري عبد الرحيم ، و حسين منصور ، وأبوالعرب أبو اليزيد ، وأوفى الأنور ، وبهاء الين رمضان ،  وعبد الناصر هلال ، وعلاء الدين رمضان ، والمنجي سرحان ، وفرغلي الخبيري ،ومحمد خضر عرابي ،  وأحمد الليثي ، وسماح عبد العال ، وأحمد جامع ،  وغيرهم .. وغيرهم، فالجنوب عامر بالشعراء المجيدين ، منهم مازال يواصل رحلة العطاء في الشعر / المشاعر، المتوهج بنار الشعر ودفء الكلمة ، ومنهم من توجه إلى التجريب ولسنا ضده ، فليكتب كل ما يشاء ، ولكن لن نقف إلا أمام الجاد ، والنابض بالشعر ، أما المغالطات والمهاترات والدخول في متاهات تخريب القصيدة فلن يعنينا من قريب أو بعيد فالقافلة تسير ، تسير ، وتسير ، ويبقى الشعر .. الشعر .. الشعر .


[1] - علاء الدين رمضان السيد ، ولد في 12/01/1970م في ساحل طهطا من اصداراته : ديوان ( التواليات ) عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1993م ، وديوان ( الخطو على مدارج المدينة القديمة ) عن اتحاد الكتاب العرب بسوريا عام 1993م ، وديوان ( غابة الدندنة ) عن هيئة قصور الثقافة المصرية عام 1995م .

[2] - الشاعر حسين محمد منصور ، من مواليد أسيوط ، من اصداراته الشعرية : ديوان الأحلام الضائعة ، في الفردوس ، عطر وحب ، أغاريد الفردوس ، أغاريد عاشق ، همس الذكريات ، حواء حبيتي ، في رحاب النور .

[3] - جريدة ( أخبار الأدب ) العدد ( 55 ) 22 صفر 1415هـ ، 31 يوليه 1994م . ص 7


محمود رمضان محمد الطهطاوي

     
  الرئيسة  
  ذوب القلوب
 الرسائل
 
     البريد المباشر  
  الشعر  
  الرواية  
  المسرح  
  القصة  
  مداخلات نقدية  
  الدراسات والبحوث  
  همس التواصل  
  بريد الكتاب والأدباء
  أخبار المعرفة والإبداع
  الدوريات الثقافية
  توثيق العضو الجديد 
  باحة الأعضاء
 

 

 
     
     
 

وكالة آرس

 
 

غابة الدندنة

 
 

عن المحرر

 
 

شاهد صفحتك

 
 

مقدمات

 
 

وقفة تقديم 

 
 

انصهار الذات .. امتزاج القصيدة 

 
 

 نحو منهج نقدي 

 
 

شعر الفصحى

 
 

د. محمد أبو دومة
بين ليلى وفاليري

 
 

مشهور فواز
ظاهرة التمرد

 
 

سعد عبد الرحمن
حدائق الجمر

 
 

المنجي سرحان
فلسفة الحزن

 
 

حزين عمر 
محطات وهج القصيدة

 
 

عبد الناصر هلال
ترويض الذات

 
 

محمد خضر عرابي
الرقص في حانة  الوجع

 
 

بهاء الدين رمضان
صباح العشق

 
 

عارف البرديسي 
المشي على البكاء

 
 

أحمد جامع
اشتعال القصيدة

 
 

شعـر العـامـية

 
 

أحمد المنشاوي

 
 

عشري عبد الرحيم

 
 

محمد محمدين

 
 

محمود المزلاوي

 
 

سماح عبد العال

 
 

عـروض نقدية 

 
 

محمد خليفة الزهار
قصائد من ديوان الموت والوجع

 
 

مستقبل الثقافة العربية

 
 

تكنولوجيا أدب الأطفال

 
 

موسيقا للبراح والخديعة

 
 

طالع المزيد

 
 

الروايات

 
 

يا عزيز عيني

 
 

للعشق أوجاع.. هذه منها 

 
  طالع المزيد  
     
     
     
     
 

النصوص المسرحية

 
 

الخروج إلى القلعة

 
 

مونودراما عـطاف

 
  طالع المزيد  
     
     
     
 

التراث العربي

 
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
  online = خدمات ثقافية  
  owner = المواقع الأدبية  
  moderator =المجلات الإلكترونية